الولايات المتحدة استقلت قبل 240 سنة وتعاقب على الرئاسة فيها 44 رجلاً، ويحق للنساء أن يطالبن بالرئاسة لواحدة منهن. أرى أن هيلاري كلينتون ستكون الرئيسة الخامسة والأربعين. هل نرى بعد أربع سنوات أو ثمانٍ ميشيل أوباما مرشحة للرئاسة الأميركية؟ باراك أوباما جيد إلا أن ميشيل أفضل منه، بل أفضل سيدة أولى في تاريخ الولايات المتحدة. نحن الآن في الأيام الأخيرة من حملة الانتخابات الأميركية، وميشيل أوباما خير نصير لهيلاري كلينتون، وأفضل دعاية لقدرة النساء، أو أزعم لتفوّق النساء على رجالهن. التاريخ الذي عاصرناه جميعاً يقول أن هيلاري كلينتون كانت أفضل من بيل كلينتون، فهو كاد يُعزَل من الرئاسة بسبب فضائحه الجنسية، وزوجته لم تواجه أي نوع من المحاكم، ولم يُحكَم عليها يوماً بشيء. ميشيل أوباما، وهي محامية، تعرف ما تقول، وتختار كلماتها بدقة، وربما بحذر، فلا تخطئ ولا تعتذر في اليوم التالي عن شيء قالته في اليوم السابق، كما فعل دونالد ترامب مرة بعد مرة. هو تجنب مهاجمة ميشيل في البداية إلا أن الطبع غلب التطبع فيه وهاجمها قبل أيام من طريق مواقف قديمة لها كلها كذب «ترامباوي». هي خاطبت الأميركيين وقالت لهم «لا تيأسوا، لا تقنطوا مما ترون في هذه الحملة... كونوا شجعاناً فنحن نعيش في أعظم دولة في الأرض». هي لم تذكر ترامب باسمه إلا أنه كان واضحاً أنها ترد على شعار حملته الانتخابية عن جعل أميركا عظيمة مرة أخرى. ماذا قالت أيضاً؟ قالت أن رؤية ترامب للبلاد تجمع بين اليأس والإحباط، وأنه قال أشياء سيئة أو صادمة عن النساء، وقد نُشِرَ له فيديو يفاخر فيه بالتحرش بالنساء. هي قالت أن الرئيس يحمل شيفرة استعمال السلاح النووي، ولا يستطيع اتخاذ قرار مفاجئ، كما لا يستطيع أن يكون سريع الغضب وينفجر لأهوَن الأسباب. قرأت أن خطاب ميشيل أوباما، وأعتقد أن الحديث عن خطابها في نيوهامبشير، كان ثاني أعظم خطاب هذه السنة. ماذا كان أعظم خطاب؟ خبراء يقولون أنه كان خطابها في مؤتمر الحزب الديموقراطي في تموز (يوليو) الماضي لاختيار مرشح الحزب للرئاسة. ربما قرأنا غداً أن خطاباً جديداً لها هو أعظم خطاب أو ثاني أعظم خطاب. مجلة «نيويورك تايمز» يوم الأحد الماضي ازدان غلافها بصورة لميشيل أوباما، مع موضوع في الداخل يرقى إلى قصيدة غزل، وهو يقول أنها عانقت من المواطنين ما يفوق أي رقم لسيدة أولى سابقة، وأن الوصول إليها سهل وتعاملها مع الناس يتميز بالحرارة مع أنها باردة الأعصاب. أتوقف هنا لأنتقل إلى شيء عربي، فقد دافعت عن زوجة الرئيس التونسي السابق ليلى بن علي بعد أن «اتُّهِمَت» بأنها كانت مصففة شعر، ودافعت عن السيدة سوزان مبارك التي أكنّ لها كل احترام، وأقدِّر عملها خدمة لبلدها. اليوم أقرأ في صحف لندنية أخباراً عن السيدة أسماء الأسد بعد أن أجرى لها مراسل روسي مقابلة تلفزيونية هي الأولى لها منذ ثماني سنوات. أصف الحرب الأهلية الدائرة في سورية بالكلمات «بطش النظام وإرهاب المعارضة»، أي «داعش». وأتذكر أن مجلة «فوغ» أجرت للسيدة أسماء مقابلة قبل 2011 وصفتها فيها بأنها «وردة الصحراء». يستطيع معارضو النظام السوري أن يقولوا ما يشاؤون، ولكن أصر على استثناء السيدة أسماء الأسد من حملاتهم، لأن القرآن الكريم يقول: ولا تزر وازرة وزر أخرى، والسيدة أسماء أم ولاؤها لثلاثة صغار.
مشاركة :