واشنطن - يحذر خبراء من تأثير الضوء القوي على صحة الانسان وتسببه في الاضرار بحدقة العين وطرد النوم والاصابة بالقلق، لكن دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة "ميشيغان" الأميركية بيّنت الأثر السلبي للإضاءة الخافتة على عمل الدماغ. وأثبت باحثون ان البقاء لفترات طويلة في غرف مزودة بإضاءة خافتة، عقب تجارب قاموا بها على الفئران التي تتشابه مع البشر في دوراتها البيولوجية اليومية. واتضح أن البقاء لشهر واحد في أماكن الإضاءة الخافتة خفّض من عمل الحصين في الدماغ وأثّر على قدرة التذكر عند الفئران. ويشير الباحثون إلى أن هذه التغيّرات السلبية لدى فئران التجارب تنطبق أيضا على الدماغ البشري للعاملين في مكاتب تفتقد للإنارة الجيدة. وكانت أبحاث سابقة كشفت أن الضوء الأزرق، يمكن أن يضر بالرؤية، كما أنه يمنع إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يتحكم في دورات النوم والاستيقاظ. وفي حالة حدوث خلل في مستويات إفراز الميلاتونين، وبالتالي ارتباك دورة النوم، تتزايد مخاطر تعرض الأفراد لعدد من الأمراض، التي تتراوح ما بين الاكتئاب والسرطان، وخطر التعرض للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية. على الجانب الاخر، هناك فائدة صحية للضوء على عينات من الناس لا سيما مرضى السرطان. ويشعر الناجون من السرطان دائما بالتعب لكن دراسة جديدة خلصت إلى أنهم إذا استيقظوا وفتحوا عيونهم على ضوء أبيض ساطع فإن ذلك قد يساعدهم على النوم بشكل أفضل. وقالت ليزا وو كبيرة الباحثين في الدراسة وهي من كلية للطب في شيكاغو بجامعة نورثوسترن وكلية إيكان للطب في نيويورك إن الضوء الأبيض الساطع ربما يساعد الناجين من السرطان على القضاء على اضطرابات النوم وإعادة ضبط الساعة البيولوجية لأجسامهم حتى يمكن للجسم وبسهولة أكبر الراحة أثناء الليل والاستيقاظ بنشاط أثناء النهار. وأضافت عبر البريد الإلكتروني "ربما لا يتعرض الناجون من السرطان بل وغيرهم ممن يقضون معظم أوقات النهار في أماكن مغلقة لما يكفي من الضوء الساطع من أجل ضبط الساعة البيولوجية في أجسامهم". وتابعت "وبما أن الضوء في الهواء الطلق يكون أكثر سطوعا بكثير من الضوء في الأماكن المغلقة فإن إضافة مصدر صناعي للضوء الساطع كل صباح يحد من التعب الذي يشعر به الناجون من السرطان ويحسن فاعلية النوم من خلال تحسين الساعة البيولوجية".
مشاركة :