بيروت: الخليج تترقب الأوساط اللبنانية اليوم (الاثنين) انتخاب رئيس جديد للبلاد بعد عامين ونصف من الشغور الرئاسي، بعد أن بات الطريق ممهداً لانتخاب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، فيما اكتملت الترتيبات اللوجستية حيث فتحت أبواب قصر بعبدا السبت أمام الإعلاميين بعد أن خضع لإعادة تأهيل استعداداً لاستقبال الرئيس الجديد. وفي ربع الساعة الأخير الفاصل عن الحدث الكبير، لم تهدأ حركة الاتصالات السياسية - الدبلوماسية - الروحية على الساحة الداخلية بهدف تثبيت دعائم الاتفاق اللبناني الذي سيحمل العماد عون إلى قصر بعبدا والرئيس سعد الحريري إلى السراي، وإحاطتِه بأوسع شبكة أمان. وإذا كانت أُسس هذا التفاهم تتعزز بنيل العماد عون اكبر عدد من الأصوات في صندوق الاقتراع، فإن آخر المؤشرات الانتخابية، حملت ارتفاعاً في منسوب المصوّتين للجنرال مع انضمام نواب التقدمي الاشتراكي إلى خندق داعميه، وما حكي عن تقلّص عدد النواب المستقبليين الرافضين خيار العماد عون. المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية دعا مؤيديه من النواب إلى إنزال ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع، معلناً أننا لن نقف في وجه التسوية الوطنية ونريد فقط تسجيل موقف. أما في وقائع اليوم الانتخابي، فبات شبه مؤكد أن العماد عون سيتوج بنتيجتها رئيساً، ربما من الدورة الأولى إذا نال 86 صوتا، وهو ما بات مرجحا، ذلك انه ينطلق في السباق متحصنا ب80 صوتاً، وإلا فإنه سيفوز في الدورة الثانية حكما. وبات هذا السيناريو الأكثر واقعية مع تراجع احتمالات تطيير نصاب الجلسة من قبل معارضي عون، وصعوبة تخطي الأوراق البيض ال 65 صوتا. وبعد جلسة الانتخاب سيخرج العماد عون إلى مكتب رئيس المجلس حيث سيتقبل التهاني، قبل أن يعود إلى القاعة العامة رئيساً للجمهورية لقسم اليمين الدستورية وإلقاء خطاب القسم. وفور الانتهاء من المراسيم في البرلمان، سيتوجه العماد عون إلى قصر بعبدا لمباشرة مهامه الرئاسية. وإذا كان التيار الوطني الحر سيحتفل بانتخاب زعيمه بمهرجانات وتظاهرات شعبية ستعم المناطق اليوم، فإن مخاض تأليف حكومة العهد الأولى ستبدأ مباشرة مع تحول حكومة الرئيس تمام سلام حكماً إلى تصريف الأعمال. ويُتوقع أن يباشر العماد عون الأربعاء المقبل، الاستشارات النيابية لتشكيل حكومة جديدة وتكليف سعد الحريري، على أن تنتهي ليل الخميس المقبل. وإذا كان الحريري قد قر في مقابلته التلفزيونية قبل 3 أيام بأن مهمة التأليف لن تكون سهلة، إلا أن مصادر سياسية رأت أن الكلام المهادن الذي توجه به إلى الرئيس بري وتأكيده انه سيبقى معه ظالماً كان أم مظلوماً، يمكن البناء عليه لإعادة المياه إلى مجاريها بين الجانبين وتليين موقف بري من المشاركة في الحكومة العتيدة، وهو أمر غير مستبعد حسب المصادر التي لا تسقط من حساباتها إمكانية أن يكون تصلب بري يأتي من باب رفع السقف لانتزاع مكاسب حكومية اكبر في التركيبة الوزارية المرتقبة.
مشاركة :