الجزائر – انتقد عبدالعزيز بلخادم الامين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني ورئيس الحكومة الجزائرية الأسبق أداء عمار سعداني الامين العام المستقبل من الجبهة واعتبر أنه أسس لعداءات مجانية مع محيط السلطة بمختلف دوائره. وفي مقابلة مطولة مع "سي ان ان" عربية خرج بلخادم عن صمته بعد اتهامات سعداني له بالخيانة، مستبعدا أن يكون تنحيه عن الأمانة العامة للحزب الحاك استقالة لأسباب صحية. وهذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها بلخادم على قرار استقالة سعداني وعلى الاتهامات التي وجهت له وايضا على أداء حزب جبهة التحرير خلال السنوات الأخيرة. ورأى أن تصريحات سعداني العدائية عجلت برحيله، منتقدا في الوقت ذاته تولي ولد عباس الأمانة العامة لجبهة التحرير، قائلا "صنع القماش الجديد لا يكون بما بقي من ثياب رثة"، في إشارة إلى الأمين العام الحالي للحزب الحاكم. وقال "حتى نكون أمناء في أحكامنا، لا أحد يطعن في نضال جمال ولد عباس ولا في نضال عمار سعداني. كلنا مناضلون في الحزب، إلّا أن الأداء وكيفية التسيير والتقبل والترفع في معالجة القضايا ورفع مستوى الخطاب السياسي، كلها أمور تختلف من شخص إلى آخر، فالذي نتمناه لجمال ولد عباس هو أن يوفق، ولكن لا يمكن أن نصنع قماشا جديدا بما بقي من ثياب رثة، إذا أردنا أن ننتقل نقلة نوعية بحزب جبهة التحرير". وانتقد بلخادم أيضا أداء الحكومة وسياساتها في معالجة الأزمة الاقتصادية. وقال إنها اعتمدت حلولا ترقيعية من خلال فرضها ضرائب جديدة و بشطبها بعض المشاريع من قائمة الانجاز. ودعا إلى ضرورة التحول من اقتصاد ريعي يعتمد على النفط أساسا إلى اقتصاد يستعمل ريع النفط في خلق قطاعات إنتاجية. ويأخذ محللون ومعارضون على الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة توظيفه لعقود لمخصصات من فائض الايرادات النفطية في شراء السلم الأهلي بدلا من توظيفها في التنمية وخلق قطاعات منتجة من خارج القطاع النفطي، بحيث يضمن تنويع الاقتصاد عدم ارباك المالية العامة للجزائر حين تنخفض اسعار النفط. وتواجه الجزائر بالفعل أزمة مالية حادة بسبب تراجع ايراداتها النفطية بفعل انخفاض الأسعار من ذروتها في 2014 حيث كان سعر برميل النفط أكثر من 100 دولار، إلى مستويات سعرية تحوم حاليا حول 50 دولارا للبرميل. وردا على سؤال حول التجاذبات الحزبية والسياسية في الساحة الجزائرية، قال بلخادم "المشهد السياسي الجزائري يعرف ارتفاعا وانخفاضا بالنظر إلى منسوب الانتخابات لصالح هذا الحزب أو ذاك، فالتجاذب موجود والمنافسة موجودة". وتابع "ومع اقتراب التشريعات، نجد أن هناك طفرة في النشاط الحزبي. والمؤسف أنه في فترة مرّت، كنا لا نجد أفكارا وكان هناك تجاذب حول المواقف أو تصريحات وليس حول بدائل، لا من أحزاب الموالاة ولا من أحزاب المعارضة". واعتبر بلخادم الذين كان من المقربين جدا من بوتفليقة، أن سبب الملاسنات والتجاذبات الحالية بين مسؤولي الأحزاب أو بين المسؤولين داخل حزب هو أن تركيزها (الأحزاب) كان منصبا بالأساس على أزماتها الداخلية. وتساءل الأمين العام السابق لجبهة التحرير عن مردود المشهد السياسي الراهن وما الذي تفتقره الساحة الجزائرية. واشار إلى أن الوضع بتجلياته الراهنة هو أن المعارضة تراقب الحكومة ولكنها لا تقدم بدائل وهذا "ما لا نجده في الساحة الوطنية لأننا مازلنا نتجاذب أحيانا حول الفروع وننسى الأصل". وردا على سؤال حول من يرون فيه مرشحا محتملا لبوتفليقة، قال بلخادم "ساندت الرئيس لأنني كنت ومازلت مقتنعا بأنه الرجل الذي باستطاعته تحقيق المصالحة الوطنية، فالحديث عن الرئاسيات حديث سابق لأوانه لأن الرئيس لازال في منصبه ويمارس مهامه".
مشاركة :