منى الحمودي (أبوظبي) قال الدكتور جمال الكعبي، عضو مجلس إدارة الشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان»: إن حكومة أبوظبي جعلت موضوع الحياة الصحية والخدمات الطبية ضمن أهدافها الاستراتيجية، ورفدته بأعلى المعايير العالمية. جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات مؤتمر «بناء مجتمعات صحية» الذي تنظمه «ضمان»، برعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في مركز المؤتمرات في جامعة زايد في أبوظبي، بحضور 300 شخصية من الخبراء في شتى القطاعات، والباحثين من مختلف دول العالم، حيث استعرض خبراء عالميون نجاحاتهم في تعزيز الحياة الصحية. وأكد الكعبي أهمية الفعاليات التي تشهدها الإمارة لمواجهة التحديات الصحية، مشيراً إلى أن 19% من سكان دولة الإمارات مصابون بالسكري، و14% من الأطفال مصابون بالسمنة، فيما تبلغ نسبة المدخنين في الدولة 19% من السكان، حيث شكلت هذه الأمراض المزمنة تحدياً معنوياً وصحياً ومادياً كبيراً، وهو ما دفع ضمان لإطلاق برنامج تفاعلي في 2012، بعنوان «أكتف لايف» التي من شأنها تشجيع أفراد المجتمع على تبني نمط حياة صحي ونشط، ومن خلال توفير مجموعة من الأنشطة الرياضية والفعاليات بين مختلف أفراد المجتمع، والعمل على استقطاب آلاف من المشاركين. حضر المؤتمر الدكتور محمد راشد الهاملي، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، وغوتز لينغنتال، سفير ألمانيا في دولة الإمارات، وعدد من أعضاء مجلس إدارة «ضمان»، منهم سعيد ماجد المنصوري، وأندرو كيلتي، إلى جانب شخصيات حكومية ورسمية من القطاعين العام والخاص. وتضمن الملتقى معرضاً جانبياً لستة وعشرين عارضاً في مجال الرياضة والرعاية الصحية. ولفت الدكتور جمال الكعبي في كلمته إلى النجاح الذي حققته «ضمان» على مدى السنوات العشر الماضية، وجهودها المبذولة في سبيل تشجيع المجتمع في دولة الإمارات على تبني نمط حياة صحي ونشط. وقال: «يؤكد المؤتمر رؤية (ضمان) الهادفة على أن تكون شريكاً في صحة المجتمع، عبر تقديم المعرفة ونشرها، وتقديم منصة بين القطاعين العام والخاص لمناقشة القضايا ذات الصلة». مليون مدخن في الإمارات من جانبه، قال الدكتور مايكل بيتزر الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان»، إنه قبل عشرة أعوام بدأت «ضمان» كشركة تأمين تغطي المتطلبات المالية فقط، وابتعدت عن التثقيف الصحي، لكن خلال السنوات الأخيرة قررت «ضمان» أن تساعد الناس على عيش الحياة الصحية، وقامت بالعديد من المبادرات والبرامج لدعم الصحة، خصوصاً فيما يتعلق بمرض السكري والحمل والتغذية والسمنة، مشيراً إلى وجود ما يزيد على مليون مدخن في الإمارات، وأغلبهم يدخنون ما يقارب 10 (سجائر) يومياً، وأن مثل هذه الحالات لا تحتاج للحديث عنها فقط، بل هناك حاجة ملحة للمتابعة والعمل بشكل جاد، خصوصاً إن هذا الأمور تؤثر على الحياة الصحية لأفراد المجتمع، لافتاً إلى ضرورة التدخل لحل المشاكل التي تقف وراء تكلفة الحياة الصحية، إذ إن أغلب المصابين بالسمنة، دون سن العشرين عاماً. وشدد على ضرورة الشعور بالمسؤولية تجاه تبني نمط الحياة الصحية بمختلف مناحيها، مشيراً في الوقت ذاته، إلى الإنجازات التي حققتها «ضمان» في الاستمرار بنشر الوعي الصحي وأنماطه الصحية المبتغاة في هذا الإطار. وأعلن الدكتور بيتزر عن قيام حملة في «ضمان» لفقدان 5000 كجم من أوزان الموظفين الذين يبلغ عددهم 1600 موظف على مستوى الدولة، بمتوسط خسارة وزن 3 كجم لكل موظف خلال عام 2017. واستعرض ميك كورنيت، عمدة مدينة أوكلاهوما في الولايات المتحدة الأميركية، الحملة الشهيرة التي قادها وساهمت في خسارة سكان المدينة مليون باوند من أوزانهم في عام 2008، أي ما يعادل 496 ألف كيلو جرام. مشيراً إلي مشاركة 40 ألف شخص من السكان في هذه الحملة، وذلك باتباعهم أسلوب حياة صحياً، والعمل على زيادة الوعي الصحي، وتصميم المدينة بشكل يشجع على ممارسة الرياضة والمشي بدلاً من استخدام السيارات. وتطرق مات دايك مالك شركة «أنالوج فولك» إلى استخدام التكنولوجيا في تبني نمط الحياة الصحية، حيث تعمل أغلب التطبيقات في الهواتف الذكية حالياً، على مساعدة الشخص في قياس نبضات القلب، ومؤشرات السمنة، وتحدد نوعية الغذاء والسعرات الحرارية، وغيرها من الخدمات الكثيرة.وتحدث نك كابلن، رئيس تطوير المواهب في اتحاد السباحين الهواة في المملكة المتحدة، عن كيفية تشجيع الأشخاص بشكل عام وذوي الإعاقات الحركية على ممارسة الرياضة، من خلال رياضة السباحة، موضحاً أن 1 من كل 6 أشخاص، يموت بسبب قلة النشاط والحركة. وأكد كارل لويس الرياضي الأميركي الحائز الميدالية الأولمبية الذهبية تسع مرات، ضرورة تشجيع الشباب على اعتماد الرياضة كجزء من نمط حياتهم، وضرورة توعية الأطفال منذ الصغر بأهمية الرياضة والنشاط، والغذاء الصحي، موضحاً أن الإنجاز الذي وصل إليه اليوم، يعود الفضل إلى والدته، والتي كانت معلمة في الصحة والرياضة، والتي كانت تتبع أسلوب حياة صحياً منذ الصغر معهم.وتطرق ديفيد هادلي الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات ميديكلينيك الشرق الأوسط والنور، حول آخر التطورات والنقلة النوعية الجديدة التي يشهدها قطاع الخدمات الطبية في الدولة. وأوضح أن أبرز الأمراض التي يعانيها السكان في دولة الإمارات هي السكري، والذي يعانيه ما بين ربع وثلث السكان في الدولة، وهناك أمراض أخرى مثل الفشل الكلوي الذي يأتي نتيجة مرض السكري، والسمنة وارتفاع ضغط الدم ومرض القلب، وأخيراً الكآبة والتي هي بسبب ساعات العمل الطويلة بعيداً عن العائلة.وقال الدكتور كلود ماركوس، اختصاصي طب الأطفال، وخبير أمراض الغدد والسمنة لدى الأطفال، إن هناك ما يقارب 40 مليون طفل ما دون 5 سنوات يعانون السمنة على مستوى العالم، وإن في دولة الإمارات نسبة السمنة تعتبر مرتفعة. وتحدث خلال جلسته التي كانت بعنوان «الغذاء قلب المجتمع»، عن أهمية التغذية الصحية لتصبح اختيارات الأفراد أكثر صحة، موضحاً أن أبرز مسببات السمنة هو قلة الحركة وكثرة الطعام.
مشاركة :