قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية: إن أكثر من 20 ألف شخص تقطعت بهم السبل على الضفة الغربية من نهر دجلة، جراء الحملة المنسقة التي شنتها القوات العراقية والكردية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل. وأضافت الصحيفة، في تقرير لها: إن تنظيم الدولة شن حملة مدمرة شمال العراق، حيث توجد تلال من الحطام والركام، كما تمتلئ السماء بأعمدة دخان وأبخرة سامة ترتفع من مصنع كبريت وحقول النفط أحرقها التنظيم عمدا. وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى عائشة حمدان التي قتل ابنها الأسبوع الماضي في تفجير سيارة مفخخة من قبل تنظيم الدولة، كما توفي اثنان من أبناء أخواتها أثناء محاولتهما الفرار من الأبخرة السامة المنبعثة من مصنع كبريت حرقه تنظيم الدولة. ونقلت عن إبراهيم عطية أحد السكان، الذي نفقت أغنامه بسبب الدخان السام المنبعث، قوله: «تنظيم الدولة لا يقاتل فقط بالبنادق، إنهم يشعلون النيران في حقول النفط لمنع الطائرات من قصف مواقعهم، الآن هم يشعلون الحرائق فقط لتدمير حياة الناس، حتى الشمس لا نستطيع أن نراها». ولفتت الصحيفة إلى أن تدمير مصنع الكبريت ملأ سماء المنطقة بالأبخرة السامة، وسبقه حرائق حقول النفط التي يستخدمها تنظيم الدولة لتمويل إمبراطوريته منذ أشهر، وذلك لإخفاء التضاريس عن الضربات الجوية المحتملة. وأشارت الصحيفة إلى أن موجة من عمليات الخطف والإعدام رافقت الانسحاب الكبير للمتشددين في أرض المعركة. ونقلت الصحيفة عن محمد سعيد 24 عاما، قوله: إنه فقد 5 من أعمامه في هجمات شنها تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن 3 منهم تم إعدامهم في وقت واحد، كما أن أحد أشقائه وهو جندي يدعى معتز 36 عاما قتل أثناء محاولته الدفاع عن الموصل من هجوم التنظيم عام 2014. الغازات المنبعثة من مصنع الكبريت أصابت مئات السكان بالإعياء، وهرع كثير منهم هذا الأسبوع إلى عيادة محلية، حسب ما قاله الموظف خليل إبراهم جاسم، الذي قام بتوزيع 1500 قناعا واقيا. ونقلت الصحيفة قوله: «لم يعد لدينا الآن أية أقنعة أو حتى أكسجين، المنطقة ظلت بدون كهرباء لعدة أيام نتيجة الهجمات القريبة لتنظيم الدولة».;
مشاركة :