خطيب الحرم المكي: سماحة الإسلام تتجلى في تطبيق الشريعة وإقامة الحدود

  • 10/29/2016
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، أن سماحة الإسلام تتجلى في عزة هذه الأمة بدينها، بإيمانها وعقيدتها، بتطبيقها لشريعة ربها، فلم تكن سماحته صلى الله عليه وسلم ورحمته، لتحول بينه وبين إقامة حدود الله، أو مناصرة المظلومين. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، في المسجد الحرام: نشهد في عالمنا اليوم، إلصاق شبه بالإسلام وأهله، تتمثل في وصف هذا الدين العظيم وأتباعه، بالتعصب والطائفية، والعنف والشدة، والإسلام بريء من ذلك؛ فهو دين الرحمة والعدالة، والتسامح والمحبة. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن السماحة والرحمة تثمر مجتمعا يسوده الحب والتراحم، والتعاون والتلاحم، وكما قيل: النفس السمحة كالأرض الطيبة، إن أردت عبورها هانت، وإن أردت زراعتها لانت، وإن أردت البناء فيها سهلت، وإن شئت النوم عليها تمهدت. وأضاف: ندب الإسلام كثيرا إلى تجسيد هذا القواعد في المجتمعات، وجعل ذلك في مقام العبادات، فإظهار البشاشة والبشر عبادة، وإماطة الأذى عن الطريق عبادة، وعيادة المريض عبادة، وإكرام الضيف عبادة، واللقمة يضعها الرجل في فم زوجته عبادة، وشكر الله تعالى على اليسر والسماحة عبادة، وكف الأذى عن الناس عبادة، وكل عمل أريد به وجه الله فهو عبادة. وفي المدنية المنورة حذر الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي، من الانغماس في تفاهات الأمور، ومتابعة التافهين والتسويق لهم ولأعمالهم المشينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما يناقض الأخلاق الحميدة، ويصرف المسلم عن معالي الأمور التي يحث عليها الدين الحنيف. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، في المسجد النبوي، إن الإسلام ربى بحكمه وأحكامه وقيمه وآدابه المسلم على علو الهمة، وجلالة الاهتمامات التي تجعل حياته تسمو، وأهدافه تزداد رسوخا وأفعاله بناءة مثمرة، لتتميز شخصيته، ويترفع عن الترهات والتفاهات، ويواجهها بالعمل الجاد، والطموح الراقي، الذي ينمي العمر بالبناء والإنجاز والعطاء، وهذه السمات لا تتغير بتغير الأزمنة والعصور، ولا يحيد المسلم عن مثلها مهما تنوعت الوسائل، واختلفت تقنيات العصر. وبين أن الإسلام هذب سلوك المسلم عن الخوض في سفاسف الترهات، وأوحال التفاهات إلى نيل الغايات النبيلة، وبلوغ الاهتمامات الرفيعة، وربطه بالعبودية لله سبحانه وتعالى التي هي أعظم مقام، وأجل مقصد، التي هي منار الطريق، ومحور الأعمال، ومنطلق الاهتمامات، مشيرا إلى أن الترهات والتفاهات تصرف الإنسان عن معالي الأمور، وتقتل فيه روح المسؤولية، وتضعف روح العمل، فلا يرتجى منه نفع، ولا يؤمن ضرره، كما تهبط النفوس الشاردة عن مثلها وأهدافها العليا، فتجعل وقتها كله لهوا، وجل أيامها فوضى، كما تضيع الواجبات، وتذوب كرامتها، وتغدو عاطلة رخيصة. ولفت إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الهمم تذبل حين تنغمس في اهتمامات تافهة تتخذ مناحي شتى، منها توثيق التفاهات وجلب البذاءات في مقاطع مهينة، والسعي لبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي طلبا لشهرة زائفة، وتصوير أحداث لا قيمة لها، بل تضر ولا تنفع، وتفسد