تشعر المخرجة الإماراتية نجوم الغانم بالفرح وهي تتحدث لـالإمارات اليوم عن فوز فيلمها سماء قريبة بجائزة المركز الأول عن فئة الأفلام الوثائقية الطويلة في مهرجان السينما الخليجية في دورته الثالثة، الذي استضافته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أخيراً، بالتعاون مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي. عسل ومطر وغبار تعمل نجوم الغانم حالياً على الانتهاء من فيلم كانت قد صورته خلال العامين الماضيين بعنوان عسل ومطر وغبار، وكانت قد قدمته لجهتين عربيتين للحصول على دعم لعمليات ما بعد الإنتاج، ولاتزال المخرجة في انتظار الرد. في المقابل، تعد الغانم المخرجة الوحيدة التي تلقت طلباً شخصياً من الفنان الراحل حسن شريف لتصوير فيلم وثائقي يتحدث عن مسيرته الفنية، ويُفترض أن تنتهي منه مع بداية العام المقبل. أحلام كبيرة عن نظرتها لمستقبل الإبداع والمبدعين الشبان الباحثين عن الفرص ختمت الغانم قائلة عندما نمتلك أحلاماً كبيرة فيجب أن تكون خطواتنا كبيرة وجريئة ومنسجمة مع المدى الواسع لطموحاتنا، وما علينا وقتها إلا أن نعمل بجد على تحفيز أنفسنا، ومحاولة فتح الأبواب الموصدة على الدوام، لأننا لو توقفنا ربما فقدنا هذا الشغف وخذلتنا خطواتنا فتراجعنا عن طريق أحلامنا، لذا علينا أن نبقى أمناء على أحلامنا حتى نراها تتحقق. مشروع موسّع شاركت الشاعرة والسينمائية الإماراتية نجوم الغانم في منصة ومنتدى وسوق ميديماد للأفلام الوثائقية بدورته السادسة عشرة التي تُعقد بشكل سنوي في برشلونة في إسبانيا لدعم الأفلام الوثائقية في أوروبا ودول حوض المتوسط. وحصل فيلم نجوم حارسات الفرح الذي يُفترض أن تبدأ تصويره في عام 2017 على استثناء كونها سينمائية من منطقة دول الخليج العربية، إذ أسهمت هذه الفرصة في تقديم فيلمها للمنتجين والموزعين والممولين والقنوات التلفزيونية في كل من أوروبا وأميركا والشرق الأوسط، إضافة إلى الاطلاع عن قرب على موضوعه واحتياجاته وحيثيات إنتاجه. في المقابل، لفتت الغانم إلى أهمية هذا المهرجان في تقديم الفرصة للأفلام وللسينمائيين في منطقة الخليج العربي، ممن يبذلون جهوداً كبيرة لمواصلة إنتاج أعمالهم والمشاركة في هذه النوعية من المهرجانات التي تعد نوافذ مهمة وقادرة على تسليط الضوء على حضور السينما الخليجية التي تتنافس في هذا المحفل في أجواء البيت الواحد. وأضافت: لا نستطيع أن نرى كل هذه الأعمال وبالكثافة نفسها في أي مهرجان سينمائي آخر، فالمهرجانات العربية والدولية لا تسلط الضوء إلا على الأفلام التي فازت في دولها، أو التي استطاعت أن تصل إلى مستوى محدد من المنافسة. وتابعت الغانم: على الرغم من أن أفلامي استطاعت المشاركة والحضور خارج حدود العالم العربي، فإنني أركز جزءاً كبيراً من اهتمامي على الجمهور في الإمارات وفي منطقة الخليج العربي، ويحزنني جداً أن تعرض أعمالي بشكل محدود في بلدي، سواء كان ذلك في بعض المؤسسات الجامعية في الدولة أو في الجمعيات واللقاءات الخاصة، في الوقت الذي يجب أن تتاح لهذه الأعمال فرصة المشاهدة والعرض بشكل أوسع. وحول مضمون الفيلم الفائز بجائزة المركز الأول عن فئة الأفلام الوثائقية الطويلة، أكدت الغانم أن فيلم سماء قريبة يتناول سيرة مالكة الإبل فاطمة الهاملي ومشاركتها في مسابقات المزاينة ومزايدات الإبل، خاصة إذا علمنا أن هناك الكثير من النساء اللواتي يشاركن في هذه الأنشطة بطريقة غير مباشرة من خلال من يمثلهن وليس من خلال وجودهن المباشر، إلا أن فاطمة قررت بكل شجاعة اقتحام هذا العالم الذكوري الذي ظل دوماً حكراً على الرجال في العالم العربي. وتضيف المخرجة الإماراتية يسلط الفيلم الضوء على جزء كبير من حياة هذه الشخصية واهتماماتها وعائلتها، ويتناول دورها كامرأة وربة أسرة بعد التغير الكبير الذي أحدثته في حياتها وفاة زوجها واتساع نطاق مسؤولياتها، إضافة إلى مختلف المواقف التي تعرض إليها الفيلم لتغطية بعض جوانب حياة الشخصية التي نقلت الجمهور بين مختلف المشاعر الإنسانية المتباينة. وفي سياق متصل، تتعرض الغانم في حديثها عن فيلمها الفائز إلى مكونات البيئة الإبداعية وتفاصيل شغفها بالسينما، عالمها الذي تحب، واصفة بيئة الإمارات بالغنية والقادرة على رفد الحياة الاجتماعية والخيال الإبداعي المحلي بشخصيات سينمائية رائعة على حد تعبيرها، متابعة أشعر بأن لدينا ذاكرة موغلة في الثراء والتنوع، ومجالا مفتوحا لأن نقتنص شيئا من هذه الفرص المتاحة لتغطية جوانب مهمة في حياة بعض الأسماء والشخصيات التي أسهمت بشكل مباشر وغير مباشر في نهضة هذا البلد، وارتبطت بالتالي بذاكرة الوطن وبالوجدان الإنساني فيه، لهذا السبب أعتقد أنه من الضروري أن يتم تسليط الضوء على بعض هذه الأسماء لأن حياتها مرادفة لتجربة إنسانية استثنائية عصية على النسيان.
مشاركة :