منظمة أطباء بلا حدود تشير إلى اقتراب الشتاء كعنصر إضافي لمعاناة اللاجئين وما يعنيه من صعوبات. العرب [نُشرفي2016/10/28، العدد: 10438، ص(5)] الجوع والتشرد يلاحقانهم أثينا - يعيش نحو 50 ألف لاجئ ومهاجر في اليونان في ظل ظروف “لا يمكن قبولها”، وذلك بحسب ما جاء في تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود الذي نشرته هذا الأسبوع. وأدى اتفاق اللاجئين بين تركيا واليونان إلى وجود معسكرات للاجئين في الجزر اليونانية على غرار معسكر كاليه الفرنسي، وأصبح معسكر اللاجئين بجزيرة لسبوس “نقطة ساخنة” مطلع الأسبوع الجاري. فبعد أن أصبح أكثر من نصف معسكر اللاجئين ضحية لألسنة النيران في سبتمبر الماضي أشعل اللاجئون والمهاجرون النيران مجددا في المعسكر محتجين بذلك على التقدم البطيء في النظر بإجراءات قبولهم كلاجئين. ومن المفارقات أن المكاتب المتنقلة الخاصة بالمكتب الأوروبي لدعم قضايا اللجوء، هي التي اشتعلت فيها النيران. وأصبحت أعمال الشغب من الأحداث اليومية في جزر شرق بحر إيجة، وذلك بسبب الظروف غير المحتملة التي يعيش فيها اللاجئون هناك، بحسب ما جاء في تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود. مطالب بتوفير الوسائل والأدوات اللازمة لليونان لاستيعاب اللاجئين وإقامة معسكرات بديلة للإيوائهم ويؤكد نيكيتاس كاناكيس، رئيس الفرع اليوناني لمنظمة أطباء العالم هذا التطور قائلا، “حتى وإن وضعنا جانبا الظروف المخيفة التي قدم اللاجئون في ظلها إلى هنا، فإن أي إنسان يعيش في مثل هذه الظروف سيصبح عدوانيا”. ويرى كاناكيس أن وجود البعض من المحرضين بين اللاجئين كفيل بتصعيد الموقف، وأن الأطفال والنساء والأسر التي تشعر بالأمان في هذه المعسكرات، الذين يعانون في كل مرة جراء هذا التصعيد. كما تشير منظمة أطباء بلا حدود إلى اقتراب الشتاء كعنصر إضافي لمعاناة اللاجئين وما يعنيه من صعوبات، حيث يتوقع أن يعيش الكثير من الناس الشتاء الثاني في خيام وأماكن إيواء يشوبها قصور. وأشارت المنظمة إلى عدم توفر الرعاية الصحية وأن الباحثين عن اللجوء في اليونان معرضون لانخفاض درجات الحرارة. وبينما يعيش اللاجئون والمهاجرون في بؤس، فإن الاتحاد الأوروبي منشغل في تبادل الاتهامات. وهناك من يفضل إلقاء اللوم في هذه الأزمة على الحكومة اليونانية قائلا، إنها لا تقوم بواجبها كما ينبغي في حين يرد عليه آخر بأن الاتحاد الأوروبي لم يقم بنقل اللاجئين بحسب ما تم الاتفاق عليه. ومن جانبها تنتقد برلين اليونان قائلة إنها لا تسيطر جيدا على إجراءات قبول اللاجئين، وهو ما ترد عليه أثينا قائلة إن “دول الاتحاد الأوروبي لم تف أبدا بما وعدت بإرساله من خبراء ومترجمين”. ولا يمثل كل ذلك أي مساعدة للاجئين في المناطق الساخنة، كما أن العاملين في تقديم الاستشارات للاجئين وكذلك السلطات اليونانية وسكان الجزر المعنية، يشعرون باليأس. وعن ذلك يقول موظف يوناني، “مهما فعلنا في هذا الخصوص، فلن يكف الآخرون عن إلقاء اللوم علينا وانتقادنا”، مضيفا، “إذا أعدنا اللاجئين إلى تركيا بسرعة بحسب المتفق عليه في إطار ميثاق اللاجئين الأوروبي التركي، فسيقولون إننا لم ننظر في طلباتهم بالشكل اللائق، وإذا استمر النظر في طلبات اللجوء مدة أطول، سيقولون إننا غير مسيطرين”. وخلصت منظمة أطباء بلا حدود في تقريرها إلى توصيات واضحة على رأسها إعادة تسكين اللاجئين داخل دول الاتحاد الأوروبي وفقا للاتفاقات المبرمة في هذا الشأن، وتوفير الوسائل والأدوات اللازمة لليونان لاستيعاب اللاجئين وإقامة معسكرات بديلة لإيواء اللاجئين الموجودين في جزر يونانية. :: اقرأ أيضاً واشنطن تطوق قانون جاستا لأجل مصالحها في الخليج السعودية تدعم اتفاق عون والحريري خطوط الطيران الخليجية في انتظار خارطة طريق بين القطرية وأوروبا تركيا مستعدة لتحمل أعباء معركة الرقة مقابل إقصاء الأكراد
مشاركة :