ولا تصلح، وتشوه سيرة فاعلها، وتكشف سوءاته، حين يظهر بلباس قبيح، أو كلام بذيء، أو سلوك مشين، أو في وضع يحتقره العقلاء، ويشمئز منه أصحاب المروءات، وفي ذلك إساءة لدينه ووطنه وأمته. ورأى، أن التمادي في مثل هذه التفاهات، صدع في الأخلاق ونقص في العقل، وتعبر عن جهل في مفهوم الحياة، وسطحية التفكير، وتخلف عن ركب العلم والمعرفة، كما أنها تقتل الإرادة وتضعف التنمية، ولا يخفى على عاقل ما تجره من مفاسد اجتماعية وأسرية، مؤكدا أن من هبط بفكره إلى الاهتمامات التافهة، عظم الهوى واستهان بحرمات الله، وتدنس قلبه بالمعاصي، وذبل عزمه بالذنوب، انتكست فطرته، ولا يخفى على عاقل أن سبب ذل الأمة وهوانها على الله وعلى خلقه، انتهاك حرمات الله. وأشار إلى أن الاستسلام للترهات والتفاهات يفضي إلى عدم مبالاة المرء بالناس، والمجاهرة التي تقتل الحياء، وهو ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأضاف الشيخ عبدالباري الثبيتي: الاهتمام بالتوافه ومتابعة التافهين، تجعلنا نصنع منهم رموزا يتصدرون المشهد، وهم أقزام، وندفعهم للشهرة بتسويقنا لأعمالهم المشينة، ومشاهدهم الوضيعة، ونفسح لهم المجال لإفساد الذوق العام، وهدم الأخلاق وصرف الناس عن الارتقاء في ميادين النجاح والتنمية، والأدهى أن يغتر أولئك التافهون بشهرتهم فيقتحمون مسائل لا يفهمونها، وعلوما لا يملكون بدهياتها، فمتصدر يفتي في أحكام الشرع والدين عن جهل وهوى، ومتصدرة تقلل من شأن الحجاب وتسخر منه، وثالث يستهزئ بتعاليم الإسلام وأحكامه، ورابع ينهش عرض ولاة الأمر، وخامس ينتقص العلماء والدعاة وطلبة العلم، وقديما قالوا: إذا خرج الماء من الإناء، ملأه الهواء. وأوضح، أن الأسرة تعد الحصانة الأولى في مقاومة الاهتمامات التافهة، بتمثل السلوك الحسن، والقدوة الصالحة، وتهيئة محاضن بناء الهمم، ورسم أهداف الصعود إلى القمم، مشيرا إلى أن الإعلام يضطلع بمسؤولية لا يستهان بها في تجفيف منابع التفاهة والتافهين، والفتاة المسلمة حياؤها مصدر عزها وجمالها، والاسترسال في سرادين التفاهة منحدر خطير وشر مستطير. وأشار إلى أن من تتبع التفاهة والتافهين، أفسد يومه بالجدل، وإيمانه بالنقص، وعزيمته بالهون، وخلقه بنشر الشائعات، وأضر مجتمعه بنشر الأراجيف وزعزعة الأمن، وأحدثت هذه التهافات فرقة لا تنجبر، وعداوة لا تندمل. وبين أن حب الشهرة داء خفي، وإذا سيطر على فكر المرء أزه إلى تبرير كل وسيلة، وقفز به فوق كل قيمة، وجعل على قلبه غشاوة لا يبصر معها مكامن الخير ونور الحق، لذا حذر الشرع من حب الشهرة والمظاهر التي تعانيه النفوس المريضة بالرياء المحبط للأعمال في ميزان الشريعة. وقال إن المنشغل بالتوافه سيفيق بعد زمن، وقد جاوزه الناجحون، وارتقى عنه الجادون، وعلا المشمرون، وحينئذ سيعض أصابع الندم حين يرى نفسه في سبات عميق، سراب خادع، يراوح مكانه، وقد أسقطه جهله، وهوت به همته، وفات الأوان ولا ينفع حينها الندم. وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي، أن المسلم صاحب رسالة في الحياة، ينأى بنفسه عن وحل التوافه والترهات، بعلو همته، ويقضي الأوقات فيما يرضي الله، وينفع دينه ووطنه وأمته بالعلم النافع والعمل الصالح، إذ جاءت وصايا الإسلام الجامعة في حماية المجتمع من آثار السلوكيات المنافية لمبادئ الأخلاق.

مشاركة :