أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه لإبداء ثلاث دول إفريقية نيتها الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، معتبرا أن تلك الخطوات قد توجه رسالة خاطئة حول التزام تلك الدول تجاه العدالة. وفي كلمته بجلسة مجلس الأمن الدولي حول التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، قال بان كي مون إن العالم قد قام بخطوات هائلة على مسار بناء نظام عالمي للعدالة الجنائية الدولية، وتقع المحكمة الجنائية الدولية في مركزه". وأشار إلى أن النظر في بعض القضايا قد يستغرق سنوات طويلة، وإلى عدم قبول بعض الدول للولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية.. لافتا أيضا إلى شعور البعض بالقلق لأن المحكمة قد دانت فقط مواطنين أفارقة على الرغم من الأدلة على وقوع جرائم في مناطق أخرى من العالم. واعتبر أمين عام الأمم المتحدة أن أفضل سبيل لمعالجة التحديات هو تعزيز المحكمة الجنائية الدولية من الداخل، لا تقليص الدعم لها.. مشددا على أن منع الفظائع التي قد تقع في المستقبل، وضمان تحقيق العدالة للضحايا، والدفاع عن قواعد الحرب بأنحاء العالم، كلها أولويات مهمة يتعين عدم المخاطرة بإلحاق أي تراجع بها "في عصر المحاسبة الذي عمل العالم بجد من أجل بنائه وتكريسه". كانت غامبيا أعلنت قبل ثلاثة أيام انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية، متهمة إياها بـ "تجاهل جرائم حرب ترتكبها دول غربية، والسعي فقط لمقاضاة الأفارقة". تأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوع أيضا من إعلان دولة جنوب أفريقيا انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية.. وقالت إن "التزاماتها تجاه المحكمة لا تتوافق مع التزاماتها بتعزيز السلام في إفريقيا"، لتكون الدولة الثانية التي تغادر المحكمة بعد بوروندي، التي وقع رئيسها على مشروع قانون بشأن انسحابها من المحكمة الأسبوع قبل الماضي. وأنشئت المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002 بعضوية 124 دولة، وهي أول محكمة دائمة لها اختصاص دولي بالتحقيق في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. م.ب ;
مشاركة :