عراقيون يروون سنتين من المعاناة تحت حكم «داعش»

  • 10/28/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى سنتين، اقتصرت حياة صدام دحام على الصلاة والمساومة مع الإرهابيين على طول لحيته ودشداشته، قبل أن يتمكن من الهرب أخيراً مع زوجته وأولاده الثلاثة من بلدته طوبزاوه التي لايزال يسيطر عليها التنظيم وتتقدم نحوها القوات العراقية. في السابع من أغسطس/آب 2014، أي بعد نحو شهر من سيطرتهم على الموصل، دخل مسلحو تنظيم داعش إلى قرية طوبزاوه المجاورة، وانقلبت مذاك حياة دحام وجيرانه بالكامل. على جانب الطريق حيث كان ينتظر منذ ساعات إذناً للعبور إلى مخيم الخازر للنازحين قال دحام الكردي منعنا من التدخين واستخدام الهواتف ومشاهدة التلفزيون. أُجبرنا على إطلاق اللحى وارتداء دشداشات قصيرة مثلما يفعل الإرهابيون. في اليوم التالي علت وجهه ابتسامه بعد أن استقر وعائلته في إحدى الخيم، ولم يتوقف عن لمس خديه بعد حلاقة ذقنه. وقال سائق الشحن البري السابق البالغ 36 عاماً كنت أشعر بوجهي ثقيلاً، شعرت بالانزعاج والحاجة إلى الحك. وتابع الرجل الذي فقد عمله يوم قطع الإرهابيون الطرقات إلى كردستان لكنني وجدت في صندوق المساعدات الإنسانية شفرة حلاقة. مع تقدم القوات الكردية والعراقية باتجاه الموصل، وصل أكثر من ألف عراقي في يوم واحد إلى كردستان هرّبهم العسكريون. ولم يكن ذلك إلا بداية أزمة إنسانية مطولة تدق الأمم المتحدة والمنظمات بشأنها ناقوس الخطر منذ أشهر. بعد الانتظار يوماً كان دحام وعائلته من أوائل الذين خُصصت لهم إحدى آلاف الخيم التي نُصبت في مختلف أرجاء السهل. ولم يحمل أفراد العائلة أي أمتعة لأن العسكريين لم يفسحوا لهم الوقت، لكنهم رغم فراغ جيوبهم وإيوائهم في خيمة ناموا دون أن يشعروا بقلق دائم وبعيداً عن شبح الموت الذي كان يؤرقهم في كل مكان. وقال الرجل كنا نعيش في ظل نظام الموت، لم نشعر بالطمأنينة في أي وقت فيما حمل ابنته منى البالغة ثلاث سنوات ذات الشعر الأسود الحالك والملامح الجدية. وأضاف حتى تحت الخيمة حالنا أفضل هنا مما كان في ديارنا. منذ إقامتنا في كردستان لم نعد نعيش تحت القنابل. أثناء سيطرة تنظيم داعش المطبقة على القرية أغلقت جميع المدارس أبوابها، ولم يذهب شقيقا منى، زينة (7 سنوات) وعمر (6 سنوات) إلى المدرسة منذ أكثر من عامين. كما أن المخيم الذي استقروا فيه لا يتضمن مساحة مخصصة للأطفال، لكنهم أفضل حالاً هنا بحسب والدهم. ففي طوبزاوه كانوا خائفين ويبكون باستمرار. حتى البالغون كانت حياتهم فظيعة، كل شيء ممنوع باستثناء الصلاة بلا انقطاع. وقالت أم علي البالغة 35 عاماً الوافدة من قرية أخرى قرب الموصل كنا نعيش في ما يشبه القرون الوسطى. فالمدارس أغلقت لأنهم أخذوا كل ما وجدوه فيها من تجهيزات إلى سوريا. وأضافت شابة منقبة قربها لم تكن لدينا أي حرية. بابتسامة شابتها المرارة روى قريب دحام، رافضاً الكشف عن اسمه خشية تعريض أفراد عائلته الذين بقوا في مناطق سيطرة الإرهابيين للخطر، كيف أجبر الإرهابيون زوجته على ارتداء النقاب. وأضاف عندما نذهب إلى السوق معاً كان يتعذر عليّ تمييزها عن سائر النساء. وفي مناطق التنظيم الإرهابي من المستحيل مخاطبة امرأة أو لمسها في مكان عام، فعقاب ذلك الموت. بالتالي كنت أتعرف إليها من حقيبة يدها.(أ. ف. ب)

مشاركة :