يراهن متخصصون على قوة الطلب التي تتمتع بها السوق القطرية في مضمار التجهيزات والمستلزمات الفندقية فيما تواصل العلامات العالمية تدشين المزيد من منشآت الضيافة في الدوحة أو خارجها. ويعرف هؤلاء المتخصصون أن تنامي الإنفاق الحكومي على المشاريع الكبرى من شأنه جذب المزيد من المستثمرين بالقطاع الفندقي وهو ما يلقي بظلال إيجابية على نشاطهم في توريد ما تتطلبه هذه المنشآت الجديدة أو تلك القائمة من مستلزمات دورية. وكان معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، قد أكد مطلع أكتوبر الحالي بأن قطر من أكبر الدول في الإنفاق على المشاريع الوطنية؛ حيث بلغ الإنفاق على المشاريع الرئيسية خلال ستة أشهر 56 مليار ريال وتم التوقيع خلال الشهرين الماضيين على 16 مليار ريال، مؤكداً أن الموازنة العامة لسنة 2017 ستتضمن زيادة مخصصات المشاريع الكبرى، ما سوف يكون له دور رئيسي في تعزيز النمو الاقتصادي في البلاد. هذا ومن المتوقع استمرار تدشين المزيد من الفنادق التي سبق أن أعلنت عن مواعيد افتتاح منشآتها الجديدة حيث تراهن بدورها على الطلب الذي يسبق إقامة مونديال 2022. استيعاب ويشير المتخصصون في مجال مستلزمات الفنادق والضيافة إلى استيعاب السوق المحلية لشركات جديدة مع مؤسسات أجنبية، وذلك نظراً لتزايد طبيعة العمل باستمرار في هذا السوق. وقالوا لـ«العرب»: إن السوق القطرية تتسم بتجددها الدائم، وتحتاج إلى مزيد من الشركات المحلية لاستيعاب كمِّ العمل الموجود بها خاصة في ظل الافتتاح المستمر للمنشآت الفندقية قبل إقامة المونديال. وأضافوا: «المشكلة ليست في عدد الفنادق الكبرى التي سيتم افتتاحها خلال السنوات المقبلة بسبب استقبال المونديال؛ لأنها ستكون وفقاً لما هو مطلوب ومخطط له ولكن المشكلة في أن هناك تخوفاً بأن لا تستوعب هذه المنشآت الكمّ الكبير من الزوار لكأس العالم، وهو ما جعل الحديث عن فنادق عائمة لفترة محددة أثناء المونديال وهو ما يؤكد بأن هذا السوق سيواصل مسيرة الانتعاش دون توقف خلال السنوات المقبلة». الحدائق الترفيهية بالفنادق ويؤكد في البداية أسامة زغلول مدير المبيعات في شركة كريستال عصفور قطر أن سوق تجهيزات الفنادق يشهد نمواً كبيراً مع التطورات الجديدة التي تشهدها الدولة. وأشار إلى أن حركة النشاط داخل السوق تستوعب المزيد من الشركات المحلية بالإضافة إلى الشراكات مع الشركات الأخرى من خارج الدولة، خاصة وأن المنافسة داخل هذا السوق في دول منطقة الخليج على وجه الخصوص أصبحت قوية للغاية وتعتمد على الإبداع والتقنيات الحديثة. وأوضح أن هذه السوق تحتوي على الكثير من التفاصيل الدقيقة التي من شأنها أن تساهم في إنشاء شركات جديدة كثيرة في كل تفصيلة صغيرة وقال: «على سبيل المثال هناك مزيد من النمو في الحدائق الترفيهية والحدائق الخارجية التي تشكل عنصر النمو الأساسي في قطاع الضيافة وهو تطور جديد في هذا القطاع «. وأوضح أيضاً أنه متفائل بدرجة كبيرة في دخول الكثير من الشركات الأجنبية لهذا السوق خلال السنوات القليلة المقبلة بسبب كمّ العمل الكبير المطلوب في قطاع مستلزمات الضيافة والفندقة ومشدِّداً على أن المنافسة مع الشركات المحلية ستكون في صالح السوق المحلي خاصة وأن جميع الشركات المحلية العاملة في هذا المجال تستعين بالخبرات والكفاءات. وأوضح أيضاً أن مشكلة السيولة التي مرت بها السوق خلال العامين الماضيين لا تؤثر على انتعاش السوق لمدة 6 سنوات مقبلة خاصة وأن مونديال قطر يساهم في التغلب على أي صعوبات متعلقة بموضوع السيولة ومؤكداً على أن هناك مشروع فندق جديد بالقرب من الكورنيش «جولدن تيوليب» تعاقدت عليه الشركة خلال الفترة الماضية وهو ما يؤكد بأن أزمة