وصفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية تخوفات البعض من ظهور تحالف بين إسرائيل وإيران ضد المصالح العربية في الفترة المقبلة بـ"الوهم"، مؤكدة أن ذلك يخالف كل القراءات المطروحة على الساحة السياسية، خاصة خلال العقود الأربعة الماضية، وما شهده خلالها الشرق الأوسط من تغييرات شاملة. وأرجعت "سي إن إن" على لسان ألون بن مئير، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدولية بجامعة نيويورك، استبعاد مثل هذا التحالف المزعوم، لوجود خلافات تاريخية وعداوة عميقة الجذور بين الجمهورية الإيرانية الإسلامية والكيان الصهيوني، خاصة على المستوى العقدي والثقافي، مؤكدةً أنه حتى في حالة ظهور أي تغيير في النظام الإيراني، فإن ذلك لن يضمن بدوره تغييرًا تلقائيًّا في العلاقات الثنائية بين الدولتين. وتابعت، أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل لا تثق بالقيادة الإيرانية، بصرف النظر عن تغيير سلوكها ولهجتها الشعبية، مضيفةً: "من وجهة النظر الإسرائيلية لا يختلف روحاني عن سلفه أحمدي نجاد، فكلاهما وجهان لعملة واحدة. روحاني من حيث المبدأ ذئب في ثوب حمل، وإسرائيل لن تغتر من الهجمة الكارزمية التي يشنها حاليًّا روحاني، في الوقت الذي يدين فيه الزعيم الروحي آية الله خامنئي إسرائيل ويصفها بـ"الكلب المسعور". ولفت "بن مئير" إلى أن إسرائيل لن تقبل في أي وقت من الأوقات بوجود "إيران نووية"، لما يشكله هذا من تهديد كبير على بقائها واستمرارها الإقليمي. ولم ينف "بن مئير" احتمالية أن يكون هناك "تطبيع" بين إيران وإسرائيل في المستقبل البعيد، ولكن بشرط أن يسبق ذلك "تغيير جذري في نظام الحكم في إيران، وحل سلمي لبرنامج إيران النووي بطريقة تُرضي إسرائيل، وتلزم أية حكومة لاحقة في طهران به".
مشاركة :