بعد الفلبين.. ماليزيا تفتح ذراعيها للصين

  • 11/2/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وصل رئيس الوزراء الماليزي إلى الصين يوم الاثنين الماضي وفي جعبته كلماتٌ دافئة لمضيفيه، وتعطشٌ للاستثمارات الصينية، و-لأول مرة- وعد بتعزيز العلاقات في مجال الدفاع من خلال شراء سفن صينية لخفر السواحل. نجيب رزاق وصف نفسه بأنه «صديق حقيقي للصين»، عاقداً العزم على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى «مستويات جديدة»، مكرراً بذلك محاولة الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي التقرب إلى الصين قبل أسبوعين عندما أعلن «انفصالاً» عن سياسات بلده الموجهة نحو الولايات المتحدة. محاولتا التقرب نحو الصين تعزّزان الخطاب السائد في المنطقة حول أفول أميركي وصعود متواصل للصين. كما تعكسان ما تبدو قدرةً صينية على شراء الخصوم على خلفية الجزر المتنازع عليها في بحر جنوب الصين، التي تدّعي الصين السيادة عليها على الرغم من معارضة قوية من البنتاجون وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. ويقول يُوان جراهام، مدير برنامج الأمن الدولي بمعهد لاوي في سيدني: «لما كانت ماليزيا من البلدان التي لها مطالب بتلك الجزر، وبالنظر إلى أن الزيارة تأتي بعيد زيارة دوتيرتي، فهناك رمزية كبيرة لا تخطئها العين هنا»، مضيفاً «وقد نكون عدنا إلى (نظرية) الدومينو في ما يتعلق بالمجال الجيوسياسي البحري. ذلك أن الفلبين استسلمت، وها هي ماليزيا اليوم تبدو مترنحة». وتُعتبر ماليزيا أقربَ شريك تجاري في جنوب شرق آسيا، بالنسبة إلى الصين. ولا شك أن الصفقة البحرية التي أُعلن عنها بشكل مبكّر على صفحة وزارة الدفاع الماليزية على «فيسبوك» الأسبوع الماضي قبل أن يتم حذفها لاحقاً، ستضيف عنصراً أمنيا مهماً إلى العلاقات الثنائية، كما يقول خبراء. جزء من أسباب ذلك يكمن في السياسة الداخلية؛ فقد عرفت العلاقات الماليزية مع الولايات المتحدة توتراً بعد أن رفعت وزارة العدل الأميركية دعاوى قضائية في تحقيق في غسيل أموال بصندوق استثمارات تابع للدولة له علاقة بنجيب. وقد جعلت تلك الفضيحة نجيب غير مرحب به في العواصم الغربية، وأضعفت الاستثمار الغربي في البلد، الذي يضم أقلية صينية مهمة. نجيب سيناقش مع الصين مشروع قطار سريع إضافة إلى صفقات في مجالي الطاقة والعقار، ولكن وعده بتوقيع «أول اتفاق مهم في مجال الدفاع» بين الدولتين هو الذي شكّل مفاجأة نوعا ما. ويقول جيمس تشين، مدير معهد آسيا بجامعة تاسمانيا: «إن المتسولين لا يملكون ترف الانتقاء»، مشيراً إلى أن نجيب مقبل على انتخابات العام المقبل ويحتاج لإعادة بناء صورته كرجل دولة عالمي. وأضاف يقول: «إذا كانت قوة عالمية مثل الصين مستعدةً لتراك وتخصّك بمعاملة خمس نجوم وتبسط لك السجاد الأحمر، فإن ذلك جيد جداً للأغراض الداخلية». بيد أن ثمة أيضاً حسابات جيوسياسية وإعادة تقويم تجري حالياً عبر المنطقة، كما يقول بعض الخبراء. فإعادة التوازن الاستراتيجي للرئيس باراك أوباما، أو «الاستدارة» تجاه آسيا، أثبتت أنها محبطة في عدة عواصم بالنظر إلى المصير المجهول وعلامات الاستفهام التي باتت تحيط باتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي. وبالمقابل، تستطيع الصين تقديم الكثير من الأموال ووعود بالاستثمار من دون مفاوضات شاقة أو فرض شروط. وعلاوة على ذلك، فإن الجيش الأميركي عجز عن منع برنامج بناء الجزر الصينية في بحر جنوب الصين، في حين شكّل تعهد دوتيرتي بطرد الجنود الأميركيين ضربةً أخرى، وإنْ كان كثير من الخبراء ما زالوا يتوقعون تحولاً أقل دراماتيكية في سياسة الفلبين الخارجية مما يهدد به رئيسها الزئبقي. ويقول مايكل مونتيسانو، زميل معهد «أسياس – يوسف إسحاق» في سنغافورة: «إن الاستدارة لم تُنتج التأثير الذي كان يُفترض أن تنتجه لأنها فشلت في تبديد الشكوك التي كانت موجودة بخصوص استمرار قوة أميركا والتزامها تجاه المنطقة». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

مشاركة :