الخناق يضيق على الجهاديين في الموصل من كل المحاور

  • 10/31/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

القيارة (العراق) - أعلنت القوات العراقية الأحد السيطرة على بلدات عدة في منطقة الموصل مع قرب دخول عملية تحرير أكبر مدن الشمال العراقي أسبوعها الثالث. ويواجه بضعة آلاف من الجهاديين المتواجدين في كبرى مدن شمال العراق حاليا جبهات جديدة، خصوصا مع بدء تدخل مقاتلي الحشد الشعبي قبل أيام. وقوات الحشد الشعبي التي تضم متطوعين وفصائل شيعية مدعومة من إيران، لم تكن منخرطة بشكل كبير حتى اليوم في معركة استعادة الموصل من الشرق والجنوب والشمال، التي انطلقت في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول. وأعلنت قوات الحشد الأحد أنها استعادت السيطرة على بلدات عدة، بينها الأمريني التي تبعد 45 كيلومترا من مركز قضاء تلعفر، الهدف الأساسي للهجوم. وتقع مدينة تلعفر حيث الغالبية من التركمان الشيعة على محور حيوي لتنظيم الدولة الاسلامية يربط الرقة معقله في سوريا بالموصل التي تشن القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادتها. وعلى الجانب الآخر في شمال وشرق الموصل، أعلنت قوات البشمركة الكردية أنها استعادت السيطرة على ست بلدات من تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى أنها تمكنت من تأمين أكثر من 500 كيلومتر مربع منذ انطلاق العملية العسكرية. وأشارت البشمركة في بيان إلى أنها تمكنت من "تحرير ست قرى في شمال شرق الموصل"، وقطع العديد من خطوط امداد تنظيم الدولة الإسلامية باتجاه الموصل من خلال السيطرة على الطرق الرئيسية في بعشيقة وبطنايا وفليفل وناوران. من جهة اخرى، أعلنت العمليات المشتركة هبوط أول طائرة من طراز سي 130 للنقل في قاعدة القيارة التي تمت استعادت السيطرة عليها في تموز/يوليو الماضي. والتقدم باتجاه تلعفر قد يهدد بمعارك في محيط موقع الحضر الاثري الذي تصنفه اليونيسكو على لائحة التراث العالمي. وقد دمره تنظيم الدولة الاسلامية بعد سيطرته على الموصل. وتشكل مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل محور تجاذبات سياسية، لأن الغالبية العظمى من سكان الموصل من السنة. مخاوف من خروقات ويعارض سياسيون من الأكراد والعرب السنّة مشاركة الحشد الشعبي كما أكدت تركيا التي تنشر قوات في بعشيقة معارضتها كذلك. كما تفضل الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي الداعم لعملية استعادة الموصل عدم مشاركة الحشد الشعبي في العمليات. إلا أن فصائل الحشد تحظى بشعبية واسعة ودعم من الأطراف الشيعية في العراق. لكن هذه الفصائل التي أوقفت تمدد الجهاديين بعد اعلانهم "دولة الخلافة" في الموصل منتصف 2014 متهمة بارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الإنسان أثناء العمليات العسكرية التي خاضتها، تتراوح بين القتل والاختطاف وتدمير ممتلكات. وفي تلعفر التي سيطر عليها المتطرفون منتصف عام 2014 خليط متنوع لكنها ذات غالبية تركمانية شيعية. والمحور الغربي حيث تقع بلدة تلعفر، هي الجهة الوحيدة التي لم تصل إليها القوات العراقية التي تتقدم بثبات من الشمال والشرق والجنوب باتجاه مدينة الموصل. ويتواصل القتال لليوم الثاني في المحور الغربي، في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الشرطة الاتحادية استعادتها ناحية الشورة التي استمرت محاصرتها مدة أسبوع قبل اقتحامها. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ان "قطعات الشرطة والرد السريع تشرع بعمليات تمشيط منطقة الشورة وتطهيرها من الالغام والفخاخ". ويقول التحالف الدولي الذي يدعم قوات الشرطة الاتحادية والبشمركة من خلال الضربات الجوية أو التدريب أو من خلال المستشارين منذ عامين، إن القوات العراقية ستتوقف مدة يومين في الهجوم الذي بدأ قبل أسبوعين. وتعمل قوات مكافحة الإرهاب على تثبيت دفاعاتها في بلدة برطلة المسيحية، ويقومون بإفراغ الشاحنات من صناديق الأسلحة من أجل إعادة ترتيب مخازن عتادهم. وفر أكثر من 17 الف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية، بحسب المنظمة الدولية للهجرة. ومن المتوقع ان يرتفع العدد مع اقتراب القوات العراقية من محيط المدينة. وتقول الأمم المتحدة إن لديها تقارير مؤكدة تشير إلى أن تنظيم الدولة الاسلامية ينفذ عمليات اعدام جماعي في المدينة واحتجز عشرات الاف من المدنيين كدروع بشرية. وكان المفوض الأعلى لحقوق الانسان التابع للأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين قال قبل يومين إن مكتبه تلقى تقارير عن احتجاز مدنيين قرب مواقع تمركز الجهاديين في الموصل ربما لاستخدامهم دروعا بشرية أمام تقدم القوات العراقية. وتابع في بيان "هناك خطر جسيم أن يستخدم مقاتلو داعش مثل هؤلاء الأشخاص الضعفاء دروعا بشرية، وكذلك قتلهم بدلا من رؤيتهم يتحررون".

مشاركة :