الضوء الخافت

  • 11/1/2016
  • 00:00
  • 40
  • 0
  • 0
news-picture

نتساءل جميعا هل مخرجات التعليم لدينا تواكب تطلعات سوق العمل، وتلبي متطلباته وتفي باحتياجاته، تحقيقاً لأمنيات المجتمع وآمال الوطن؟!! حتما ستكون الإجابة؛ نأمل ذلك ، ونعمل على ذلك، ونتمنى ذلك، ولكن الحقيقة والحقيقة المرة والتي قد تزعج الكثيرين ويتمنون عدم سماعها، لأنهم يعرفونها حتما وهي أن مخرجات التعليم لدينا ضعيفة إن لم تكن ضعيفة جداً.. وستبقى كذلك عقوداً من الزمن إن لم نتدارك ذلك ! فصحيح أن كل فرد لديه إمكانات وقدرات وقد يتمتع بمهارات معينة، ولكن كيف نجعل الرجل المناسب في المكان المناسب.. لن يتم ذلك إلا من خلال التنسيق الكامل والحقيقي وليس حبراً على ورق كما تختتم به كثير من الاجتماعات التي ليس لها هدف إلا الاجتماع، وليس الإنجاز، والندوات والمؤتمرات واللقاءات المتعددة !! بل يجب أن يكون هناك تنسيق كامل وشراكة صادقة وفاعلة بين الجامعات السعودية وسوق العمل .. ونعني بسوق العمل جميع الجهات الحكومية والأهلية بالمملكة العربية السعودية. ولو اخترنا تخصصاً واحداً من تلك التخصصات التي تقوم الجامعات السعودية بضخ مخرجاتها لسوق العمل، وسلطنا الضوء عليها بشئ من الواقعية، وليكن ذلك التخصص أو تلك المهنة، مهنة الإعلام بمجالاتها العديدة والمتنوعة، فكما تعلمون أن مهنة الإعلام من أهم وأخطر المهن على الإطلاق، في أي دولة غربية كانت أو عربية ، فهي ترفع أقواما وتسقط آخرين .. بل هي من أخطر وسائل الحروب ،إن لم تكن السلاح الأول في الحرب والذي يُستخدم لهزيمة الأعداء قبل بدء الحرب الفعلية!! فضرب المعنويات لدى العدو، وبث الرعب، وزعزعة الثقة، وقلب الحقائق، وتسيير الأمور، وتوجيه الأحداث، كل ذلك جزء بسيط من مهام الإعلام !! إذن فالقوة الإعلامية لا تضاهيها قوة، بل إن قوة أي دولة نابعة من قوة إعلامها.. وكثير من الدول المتقدمة تولي جل اهتمامها بهذه المهنة الخطيرة، وبناءً عليه؛ فيجب أن يكون لهيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة الصحفيين دور حقيقي ومهني في جانبين هامين جداً:الجانب الأول في اختيار طلاب كلية الإعلام بكافة الجامعات بحيث يكون لها دور في قبول طلاب الإعلام بمختلف التخصصات الإعلامية، قائما على عدة محكات منها المواصفات الجسمية والصوتية وسعة الاطلاع والثقافة وسلامة اللغة وغيرها من المواصفات المهمة الضرورية لأي إعلامي، والجانب الثاني في مرحلة التعيين للخريجين، باختيار الأنسب والأفضل وأزعم أنه طالما كان هناك اختيار صحيح في المدخلات، فحتماً سوف تكون المخرجات على قدر كبير من الفن الإعلامي الراقي بكل أنواعه ومجالاته المختلفة. فمتى يتم ذلك التعاون وتلك الشراكة بين وزارة الإعلام والجامعات السعودية، لتصب نتائجها المثمرة في مصلحة الوطن، وينعم الوطن ويتباهى بالكوادر السعودية المؤهلة والمتميزة على كافة المستويات. ودام عزك يا وطن.

مشاركة :