فصائل معارضة وإسلامية بهدف كسر الحصار عن أحياء المدينة الشرقية. ومهدت الفصائل لهجومها الجمعة على أطراف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، بإطلاق مئات القذائف الصاروخية، ما تسبب بمقتل 21 مدنيا على الأقل بينهم طفلان، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد السوري صباح السبت عن تواصل الاشتباكات بين قوات النظام من جهة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة ثانية عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، وقد تركزت في النقاط التي تقدم فيها المقاتلون. وكان تحالف فصائل جيش الفتح وبعد ساعات على إطلاقه الهجوم حقق تقدما بسيطرته على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد باستثناء بعض الأبنية المحيطة بالأكاديمية العسكرية داخلها وأخرى على تخومها الشرقية والجنوبية. ويضم جيش الفتح فصائل إسلامية وجهادية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة أحرار الشام الإسلامية. وأفاد في ضاحية الأسد عن دمار كبير بسبب الغارات الجوية الكثيفة التي استهدفت المنطقة طوال الليل. وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "استهداف غارات جوية روسية مكثفة مناطق الاشتباكات وبشكل خاص ضاحية الأسد"، مشيرا إلى أن "قوات النظام أطلقت السبت هجوما مضادا لاستعادة النقاط التي خسرتها". ويشارك نحو 1500 مقاتل قدموا من محافظة ادلب (شمال غرب) المجاورة ومن ريف حلب، في المعارك التي تدور على مسافة تمتد نحو 15 كيلومترا في أطراف حلب الغربية. "أيام معدودة" وقال أبو مصطفى، احد القياديين العسكريين في صفوف جيش الفتح، أثناء تواجده في ضاحية الأسد "نحن حاليا على تخوم الأكاديمية العسكرية". وأوضح أن "المرحلة المقبلة هي الأكاديمية العسكرية وحي الحمدانية". ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الأسد غربا وحي العامرية شرقا الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه. وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على هذا الحي، ستكسر بذلك حصار الأحياء الشرقية عبر فتحها طريقا جديدا يمر من الحمدانية وصولا إلى ريف حلب الغربي. وأكد أبو مصطفى "خلال أيام معدودة، سيتم فتح الطريق على إخواننا المحاصرين". وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة. ولم تتمكن المنظمات الدولية من إدخال أي مساعدات اغاثية أو غذائية إلى القسم الشرقي منذ شهر تموز/يوليو الماضي. وبرغم الغارات المكثفة على مناطق الاشتباك، لم تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية السبت الأحياء الشرقية، باستثناء حي صلاح الدين الذي يشكل خط تماس بين شرق حلب وغربها. ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة طلبا تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب. وكانت روسيا أوقفت منذ عشرة أيام شن غارات على شرق حلب، تمهيدا لهدنة أعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 20 أيلول/سبتمبر لثلاثة أيام، وانتهت من دون أن تحقق هدفها بإجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين بذلك. إلا أن مسؤولا أميركيا في واشنطن أكد أن "هجمات النظام (السوري) وداعميه على حلب مستمرة رغم التصريحات الروسية"، مشددا على "أننا نواصل مراقبة تصرفات روسيا وليس أقوالها". وتشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضررا منذ اندلاعه العام 2011، إذ من شأن أي تغيير في ميزان القوى فيها أن يقلب مسار الحرب التي تسببت بمقتل 300 ألف شخص وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.
مشاركة :