تابعت إيران أمس، حملتها على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إذ وصفت تقريراً أعدّه ينتقد سجلها في حقوق الإنسان، بأنه «مليء بأكاذيب»، متعهدة ألا تتيح للغرب «التلاعب بها» بهذه الذريعة. وكان تقرير بان الذي سيناقشه في 26 الشهر الجاري أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية في جنيف، أفاد بأن حكومة الرئيس حسن روحاني لم تسجل «تحسناً كبيراً في تنمية حرية التعبير والرأي وحمايتها، على رغم وعود قطعها الرئيس أثناء حملته الانتخابية وبعد تنصيبه». وندّد بسجن صحافيين وفرض قيود على حرية التعبير وتوقيف مدافعين عن حقوق الإنسان وعمليات تمييز واضطهاد تطاول نساءً وأقليات، معرباً عن أسفه لامتناع طهران عن السماح بمجيء المقرر الخاص للأمم المتحدة حول إيران أحمد شهيد، ولا أي خبير أممي آخر في حقوق الإنسان. وحضّ بان روحاني على «الإفراج فوراً» عن الزعيمين المعارضين مير حسن موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011. وعلّق رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني على التقرير، معتبراً أنه «مليء بأكاذيب واتهامات». وأضاف: «لم يكن مُتصوراً أن يكون التقرير ضعيفاً إلى هذا الحد، وأعتقد بأن (مُعدّيه) تسلّموه من (جهاز الاستخبارات الإسرائيلية) موساد و(وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) سي آي أي وقرأه» بان كي مون. وزاد: «قلنا لمطلقي دعاوى حقوقية بلا أساس، بما في ذلك الإعدام في إيران، إنه مُذ انتشرت قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان عام 2001، زاد إنتاج المخدرات 40 مرة، وتُشحن بسهولة من مطارات البلد، وعلى الدول المحتلة أن تتحمل مسؤولية هذه المشكلة». واعتبر لاريجاني أن «الأمم المتحدة التي يجب أن تُسوّي مشكلات العالم، أُصيبت بنوع من الخواء السياسي في العالم»، وتابع: «إذا كان موظفو المنظمة في صدد تسوية مشكلات حقوق الإنسان، من الأفضل أن يدرسوا الجرائم غير الإنسانية التي ارتكبها الأميركيون في معتقلَي غوانتانامو وأبو غريب». وزاد: «لعل لهذه التقارير مغزى سياسياً، إذ يبدو أن الغربيين في صدد اختلاق ذريعة أخرى، نظراً إلى توصل إيران إلى نتيجة في ملفها النووي. في البداية تذرّعوا بأنظمتنا الصاروخية، لكنهم لم يحققوا نتيجة، والآن يريدون أن يتلاعبوا بإيران بذريعة حقوق الإنسان». في غضون ذلك، توجّه عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني إلى بكين أمس، بعدما ناقش في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي ريابكوف، جولة المحادثات المقبلة بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، المرتقبة في فيينا الأسبوع المقبل. وبعد لقاء دام 5 ساعات، قال عراقجي: «مع اقتراب المفاوضات، شعرنا بضرورة أن نتبادل وجهات النظر مع أصدقائنا في موسكو وبكين. المفاوضات أصبحت أكثر جدية، وكان لا بد من تبادل وجهات النظر في شأن مختلف القضايا». وأشار إلى أنه وريابكوف بحثا في مسألة «تخصيب اليورانيوم وأبعاده ونسبته، وتبديد قلق بعضهم في شأن منشأة آراك التي تعمل بالماء الثقيل، والتعاون في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية». وأضاف: «على رغم محاولة أطراف الإضرار بالمفاوضات، الأجواء السائدة الآن جدية». حقوق الانسانلاريجاني
مشاركة :