الحشد الشعبي على خطى الجهاديين في كسر الحدود مع سوريا

  • 10/29/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد – أعلنت قوات الحشد الشعبي الموالية لايران السبت عن احتمالية اجتياز الحدود الشمالية الشرقية لسوريا لمساعدة القوات السورية وذلك في وقت اعلنت فيه عن بدء عملية عسكرية لاستعادة مدينة تلعفر العراقية المجاورة من ايدي مقاتلي الدولة الاسلامية كجزء من معركة الموصل. وفي حال حصل هذا التحرك بالفعل، فسوف يكون مشابها لما قام به تنظيم الدولة الاسلامية بعد اسابيع من سيطرته على الموصل في صيف 2014 حين أعلن عن انجاز مهمة "كسر الحدود" بين العراق وسوريا. ولم يستبعد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني في الحكومة العراقية ورئيس هيئة الحشد الشعبي السبت إمكانية دخول قوات الحشد الأراضي السورية بعد استعادة مدينة الموصل. وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها العراق عن هذا التوجه منذ بدء الحرب ضد التنظيم الجهادي الذي استولى على مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد وكذلك في سوريا قبل أكثر من سنتين. ويحارب مقاتلون شيعة عراقيون بالفعل مع قوات الحكومة في سوريا وتشارك قوات الحشد الشعبي حاليا في هجوم للحكومة العراقية يستهدف استعادة مدينة الموصل في شمال العراق من الدولة الإسلامية. وسيضفي إعلان الحشد الشعبي صبغة رسمية لمشاركته في سوريا. من جهته، أكد أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد الشعبي في مؤتمر صحفي في بغداد "إننا في العراق وبعد تطهير كل أرضنا من هذه العصابات الإرهابية نحن على استعداد تام إلى الذهاب إلى أي مكان يكون فيه تهديد للأمن القومي العراقي." وكان تنظيم الدولة الاسلامية اعلن في اعقاب سيطرته على الموصل وقبلها الرقة في سوريا عن السماح لسكان المناطق المتجاورة في العراق وسوريا بالتحرك من دون جوازات سفر. واستخدم التنظيم الجهادي جرافات لازالة السواتر الترابية المقامة على الحدود. وقالت قوات الحشد السبت إنها بدأت هجوما باتجاه غرب الموصل في عملية ستضيق الخناق حول معقل تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد لكنها قد تؤجج التوترات الطائفية في المنطقة ذات الأغلبية السنية. ومن المتوقع أن تكون الحملة العسكرية من أجل استعادة السيطرة على الموصل أكبر معركة خلال 13 سنة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للعراق. وقال متحدث باسم الحشد الشعبي إن آلاف المقاتلين بدأوا عملية هذا الصباح لتطهير بؤر الدولة الإسلامية في الأجزاء الغربية من الموصل. والموصل هي أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم المتشدد وستمثل خسارتها هزيمة فعلية للتنظيم في العراق بعد عامين من إعلان زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي دولة "للخلافة" في مناطق ممتدة بين العراق وسوريا من فوق منبر مسجد بالموصل. وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي إن قوات الحشد تهدف إلى السيطرة على قرى غربي الموصل والوصول إلى مدينة تلعفر التي تبعد نحو 55 كيلومترا عن المدينة. والهدف هو القضاء على أي خيارات أمام متشددي الدولة الإسلامية للتراجع نحو سوريا أو وصول أي تعزيزات لهم. وتتقدم قوات الأمن والجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية منذ 12 يوما على الجبهات الجنوبية والشرقية والشمالية الشرقية حول الموصل التي لا يزال يقطنها 1.5 مليون نسمة. وحذرت الأمم المتحدة من احتمالات وقوع أزمة إنسانية وموجة نزوح من الموصل. وقد يترك بدء العمليات على الجبهة الغربية للمدينة أهلها دون مخرج لبر الأمان حتى إن تمكنوا من الهروب من قبضة الدولة الإسلامية. وإعلان الحشد الشعبي بدء مشاركته في الحملة اليوم السبت سيضيف المزيد من القوة لمقاتلي التحالف الذي يهدف للتخلص من الدولة الإسلامية في العراق لكنه سيثير في ذات الوقت مخاوف من الدور الذي ستلعبه قوات الحشد الشعبي. واستهداف مدينة تلعفر التي تخضع حاليا لسيطرة الدولة الإسلامية والقريبة من الحدود مع تركيا ويقطنها عدد كبير من التركمان الذين لهم علاقات تاريخية وثقافية بتركيا سيقلق أنقرة. وتقول قوات الحشد الشعبي إن الكثير من سكان تلعفر التركمان شيعة. وحذرت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان من احتمال نشوب أعمال عنف طائفية إذا سيطرت قوات الحشد الشعبي على مناطق يشكل فيها السنة أغلبية السكان وهو واقع أغلب المناطق في شمال وغرب العراق. وقوات الحشد الشعبي التي تشكلت عام 2014 للمساعدة في صد التقدم الكاسح للدولة الإسلامية وقتها تتبع نظريا الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بزعامة العبادي إلا أنها موالية في مجملها لايران. وتقول منظمة العفو الدولية إن حملات سابقة شهدت ارتكاب الحشد الشعبي "لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تتضمن جرائم حرب" ضد مدنيين فارين من مناطق سيطرت عليها الدولة الإسلامية. وفي يوليو/تموز قالت الأمم المتحدة إن لديها قائمة تضم أكثر من 640 رجلا وصبيا سنيا قيل إن قوات الحشد الشعبي اختطفتهم في الفلوجة -وهي معقل سابق للمتشددين إلى الغرب من بغداد- وإن حوالي 50 آخرين أعدموا أو عذبوا حتى الموت. وتقول حكومة العبادي وقوات الحشد الشعبي إنه لم يقع إلا عدد محدود من الانتهاكات وإنه يجري التحقيق فيها وتنفي أن تلك الانتهاكات كانت شائعة أو ممنهجة.

مشاركة :