الشارقة (الاتحاد) هل بالفعل باتت ألوان عالمنا اليوم قاصرة على لونين فقط، أم أن تلك هي خدعة قام بها مجموعة من الأطفال، لإقناعنا بما يودون قوله في فيلمهم القصير «عالم ذو لونين» الذي جاء من المكسيك ليحط في جنبات مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، الذي اختتم فعالياته مساء أمس الجمعة. ربما للوهلة الأولى قد يوحي عنوان الفيلم «الذي يعرض ضمن فئة أفلام من صنع الأطفال» بهذا المضمون، إلا أنه ومن خلال متابعة مشاهده تكتشف مدى الكارثة التي يعيشها العالم، والتي تتفاقم من جراء تزايد كميات المخلفات والنفايات فيه. أعد فيلم «عالم ذو لونين» بتقنية «ستوب موشن» (إيقاف الحركة)، حيث استخدم فيه الأطفال المشاركون في صناعته صوراً عديدة، بعضها حقيقية وأخرى مرسومة، بالإضافة إلى بعض اللقطات التي صورت بطريقة حية، وذلك بغية تقريب الصورة إلى ذهن المتلقي. الجميل في الفيلم أنه يقدم قضيته ببساطة شديدة، عارضاً أسبابها وتأثيراتها، وكذلك الحلول لها، عبر استحضار الصورة المتكاملة لكوكبنا الذي وقع تحت تأثير النفايات والمخلفات الصناعية، والذي أطلق عليه صناع الفيلم «وحش النفايات»، وهو يلتهم كل المساحات الخضراء. ولعل عدم اكتفاء صناع الفيلم من الأطفال بصور الرسوم المتحركة، واستخدامهم لمجموعة مشاهد حية من خلال صور حقيقية، فيه إشارة إلى فهمهم لطبيعة العمل السينمائي، إيماناً منهم بأن السينما ليست فناً ترفيهياً فقط، وإنما فيه جانب توجهي، وتوعوي، أملاً في التخلص من تأثيرات الاحتباس الحراري، ومشكلة التلوث البيئي. يذكر أن الفيلم مدته 7 دقائق، وصنع بأيدي مجموعة من الأطفال شاركوا في ورشة عمل 30 يوماً احتضنتها مدرسة مركز الفنون «أدولفو برييتو» تحت إشراف «سينتيسا نويفو ليون».
مشاركة :