عادة ما ينفر كبار السن من التعامل مع التقنيات الجديدة ويقول هؤلاء " لقد كبرنا فى السن بصورة تجعل من غير الممكن التعامل مع هذه التكنولوجيا". ولكن الخبراء الألمان يرون أن هذه المقوله غير صحيحة وأن كل ما يحتاج إليه المسن هو مجرد شخص ما يخبره بما يمكن أن توفره له هذه التقنيات الحديثة في حياته اليومية. ويقول مارتن هايسنر الذي يجري أبحاثا حول "التقدم في السن والتكنولوجيا" في "مستشفى برلين الخيري" إن العنصر الحاسم في موقف كبار السن من الأجهزة والتقنيات الحديثة هو مدى استفادتهم منها. ويصبح المسن متحمسا للغاية للجهاز الحديث مثل الكمبيوتر اللوحي بمجرد اكتشاف الفوائد التي يمكن أن يوفرها له. ولكن يظل السؤال، ما هي التكنولوجيا المفيدة لكبار السن؟ تقول باربرا كيك من أحد اتحادات كبار السن في ألمانيا إن الإنترنت يأتى في مقدمة التقنيات التي يمكن أن تكون مفيدة لكبار السن لآنه "بمجرد تقدم المرء في السن يصبح من الصعب عليه الخروج والتحرك في العالم المحيط به، وهنا تفتح له الإنترنت فرصا كثيرة لرؤية ما يجري حوله". على سبيل المثال يمكن للمسن استخدام الإنترنت والأجهزة الحديثة من أجل التحكم في الأجهزة المنزلية الكهربائية وملء الوثائق الرسمية ومتابعة الأخبار ومعرفة حالة الطقس وغير ذلك. كما أنها مفيدة في التواصل مع أفراد الأسرة والأصدقاء الموجودين في أماكن بعيدة. وتقول كيك إن "تبادل رسائل البريد الإلكتروني واستقبال صور الأحفاد وتبادل الخبرات من الأمور التي يفعلها كبار السن على الإنترنت ويقدرونها بشدة". في الوقت نفسه فإن تحديد نوع الجهاز المناسب للشخص كبير السن يتوقف على احتياجات الشخص. فالشخص الذي يحتاج إلى استخدام النصوص والكتابة بكثرة، يمكنه استخدام كمبيوتر محمول، أما بالنسبة للشخص الذي يتحرك كثيرا ويحب التقاط الصورة السريعة، فإن الكمبيوتر اللوحي والهاتف الذكي يصبح الخيار الأفضل. يقول "هايسنر" "نوصي بالأجهزة التي تدعم الحياة الصحية لكبار السن، والتي تتيح لهم البقاء فترة أطول في المنزل". ويمكن أن تكون تطبيقات الأجهزة الذكية مفيدة، مثل خدمات الملاحة وأدلة السفر ومصباح الإضاءة الموجود في الهواتف الذكية. كما توجد تطبيقات مفيدة في مجال الرعاية الصحية لكبار السن. ويضيف هايسنر، "التكنولوجيا توفر حلولا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الحواس والحركة والإدراك". فهناك تطبيقات مثل تلك التى تراقب معدل ضربات القلب وهو ما يمكن أن يغني المريض المسن عن زيارة الطبيب لمجرد قياس النبض، وهناك تطبيقات لقراءة النصوص لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الرؤية. وتطبيقات التي تذكر الشخص بمواعيد تناول المياه أو الذهاب إلى مكان ما تساعد الشخص في تجنب إهمال حالته الصحية. ويقول إيرهارد كالكر من "رابطة المواطنين كبار السن الألمان" إن "الفائدة تعني أي شيء يحسن طبيعة حياة الأجيال الأكبر ويحافظ عليها .. وسيكون من الأفضل أن يحتوي الجهاز على حروف أكبر للأشخاص الذين يعانون من ضعف الإبصار، أو كان الهاتف المحمول مزودا بخاصية تلقي الأوامر المسموعة". ولا يحتاج الأمر إلى إنتاج أجهزة خاصة بكبار السن وإنما يمكن توفير الخصائص التي تسهل على كبار السن استخدام هذه الأجهزة، من خلال ضبط إعداداتها بما يتناسب مثلا مع الشخص ضعيف الإبصار. ويتفق الخبراء على ضرورة وجود شخص ما دائما ليوضح لكبار السن كيفية استخدام التكنولوجيا الجديدة.
مشاركة :