«أفكار» منحوتة على رؤوس أقلام الرصاص

  • 10/31/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اختار معرض الشارقة الدولي للكتاب شعار دورته الـ35 برؤية تنظر إلى القراءة بوصفها مفتاح الحضارة، والفكر، والرقي الإنساني، فجاء الشعار بعنوان «اقرأ أكثر»، مقدماً بذلك رموزاً فنية تمثل رؤية الشارقة الثقافية، نفذها الفنان الروسي العالمي سلافات فيداي، الذي سيكون له جناح خاص ضمن فعاليات المعرض، الذي تنطلق فعالياته بعد غد في مركز إكسبو الشارقة. وجاءت الرموز التي نفذت بتقنيات وجهد فني مميز، منحوتة على رؤوس أقلام الرصاص، حاملة أفكاراً كبيرة في كل واحد منها، إذ لخص المعرض سلسلة من التساؤلات في إجابة واحدة كانت: «اقرأ أكثر»، فقدم رمز الصقر، والمصباح، والكاميرا، وقطع الأحجية ((Puzzles، وكوب القهوة، والمكتبة. وحول فكرة القلم، وشكل الرموز التي جاء بها المعرض لهذا العام، قالت خولة المجيني، رئيسة قسم التسويق في هيئة الشارقة للكتاب: «تشكلت كل الرموز التي تجسد شعار المعرض لهذا العام على رأس القلم، لتروي أهميته في التاريخ الإنساني، وأثره في نقل العقل من الشفاهي، والمحكي إلى المكتوب والراسخ، فنحن ندين للقلم بما وصلنا إليه، إذ إن كل منجز معرفي وصلنا إليه كان أساسه القلم الذي هو أداة الكتابة الأولى، فأي نوع من المعرفة كان يصلنا من فلاسفة اليونان، ومؤرخي الرومان، وعلماء العرب لولا القلم؟!». وأوضحت المجيني أن «الرموز الفنية في الشعار تحمل حكاية، إذ جاء رمز الصقر ليشير إلى مفهوم الرؤية البعيدة والعميقة، فإلى جانب أن المعرض يستند إلى الرؤى الواسعة والبعيدة، فإنه يكرّس القراءة كفعل قادر على تعميق مستوى رؤيتنا للحياة والمستقبل، وبالتالي نكون أكثر فاعلية وحضوراً ومعرفة». وحمل رمز المصباح معنى توسيع الرؤية عبر الخيال والأفكار الجديدة التي تنير للإنسانية سبيلها وطريقها، فالمصباح ظل تاريخياً رمزاً للنور الذي هو وصف المعرفة والعلم، أما رمز الكاميرا فاختار مهمة الصورة وقدرتها على توثيق الجاري وتوسيع المدارك بالنظر والتعمق في التفاصيل، إذ استند الرمز في ذلك إلى العلاقة بين المرئي وقدرتنا على توسيع أفق التفكير. أما رمز «قطعة الأحجية» (Puzzles)، فلخص العلاقة القائمة بين التساؤل والمعرفة، إذ ظلت التساؤلات والاستفسارات هي سبيل الباحث عن العلم، فلولا السؤال لما كانت هناك إجابة، وكيف يمكن أن يولد السؤال لولا القراءة، التي هي محور أشكال المعرفة كلها. ولم يغفل المعرض في تجسيده لحاجة الإنسان إلى القراءة أكثر عن أهمية الأجواء المناسبة التي تمنح الذهن صفاءً، وتتيح للمعرفة أن ترسخ في العقول، فعرض رمز كوب القهوة الذي يشير إلى الاسترخاء، والتأمل، والهدوء، إذ ظلت المشروبات الساخنة رفيقة القراء، والباحثين عن المعرفة. ونجحت الرموز أن تتكامل في ما بينها لتحقيق أجواء القراءة، وتدفع بالقراء نحو مزيد من المطالعة، إذ جاء الرمز الفني الأخير حاملاً شكل المكتبة، التي تعدّ تاريخياً بيت المعرفة، وخزانة العلم التي لا يمكن أن تنهض أمة أو حضارة من دون خزائنها، فصار لكل الرموز بيت واحد يتجسد في رفوف الكتب المتراصة بالأدب، والفكر، والشعر، والتاريخ، والعلوم. وسيجسد المعرض مجمل تلك الرؤى التي حملتها الرموز الفنية على أرض الواقع، إذ ستكون هناك فعاليات فنية بصرية، وأخرى سمعية، إضافة إلى فعاليات القراءة والندوات الفكرية، وما يقدمه جناح مواقع التواصل الاجتماعي من مواكبة لمجمل متغيرات العصر الراهن.

مشاركة :