السيولة لا تأثير لها حتى في الوقت الحالي. وتوقع أسامة زغلول بأن يشهد السوق حركة الانتعاش الكبرى خلال عامي 2019 و2022 حيث سيكون وقتها الوضع في قطر مختلف تماماً وستدخل كبرى الشركات العالمية في شراكات مع مستثمرين محليين بسبب هذه الانتعاشة. السوق المحلي متسع ومن جانبها تؤكد سمر عبيد مدير قسم الأدوات الصحية والسيراميك في شركة CREDO أن سوق قطاع مستلزمات الفنادق مهم جدّا بالنسبة للشركة؛ ولذلك نشارك في كافة المعارض التي تقام في قطر في هذا المجال. وقالت: «السوق المحلية في قطر متسعة وتستوعب المزيد من الشركات الأجنبية الأخرى وذلك في ظل المنافسة المستمرة بين جميع الشركات على التميز وتقديم كل ما هو جديد في هذا المجال». وأوضحت أن هذه السوق لا تتوقف على المستلزمات التي تحتاجها الفنادق سواء الجديدة أو الموجودة بالفعل وترغب في التجديد ولكن هناك أيضاً المساكن الخاصة والشقق الفندقية؛ ولذلك فمن يرغب في الدخول للسوق القطري يعلم جيداً بأن السوق مفتوحة ولا مجال فيه للاحتكار والبقاء باستمرار لمن يقدم الأفضل والتقنيات الحديثة ولذلك مثلاً هناك منافسة قوية للغاية بين الشركات المتخصصة في الأدوات الصحية والسيراميك من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من العمل داخل السوق القطري. وأشارت في نفس الوقت إلى أن المونديال قد يكون عاملاً مساعداً لانتعاش السوق بشكل كبير خلال السنوات الستة المقبلة، ولكن هذا ليس معناه أن السوق القطري كان يشهد ركوداً قبل قرار تنظيم المونديال وقالت: «الشركات الأجنبية الكبرى التي لها فروع في منطقة الخليج بكافة التخصصات التي تخص قطاع مستلزمات الضيافة والفندقة تعلم جيداً بأن هذا السوق لا يتوقف عن العمل ومتجدد ولكن الوضع اختلف الآن من حيث توجه كل الأنظار إلى السوق القطري بسبب المونديال». الفنادق العائمة ويشير أيضاً بتروس ميهاكوس مدير المبيعات في شركة بروفشن المونيوم واحدة من شركات BDI المشهورة بأن سوق قطاع مستلزمات الفنادق والضيافة في قطر شهد بطء خلال العامين الماضين، ولكن هذا البطء له أسبابه ويأتي في مقدمتها أن هناك ما يقرب من %65 من مشاريع البناء للفنادق والمشاريع الكبرى في قطر ستبدأ العمل من العام المقبل وبشكل تدريجي وحتى الوصول للمونديال. وأشار إلى أنه رغم هذا البطء إلا أن السوق استوعب الكثير من الشركات الأجنبية عن طريق الشراكات مع مستثمرين محليين ومؤكدا على أن هناك تخوفاً من عدم قدرة الفنادق الجديدة على استيعاب هذا الكم الهائل من الزوار للمونديال إلى قطر وقال: «بدأ التفكير جدِّيّا في حلّ هذه المشكلة بالتخطيط لوجود فنادق عائمة لفترة محددة خلال المونديال من أجل استيعاب الجميع وهو ما يؤكد بأن السوق سيزداد انتعاشاً على اعتبار أن هذه الفنادق العائمة تحتاج إلى الكثير من المستلزمات». وشدد أيضاً على أن الشركة التي يعمل بها دخلت تقريباً في 20 مشروعاً متخصصاً وقادرة على استيعاب المزيد من العمل وهو دليل على حجم السوق وقدرته على استيعاب الكثير من الشركات الأجنبية مع المحلية ومعرباً عن ثقته في أن الشركة التي تقدم التقنيات الحديثة في كافة الأفرع الخاصة بهذا السوق هي التي ستستمر في السوق وسيكون الطلب عليها كبير؛ نظراً للمواصفات الدقيقة التي يريدها هذا القطاع داخل قطر. واختتم مشيراً إلى أن حركة النمو للشركات المحلية العاملة في هذا المجال ستصل إلى ذروتها خلال عام 2019 تقريباً وقبل المونديال بعامين سيكون التواجد داخل السوق القطري صعباً للغاية رغم المشاريع الكبرى التي ستقام؛ لأن التخطيط للشركات الكبرى التي هي من خارج قطر هو التواجد في السوق من الآن للحصول على صفقات جديدة خلال السنوات المقبلة.;
مشاركة :