في الوقت الذي كان فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي يجتمع مع مئات الشباب والعجائز على شاطئ البحر الأحمر في مدينة شرم الشيخ كان عشرات الآلاف من المصريين ينتظرون الموت والخراب والدمار على الجانب الآخر من شاطئ البحر الأحمر نفسه في مدينة رأس غارب ، التي اجتاحتها السيول لتحيل حياة الأهالي جحيما ويموت غرقا أو بلدغ الأفاعي حتى الآن حوالي ثمانية وعشرين مواطنا ، في نفس الوقت الذي كان فيه السيسي يبشر المصريين بالمشروعات العظيمة والإنجازات التي يخفيها المعارضون ويحذرهم من أهل الشر والأصوات الإعلامية المغرضة التي تشوه الإنجازات وتحبط الناس ، كان ملايين المواطنين من أهلنا في الصعيد يواجهون الموت والخراب بفعل السيول التي اجتاحت مناطقهم الفقيرة أصلا ، لتقتل وتخرب وتخلف الهم والغم والمزيد من الفقر ، ورغم أن الدولة والحكومة والرئاسة والأجهزة يعرفون مسبقا موعد السيول ، ورغم أن هيئة الأرصاد حذرت قبل شهر كامل من خطورتها وحددت مواعيدها ، إلا أن الجميع كان مشغولا بإتمام الحفل الساهر في شرم الشيخ والذي امتد على ثلاثة أيام بلياليها وإخراجه في أبهى صورة ، وليس بالاستعداد لهذا الخطر الذي يهدد أرواح الملايين ، واليوم خمر وغدا أمر ، وهو أمر لا يأتي أبدا ، كما سيكون من العسير أن نعرف من المسئول عن إنشاء الطرق غير المطابقة للمواصفات الفنية والعلمية والتي انهارت في يوم واحد من المياه وتسببت في قطع السبل بآلاف المسافرين الذين حبسوا في الصحراء أو عادوا إلى أقرب قرية أو مدينة ينتظرون الفرج .
مشاركة :