حينما سمعت عن هذه الجمعية وقرأت أخبار إنشائها في الصحف حقيقة سعدت كثيراً بأن هناك جهة ستقوم بالمحافظة على التراث العمراني في محافظة جدة خاصة أنه كثيراً ما نسمع منذ سنوات طويلة أن الأمانة لديها تصور ومخطط ودراسة واستراتيجية لتحويل المنطقة التاريخية في جدة إلى منطقة جذب سياحي، والقيام بترميم المباني وإعادة بنائها بشكل يبقيها بقالبها القديم، ولكن بروح عصرية بحيث تحفظ للأجيال القادمة، وتوثق لهم كيفية الحياة التي كان يعيشها أباؤنا في البيوت القديمة والحارات والدكاكين. ولكن مع مرور الأيام ظللت أتابع نشاط الجمعية وجدت أنه لا يتعدى سوى إقامة فعالية عبارة عن محاضرة في أحد البيوت العريقة القديمة، وتعريف الحاضرين بكيفية حياة الناس سابقاً في جدة، وما هي طبيعة مأكولاتهم وعاداتهم وتقاليدهم سواء في الأعياد أو في رمضان أو بعض المواسم أو محاضرة عن فن العمارة الإسلامية فكل هذه المحاضرات كنت أتمنى أن أعرف ما العلاقة بينها وبين اسم الجمعية (المحافظة على التراث العمراني) فكان التصور أن هذه الجمعية عبارة عن مجموعة من المهندسين المتطوعين ومجموعة من كبار الأهالي الذي يستطيعون تقديم بعض المعلومات التاريخية عن كيفية أشكال البيوت القديمة، وبهذا نجد ما كنا نتأمله من الأمانة إلا أن الجمعية قامت بدور آخر تماماً يختلف في مضمونه، فهذه المحاضرات من الممكن أن تقيمها إحدى المؤسسات الثقافية بين حين وآخر أو من الممكن أن تكون عبارة عن برنامج تليفزيوني يصور الحياة الاجتماعية في جدة أو أن تقام هذه الفعاليات ضمن أنشطة الجنادرية وكنت أتمنى من الجمعية أن تهتم بمضمونها الأساسي وعملها المتوافق مع مسماها، حتى وإن قامت على هامش أنشطتها وإنجازها المتوقع سيبقى مقبولا إلى حد ما، ومن الممكن أن نعتبره جزءا من تواصلهم مع المجتمع وضمن نشاط جزئي من مهامهم الأساسية لذلك أتمنى من الجمعية أن تقدم لنا تصورا عن ما ستقدمه للمنطقة التاريخية وما ستقدمه للمحافظة على التراث العمراني.