القاهرة:محمد شبانة اشتهر في بداياته بالممثل الذي يسرق الكاميرا من البطل، عمل منذ بدايات مسيرته الفنية مع عمالقة فناني ومخرجي الزمن الجميل، وهو أحد أبناء ذلك الجيل الذهبي لفن التمثيل المصري في الخمسينات والستينات. هو الفنان الكبير يوسف شعبان، الذي مثل تكريمه في الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي الشهر الماضي، تتويجاً لمشوار طويل في المسرح والسينما والتلفزيون. حول هذا التكريم، وأسباب غيابه في الفترة الأخيرة، وغيرها من الكواليس، دار معه هذا الحوار. } لماذا اختفيت عن الأضواء مؤخراً؟ بسبب وعكة صحية عنيفة مررت بها، تعافيت منها، لكني مازلت في مرحلة النقاهة. } ما ردك على شائعات وفاتك؟ الصمت التام، فمنذ عامين ظهرت شائعة أنني أصبت بجلطة في المخ، وفوجئت بعشرات الاتصالات التي تطمئن على صحتي، حتى إنني اضطررت إلى إغلاق الهاتف، فراجت الشائعة أكثر. وبداية هذا العام ظهرت شائعة وفاتي، وكانت أكثر انتشاراً من سابقتها.. هذه الشائعات لم أعد ألتفت إليها، لأن مطلقيها لا يستحقون أن أطلق عليهم صفة الآدمية، فلا أفهم كيف يمكن أن أطلق شائعة ضد إنسان، وأتمنى وفاته؟ } كيف تنظر إلى تكريمك في مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الأخيرة؟ تكريم معنوي في المقام الأول، أنظر إليه على أنه دليل على صدقية أعمالي وقيمتها، وأنها تركت أثراً لدى الناس. فأكثر ما يؤلم الفنان أن تذهب أعماله أدراج الرياح، ولا يعلق بذاكرة الجمهور منها شيء. لكن إذا ذكرت اسم يوسف شعبان يذكر لك الناس عدداً من الأعمال المهمة في التلفزيون والسينما، مازالوا يشاهدونها حتى الآن، ويكفيني هذا؛ أن تعيش أعمالي وأن يعاد عرضها باستمرار، هذا هو التكريم الحقيقي. } لنعد إلى البدايات.. كيف كانت؟ بدايتي كانت في المسرح، قدمت عدداً من المسرحيات، لم تشتهر منها سوى مسرحية واحدة فقط هي مطار الحب مع ميرفت أمين وعبد المنعم مدبولي، لكن انشغالي بالعمل في السينما والدراما، أبعدني عن المسرح سنوات طويلة، حتى عدت إليه منذ عامين في مسرحية باب الفتوح، وكان استقبال الجمهور لي مؤثراً للغاية. } ننتقل إلى السينما.. بدأت بأدوار صغيرة، شأني شأن أي ممثل شاب وقتها، إلى أن اقتنع بي المخرجون، وكانوا وقتها الباب الذهبي لدخول السينما، وليس المنتجين، كما هي الحال الآن، قدمت جميع الأدوار حتى تجاوز رصيدي 100 فيلم تقريباً، واشتهرت في بدايتي بالممثل الذي يسرق الكاميرا من البطل. } ما أقرب أفلامك إلى قلبك؟ فيلمان: دائرة الانتقام، واذكريني. } ما الفرق بين سينما جيلك والسينما الحالية؟ كل جيل له وقته، وواقعه الخاص به، الفارق كبير في الواقع، كنت تجد عناوين مثل فطومة أو ارحم حبي أو وبالوالدين إحساناً، لو ظهرت الآن أفلام بعناوين مماثلة لسقطت فوراً، لو تم إنتاج فيلم بنفس مدة فيلم معبودة الجماهير لأفلس منتجه، ولما وجد مشاهداً واحداً في دور العرض؛ لأننا في عصر السرعة، ولن يجلس أحد لمدة 3 ساعات مثلاً ليشاهد فيلماً. } بماذا تعلق على الهجوم الذي تعرض له فيلم الفيل في المنديل؟ الاختلاف على أي عمل أمر طبيعي، الفيلم عن شخصية كاريكاتورية تهوى التباهي وتعشق الشعور بالأهمية، وغرض الفيلم الوحيد هو الكوميديا، وهو مأخوذ عن شخصية حقيقية بالمناسبة، وطلعت زكريا أعجبني فيه جداً. } هل ندمت على أدوار لك؟ بشكل عام لا أعرف الندم، ولكن أتعلم من أخطائي، كل إنسان له أخطاء، المهم أن يستفيد منها ويتعلم ألّا يكررها. أحببت حياتي كما هي، ولو عاد بي الزمن لاخترتها، بكل ما فيها من حلو ومر. بالتأكيد هناك بعض أدوار لي لم تعجب الناس، لكنهم أحبوني في النهاية. } ما الدور الذي تعتبره علامة في مشوارك؟ دور محسن ممتاز في مسلسل رأفت الهجان، أعتبره دور عمري لأنه محا أية صورة سلبية عني، بسبب أي دور أسأت اختياره، فمعه ارتبطت في أذهان الناس بالشخص الوطني الرصين، الذي يضع مصلحة بلاده فوق أي اعتبار. توالت بعده أعمال مماثلة، وارتبطت بالناس أكثر، وأصبحت أحرص على أن يكون دوري مؤثراً، حتى ولو كان دور شخصية شريرة. } ما هي أقرب مسلسلاتك إليك؟ شاركت في مسلسلات كثيرة، حتى أنني لا أستطيع أن أحدد أياً منها، لأقول إنه الأقرب إلى قلبي، لكني أعتز بأعمال مثل الشهد والدموع والمال والبنون وعيلة الدوغري، والوتد، والعائلة والناس. } رغم زحام الدراما حالياً.. لماذا لا نرى يوسف شعبان؟ (ضاحكاً) المنتجون مسؤولون بشكل مباشر، أنا لن أذهب إليهم وأطلب منهم عملاً، لم يسأل عني أحد طوال الفترة الماضية. عدد المسلسلات حالياً كبير فعلاً، ولا أكاد أتابع أياً منها لكثرتها. } أخيراً.. كيف تقيم تجربتك كنقيب سابق للمهن التمثيلية؟ لا أحب الحديث عن نفسي في مجال العمل العام، تستطيع أن تسأل زملائي عما قدمته للنقابة طوال ست سنوات، فقط أقول إنني أنهضت النقابة من عثرتها، وهذا حقها علي مادمت في موقع المسؤولية، وليس تفضلاً مني.
مشاركة :