السؤال الذي أظنه يجب أن يُطرح هذه الأيام هو: كيف سيكون شكل المجلس القادم؟ يبدو أن المعارضة رمت هذه المرة بثقلها الكامل ولم يتبق منها أحد. مع كتابة المقالة، تقريباً جميع أطياف المعارضة شاركت باستثناء بعض الرموز السلفية أمثال خالد السلطان والذي يُحسب على زملائه كالطبطبائي ما يجعل مشاركته كفكر وتيار أمراً قد حصل بالفعل. وكذلك بالنسبة لباقي أطياف المعارضة إلا إذا استثنينا أحمد السعدون ومعه صالح الملا. الجميع تقريبا شارك إلا قوة «حشد» التي آثرت أن تصمد في وجه قانون «الصوت الواحد» وتتعاطف مع زعيمها الحركي مسلم البراك. كما قلنا سابقاً بأن عودة ومشاركة المعارضة بهذه الكثافة وبهذه القوة، يعني أنها ضربت بمبادئها السابقة عرض الجدار. وكلام العنجري بأنه يُشارك على مضض والصوت الواحد سيئ ما هو إلا تحصيل حاصل. الجميع استفاق الآن وعلم أن الابتعاد عن اللعبة السياسية خسارة لنفسه ولفريقه ولن يحصل على أي مكسب سياسي في الخارج. بالمناسبة قضية الصوت الواحد أو الخمس أو العشر لن تكون موضع اتفاق أبداً. فلو تركنا الكيفية التي حصل عليها نظام الصوت الواحد لشكله الدستوري وهل هذا الأسلوب موضع اتفاق أم خلاف، أي نظام آخر يُطرح سيكون محل خلاف من دون شك وستجد مَنْ يخالفه ويعترض عليه. والادعاءات بأن نظام العشر أزال العشائرية والطائفية والمناطقية كلام فاضي لا معنى له. قناعتي الشخصية أن الحكومة تمارس هذه الأمراض الاجتماعية بشكل دوري وتريد لها أن تستمر لانها ورقة رابحة بيدها ولن تفرط بما يوفر لها التلاعب بجميع الأطراف. التعويل على نظام التصويت قصر نظر وتسطيح شديد لقضية أعقد بكثير من ذلك. عموما نقول بأن الشكل المتوقع للمجلس القادم هو بروز عنصرين رئيسيين: الأول قدرة المعارضة على الوصول إلى عدد لا بأس به من المقاعد بسبب ما توفرت له لسوء أداء المجلس السابق، والثاني عودة الكثير من المشاكسين أمثال عبدالحميد دشتي والجويهل والقلاف كفريق مضاد للإسلاميين وللتصدي لهم. هذا يعني أن المجلس القادم سيشهد الكثير من المشاحنات والعنصرية والطائفية وقد نشاهد مرة أخرى مناظر الشتم والسبّ وحتى الضرب. ومرة أخرى عودة جديدة للانتخابات لكن نتمنى ألا تكون بالصيف! hasabba@
مشاركة :