ثقافة «أنا وبس...»! - مقالات

  • 11/1/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في الأيام القليلة الماضية وأثناء اللقاءات الدورية في موسم الانتخابات الساخن الذي تم «ضغطه» في وقت ضيق لمست ظهور ثقافة «أنا وبس...» لدى بعض المرشحين. وإن كان قول المناصب لا تخلد صحيحا٬ ندرك الحقيقة بأن من يتذوق حلاوة «الكرسي الأخضر» لا يقبل بمغادرته لكن سنة الحياة ثابتة في تغير الجو والصحة والمنصب كذلك. النائب خرج من أصوات «ربعه» ممن منحوه الثقة وعملوا معه تقديرا لكفاءته واستحقاقه للمنصب وهم «حزامه» وما أن يتخلى عنهم تجدهم يعرضون عنه ليواجه مصير السقوط الحر. وتغير الثقافة جزء من المتغيرات في الحياة خاصة في تزكية النواب والتصويت لهم ولا أعني التغيير لمجرد التغيير... أعني التغيير المبني على أسس سليمة. كنت أسأل صاحبي الجالس بقربي: يا أخي لماذا لا يترك هذا النائب «المعتق» أو ذاك المجال لغيره... الوضع مختلف الآن ونحن بحاجة لنوعية أخرى من النواب. نواب «نقل موظف/موظفة» و«علاج بالخارج» و... غيره من المميزات السابقة للمرشحين انتهت وإن كانت الخدمات جزءا منها لكنها حتما لن تكون مؤثرة بنسبة كبيرة في وقتنا الحاضر؟ ويجيب صاحبي: الكرسي جذاب ويتصف بقدرة جذب مغناطيسية لا تدع المجال للنائب السابق يتركه إلا بعد السقوط الحر بعد فرز الأصوات والإعلان النهائي لمحصلة الأصوات... نحن لم ولن نفهم إلا بعد فوات الأوان. نفهم هذا من باب التحليل النفسي إن النائب يصاب بعقدة «أنا وبس...» فتصبح ثقافته من قيم ومعتقدات تدفع بتمسكه في الترشح إلى فترة طويلة تنتهي عندما يرى الحصيلة بضعة مئات من الأصوات وحينما يواجه برد صريح «ما نبي نعطيك»! أستغرب من هذه النوعية من المرشحين وأدعو الله أن يجنب أحبتنا ثقافة «أنا وبس» التي تدمر المتصف بها سلوكيا وتقلل من شأنه في المحيط الذي يعيش فيه! الغريب أن البعض وصل إلى مرحلة من الأنانية حتى في تعاملاته مع أحبابه حيث يشعر بأن تقبل الرأي الآخر«عيب» في حقه وإن رأيه واختياره هو الأصح. إلى متى ونحن نمر بهذا الشعور... حتى المنصب القيادي وضع له شروطا بعدم التجديد لأكثر من مرة وليت قاعدة الناخبين يفهمون الحاجة للتجديد الإيجابي. ومسألة التغيير لمجرد التغيير بحد ذاتها مشكلة تبحث عن حل٬ فالتغيير يحتاج إلى قياس أداء وبحث في المؤهلات والقدرات وفق معايير محددة تختلف من زمن لآخر. وأستغرب أيضا من ترشيح فرد لا يستطيع الوقوف والتعبير عن نفسه تحت قبة البرلمان أو أي موقع تحط قدماه فيه ويطلب منه الحديث. وأستغرب من ترشيح فرد لا ثقافة... لا معرفة... لا خبرة ويراد منه تحليل البيانات المالية وفهم التحديات التي نمر بها. وأستغرب من ترشيح فرد فقط لأنه «حبيب» أو ابن عم أو قريب... وهذا النوع يستحق التقدير والحب في الديوانية٬ المزرعة٬ الجاخور٬ الأسطبل أو أي مكان نلتقيه فيه لكن التصويت له غير منطقي إطلاقا. المراد... نريد من أحبتنا الكرام من قاعدة الناخبين أن يعيدوا حساباتهم على الفور كي يذهب الصوت للمستحق فقط... والله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi

مشاركة :