«الحشد الشعبي» يسيطر على القيروان قرب الحدود مع سوريا

  • 5/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت قيادة عمليات «قادمون يا نينوى» الخاصة بتحرير الموصل، أمس، عن سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الأخرى لمركز ناحية القيروان التابعة لقضاء سنجار غرب الموصل، قرب الحدود مع سوريا، بينما تسعى القوات الأمنية الأخرى إلى السيطرة على سوق «السرج خانة» القديمة، وسط الموصل، كي تشد قبضتها على جميع أنحاء المدينة التي تشهد قتالا متواصلا منذ أكثر من سبعة أشهر.وذكر قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، الفريق الركن قوات خاصة عبد الأمير رشيد يارالله، أن الحشد الشعبي حرر ناحية القيروان وجميع القرى المحيطة بها، وفُرضت السيطرة على الطريق الرئيسي شمال وجنوب الناحية، وعلى مطار ثريا كراح جنوب الناحية.من جهته، قال ضابط في الجيش العراقي برتبة عقيد لـ«الشرق الأوسط»، مفضلا عدم ذكر اسمه: «بعد نحو 10 أيام من المعارك تمكنت (الحشد الشعبي) وقوات الجيش العراقي وبإسناد من مروحيات الجيش من تحرير مركز ناحية القيروان بالكامل، والقضاء على مسلحي (داعش) المحاصرين فيها، وأسفرت معركة تحرير مركز الناحية عن مقتل نحو 40 مسلحا من التنظيم، بينهم عرب وأجانب، إلى جانب مسلحين عراقيين».في غضون ذلك، خاضت القوات الأمنية التي تحاصر المدينة القديمة وسط الموصل من جميع الجهات أمس، معارك شرسة ضد مسلحي التنظيم الذين انسحبوا من المناطق المحررة وتجمعوا في المدينة القديمة مستفيدين من أزقتها. وكشف قائد الشرطة الاتحادية عن قتل قواته قياديين من قادة «داعش» البارزين في معارك المدينة القديمة، وأوضح: «قتلت قطعاتنا كلا من القيادي أبي الحسن العراقي الذي كان مسؤولا عن الهندسة العسكرية في التنظيم، ومحمد مجبل الملقب بأبي عثمان المسؤول العسكري عن الجانب الأيمن، إثر اشتباكات عنيفة مع مسلحي التنظيم».واستمرت موجات نزوح المدنيين الهاربين من المعارك إلى المناطق المحررة، حيث شهد أمس وصول العشرات من العوائل القادمة من أحياء الزنجيلي والنجار والاقتصاديين و17 تموز، إلى مواقع قوات الشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب والجيش، حيث نقلت هذه القوات المدنيين عبر عجلات تابعة لها إلى المناطق الآمنة جنوب الموصل، ليُنقلوا فيما بعد إلى مخيمات شرق الموصل.وقالت المواطنة صابرين عمر القادمة من المدينة القديمة مع عائلتها المكونة من 6 أطفال، لـ«الشرق الأوسط»: «نفد كل ما كنا نخزنه من طعام، فاضطررنا إلى أكل القطط والطيور وأوراق الأشجار، أما الحشائش فقد أصبحت يابسة ولم تعد تصلح للأكل، هناك كارثة إنسانية حقيقية في المدينة القديمة». وقال مواطن آخر عرف لنا نفسه باسم ثامر الحديدي خوفا على عائلته التي لم تستطع الهروب من المدينة: «يموت يوميا العشرات من النساء والأطفال وكبار السن من الجوع، ويُدفنون في منازلهم، فالتنظيم يمنع الناس من الخروج، نحن تمكنا من الهرب، لكن من يقع في كمين (داعش) يقتل فورا، ندعو القوات الأمنية إلى الإسراع في تحرير ما تبقى من المناطق وإنقاذ المدنيين المحاصرين».بدوره، أوضح مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي، أن القوات العراقية كثفت هجماتها أمس على المدينة القديمة للإسراع في حسم معركة الجانب الأيمن، وأضاف: «رغم توالي الهجمات عليه فإن القوات العراقية لم تستطع أمس تحرير منطقة السرج خانة (أقدم سوق شعبية في الموصل القديمة)، لكنها باتت على مشارفها، هذه السوق لها موقع استراتيجي مهم، وهي تمثل قلب الموصل، ومع تحريرها يعتبر الجانب الأيمن من الموصل محررا»، لافتا إلى أن أزقة ومباني السوق القديمة تشكل عائقا أمام استعادته من قبل القوات الأمنية؛ لأنها لا تستطيع استخدام الأسلحة الثقيلة في المعركة ضد مسلحي التنظيم الموجودين فيه.وتزامنا من استمرار المعارك في الجانب الأيمن، تمكنت مديرية الهندسة العسكرية في وزارة الدفاع العراقية أمس، من نصب جسر عائم على نهر دجلة بطول 200 متر، يربط الجانب الأيمن من الموصل بجانبها الأيسر، تحضيرا لهجوم أخير على «داعش». وقال العقيد هيثم الطائي لوكالة «رويترز»، إن الجسر العائم مهم لنشر تعزيزات في الشطر الغربي بسرعة، من أجل حشد القوات بشكل مناسب لاجتياح المدينة القديمة في وقت قريب. وذكر أن الجسر في منطقة حاوي الكنيسة سيوفر على المدنيين الهاربين مشقة القيام برحلة طويلة إلى أقرب نقطة عبور على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب الموصل.وذكرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن ما يصل إلى 200 ألف شخص آخرين ربما ينزحون فيما تتوغل القوات العراقية لاستعادة ما تبقى من المدينة. ويحتجز المتشددون فعليا مئات الآلاف من المدنيين رهائن، ويتخذون منهم دروعا بشرية لإبطاء تقدم القوات.

مشاركة :