الجهاديون يسيطرون على القسم الاكبر من تدمر والنظام يضيق الخناق على شرق حلب

  • 12/11/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت قوات النظام السوري السبت (10 ديسمبر/ كانون الأول 2016) تضييق الخناق على الاحياء الاخيرة التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، في حين سجلت تراجعا امام تنظيم داعش الذي سيطر مساء على الجزء الاكبر من مدينة تدمر الاثرية بعد ثمانية أشهر من طرده منها. وقتل 19 مدنيا السبت في قصف للفصائل المعارضة على غرب مدينة حلب في وقت تواصلت المعارك عند خطوط التماس داخل المدينة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. في المقابل، "حقق تنظيم داعش تقدما سريعا داخل مدينة تدمر اذ بات يسيطر على الجزء الاكبر منها باستثناء القسم الجنوبي وذلك بعد ساعات من دخوله اليها"، وفق ما افاد مديرا المرصد رامي عبد الرحمن. وافاد المرصد ان تدمر "تتعرض لقصف كثيف تشنه اسراب من الطائرات الروسية". وشن تنظيم داعش الخميس سلسلة هجمات متزامنة ومباغتة في ريف حمص (وسط) الشرقي، مستغلا انشغال الجيش السوري في معارك حلب وتمكن من التقدم في محيط تدمر وصولا الى دخولها السبت من الجهة الشمالية الغربية، وفق عبد الرحمن. وافاد المرصد السوري عن "مقتل ما لا يقل عن مئة عنصر من قوات النظام في مدينة تدمر ومحيطها منذ هجوم الجهاديين الخميس". وكانت قوات النظام استعادت السيطرة على مدينة تدمر في آذار/مارس بغطاء جوي روسي وتمكنت من طرد الجهاديين الذين كانوا قد استولوا عليها في ايار/مايو 2015. الباب والرقة لكن التنظيم الجهادي سجل تراجعا ميدانيا على جبهة اخرى، اذ دخلت القوات التركية وفصائل سورية معارضة تحظى بدعمها مساء السبت مدينة الباب، آخر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب، وفق المرصد السوري. واشار عبد الرحمن الى اشتباكات تدور حاليا داخل المدينة، لافتا الى ان التقدم "يترافق مع قصف مدفعي تركي عنيف للمدينة". وتقع الباب على مسافة 30 كلم من الحدود التركية، وطالما شكلت هدفا للعملية العسكرية التركية التي بدأت في 24 آب/اغسطس. من جهتها، اعلنت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف فصائل عربية وكردية، بدء "المرحلة الثانية" من حملة "غضب الفرات" لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الرقة، أبرز معاقله في سوريا. وتهدف "المرحلة الثانية"، بحسب القوات المذكورة، الى "تحرير كامل الريف الغربي من الرقة اضافة الى عزل المدينة". وبدأت قوات سوريا الديموقراطية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر حملة لطرد الجهاديين من الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. من جهتها، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية السبت ان غارة لقوات التحالف على الرقة اسفرت في 26 تشرين الثاني/نوفمبر عن مقتل القيادي الجهادي بوبكر الحكيم، وهو فرنسي من أصل تونسي. قتلى في حلب وفي مدينة حلب، تواصل القصف الجوي والصاروخي على الاحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق المدينة. وردت الفصائل المعارضة باطلاق قذائف صاروخية على الاحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام، ما اسفر عن مقتل "19 مدنيا، بينهم طفلان"، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري، الذي كان افاد سابقا عن مقتل تسعة مدنيين. وافادت مراسلة فرانس برس في غرب حلب عن تحليق كثيف للطائرات الحربية ومشاهدتها اعمدة دخان تتصاعد من الاحياء الشرقية، فضلا عن سماعها لقصف عنيف تهتز المباني على وقعه. ومنذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، تمكنت قوات النظام من احراز تقدم سريع داخل الاحياء الشرقية وباتت تسيطر على أكثر من 85% من مساحة هذه الاحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وتتواصل المعارك، وفق المرصد، بين الفصائل المعارضة وقوات النظام في محاور عدة عند نقاط التماس المتبقية بين الطرفين. ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قتل 413 مدنيا بينهم 45 طفلا جراء القصف والغارات على شرق حلب، فيما ارتفعت حصيلة القتلى جراء القصف الذي يتعرض له غرب المدينة الى 139 مدنيا بينهم 41 طفلا، بحسب المرصد السوري. "جرائم حرب" دبلوماسيا، عقدت عشر دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية اجتماعا السبت في باريس للبحث في الوضع الانساني في حلب. وإثر اللقاء، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان "القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين او في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الانسانية، وجرائم حرب". وطالب وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وقطر والمانيا في ختام اللقاء بـ"وضع حد للحرب الهمجية" و"مواصلة التحرك لتخفيف معاناة المدنيين". واكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ان "المعارضة (السورية) مستعدة لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة"، لافتا الى ان ممثل المعارضة رياض حجاب الذي شارك في اجتماع باريس ابدى الاستعداد للتفاوض. لكن مصدرا دبلوماسيا اوضح ان الهيئة العليا للمفاوضات التي يتراسها حجاب لن تجلس الى طاولة المفاوضات الا اذا ادرج الانتقال السياسي في سوريا بوضوح على جدول الاعمال. غير ان كيري صرح بعد الاجتماع لفرانس برس ولصحيفة واشنطن بوست ان "العودة الى طاولة المفاوضات هو أفضل ما يمكنهم القيام به"، مضيفا "الارجح انهم في صدد خسارة حلب. ما زالوا قادرين على الحصول على تسوية سياسية تشرف معركتهم وكل ما استثمروا من اجله".

مشاركة :