تأسيس مدارس دولية توفر تعليما ذا جودة عالية له تكلفة باهظة، وذلك حسب الكثير من مشغلي المدارس الذين يشيرون إلى أن هذا هو السبب الأساس وراء ارتفاع الرسوم الدراسية. وفي هذا السياق يقول مايكل أمبلي، المدير العام الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في مدرسة نورد أنغليا “يوجد كمّ هائل من الاستثمار في استجلاب المدرسين من الخارج ومنحهم رواتب جيدة وتوفير السكن لهم وأخذ القرار بجعل حجم الأقسام صغيرا والحصول على المعدات المناسبة”. والتدفق الجاري للاستثمارات قلب موازين العرض والطلب مؤخرا وجعل السوق تنتقل من نقص في العرض إلى ما يشبه الزيادة في العرض، وحسب سامينا أحمد من شركة آلبن كابيتال سيؤدي ذلك إلى غربلة في هذا المجال حيث لن تبقى في النهاية إلا أفضل المدارس. وتقول أحمد “ستأتي الزيادة في العرض. لأول مرة في دبي تجد توازنا بين العرض والطلب، وربما سنكون في اتجاه وضعية زيادة في الطلب في وقت قريب”. وتضيف “لكن ماذا يحدث عند وجود زيادة في العرض؟ سيصبح الناس أكثر انتقائية وسيرغبون في الذهاب إلى أحسن قيمة مقابل مالهم، وستبقى من بين المدارس أفضلها”. تدخل الرقيب هنا يبرز الدور الأكثر أهمية لهيئة دبي للمعرفة والتنمية البشرية، بما أن المناخ التنظيمي سيحدد المقاييس لتشغيل المدارس. وحاليا تستعمل هذه الهيئة، المسؤولة عن نمو التعليم الخاص في دبي وجودته، وسائل متنوعة لمراقبة المدارس والقطاع وتنظيمهما، غالبا عن طريق جهاز الرقابة المدرسية في دبي. جهاز الرقابة يقدم معلومات شاملة عن مستوى التعليم في المدارس الخاصة في دبي وتقول كلثوم البلوشي، المديرة التنفيذية لتطوير التعليم التابعة لهيئة دبي للمعرفة والتنمية البشرية “يقدم جهاز الرقابة معلومات شاملة عن مستوى التعليم في المدارس الخاصة في دبي”. ومن خلال الرقابة ومشاركة المدارس في التقييمات، تقدم الهيئة “نظرة دقيقة ومفصلة عن جودة التعليم المدرسي في دبي مقارنة بالبلدان الأفضل أداء في العالم”. ويكتسب ذلك أهمية خاصة في مكان مثل دبي حيث توجد أكثر من عشرة مناهج مختلفة، وهذا هو السبب لتمثيل الهيئة المسؤولة عن الجودة لدى شركاء هيئة المعرفة والتنمية البشرية في البلد الأصلي لضمان أن تكون الجودة الممنوحة في دبي في مستوى الجودة في البلد الأصلي. وحسب المحللين يكتسب الدور الصغير الذي تلعبه هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أهمية بالغة في مساعدة القطاع على النضج. ويعلق مرشد من شركة آلبن كابيتال بالقول “السوق في دبي ليست ناضجة بعد”، ويضيف أن “المرء يمكنه مقارنة دبي بسنغافورة حيث تقدم أحد الأنظمة التعليمية الدولية الأفضل في العالم في المدارس”. ولمزيد التوضيح يقول “قبل بضع سنوات كان هناك الكثير من الاستثمار في المدارس في سنغافورة، وكان العرض يفوق الطلب بسبب قلة عدد السكان. لكن عندما تدخلت الحكومة من خلال نظام تقييم حدثت عملية غربلة وتم ملء المدارس بالاعتماد على تصنيف الحكومة”، مضيفا أن ذلك دفع الكثير من الفاعلين الذين لم يكونوا يقدمون تعليما جيدا إلى الخروج من المجال. وإضافة إلى دور الهيئة تحتاج مدارس دبي إلى إيجاد طريقة للاحتفاظ بالمدرسين الجيدين إذا كانت تعتزم بلوغ نضج السوق. لكن مع تطور السوق، وبغض النظر عن مسألة الرسوم العالية، بدأ الأولياء في دبي يشعرون بالجانب الإيجابي لمجيء هؤلاء القادمين الجدد للقطاع، خاصة بتوسع خياراتهم بشكل كبير خلافا للسنوات السابقة. وفي هذا السياق تقول رشال وود، وهي أم لثلاثة أطفال تخرّج إبناها الأكبرا سنا من مدارس في دبي “لقد تغير التعليم في دبي بشكل تام في السنوات العشر الماضية”. وتشير وود التي مازالت لديها طفلة في المدرسة الابتدائية إلى أنه مقارنة بالزمن الذي ذهب فيه ابناها إلى المدرسة، قطعت دبي أشواطا كبيرة. وتقول “الآن لدينا الخيار، وليس فقط الخيار في توفر المزيد من المدارس التي تلبي حاجيات الأولياء، بل كذلك القدرة على البحث عن هذه المدارس في الإعلام الاجتماعي”. وتضيف بقولها “أصبحت المجموعات الحوارية كثيرة وواسعة وهي كلها تتحدّث وتقارن… كل هذه العوامل لها أثر عميق على المدارس. الشيء الإيجابي الآخر لتواصل الاستثمار هو وجود اتجاه جديد لاحظته هيئة المعرفة والتنمية البشرية بين البعض من المدارس. :: اقرأ أيضاً نائب لبناني يصوت لانتخاب ميريام كلينك رئيسة للبلاد الموسيقى وسيط سلام في واحات امحاميد الغزلان اختيار ملكة جمال للدجاج في تركيا سبانخ للكشف عن المتفجرات
مشاركة :