أصيبت «شذى» (سودانية ــ 33 عاماً) بالتهاب كبد وبائي في عام 2005، وابتلعت مرارة الصدمة، ورضيت بقضاء الله، وبدأت في تلقي العلاج، من أجل السيطرة على المرض في مراحله الأولى، إلا أن المرض كان أشرس مما تخيلت، وتغلب على الأدوية، ولم يستطع جسدها الهزيل تحمل هجمات الفيروس، ما سبب لها تليفاً في الكبد في نهاية المطاف، وباتت حالياً في حالة صحية يُرثى لها، وحياتها مهددة بالخطر، إذا لم تجرِ عملية جراحية مستعجلة لزراعة كبد في أحد المستشفيات المتخصصة في الهند، والمشكلة أن كلفة العملية 150 ألف درهم، وإمكانات أسرتها المالية لا تسمح بتدبير المبلغ، ونجح الأب وأقارب المريضة في جمع مبلغ 100 ألف درهم، وفشلوا في تدبير 50 ألف درهم بقية كلفة العملية الجراحية، وناشدت والدة المريضة أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مد يد العون إليهم، لإنقاذ «شذى» من الموت الذي ينتظرها في حال عدم إجراء العملية في الوقت المحدد. تشمع الكبد أفاد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى العين الحكومي بأن «المريضة (شذى)، تبلغ من العمر 33 عاماً، تعاني التهاب كبد وبائي، أدى إلى تشمع الكبد وتليفها، كما أنها تعاني احتباس السوائل في الجسم، ما يسبب لها آلماً شديدة، وعدم القدرة على التحرك بشكل طبيعي». وأضاف التقرير الطبي الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه أن المريضة بحاجة ماسة إلى عملية مستعجلة لزراعة كبد، في أحد المستشفيات المتخصصة في الهند، وتبلغ كلفة العملية 150 ألف درهم، مشيراً إلى أن المتبرع بالكبد أحد أفراد أسرتها. وأكد أنه في حال التأخر عن إجراء العملية الجراحية في الموعد المحدد، ستتعرض حياة المريضة للخطر. الأب لم يستسلم لليأس وداس على كبريائه وراح يسأل أهله وأصدقاءه المساعدة في علاج «شذى». وتفصيلاً، روت والدة المريضة لـ«الإمارات اليوم» قصة معاناة ابنتها مع المرض، قائلة، إن «(شذى) كانت تعيش حياة طبيعية مفعمة بالحيوية، وقبل نحو سنتين أصيبت بألم شديد في البطن، وفشلت الأدوية في تسكين آلامها، فتم نقلها إلى قسم الطوارئ في أحد المستشفيات الخاصة في مدينة العين، حيث تقيم، وتولى الأطباء إجراء الفحوص والتحاليل والأشعة اللازمة، وبعد فترة أفاد الطبيب المعالج أن (شذى) لديها فتق، ولابد من إجراء عملية جراحية لإزالته». وأضافت الأم «تم اجراء العملية في المستشفى، ومكثت (شذى) تحت الملاحظة الطبية لمدة يومين، وبعد أن استقرت حالتها، طلب منا الطبيب نقلها إلى أحد المستشفيات الحكومية في العين، لمتابعة حالتها بدقة، لأن الفحوص الطبية بينت أنها مصابة بالتهاب كبد وبائي». وتابعت الأم «عندما أخبرنا الطبيب بأمر الالتهاب الكبدي الوبائي، اعتقدنا في البداية أن نتيجة الفحوص الطبية غير دقيقة، فأسرعنا بنقلها مباشرة إلى مستشفى العين الحكومي، وأدخلناها إلى الطبيب المختص، وبعد أن قراء نتيجة الفحوص والتحاليل السابقة، طلب إعادة الفحوص الطبية مرة أخرى، فأجرينا الفحوص والتحاليل التي طلبها الطبيب، وكان يحدونا أمل بأن تكون الفحوص الأولى خاطئة». وأضافت «ظهرت نتيجة الفحوص بعد يومين، وجاءت نتيجتها لتؤكد إصابة ابنتي بالتهاب الكبد الوبائي، ولابد من تناول أدوية للسيطرة على الفيروس في مراحله الأولى، وبالفعل داومت (شذى) على تناول الأدوية، واستقرت حالتها الصحية، وظلت حريصة على متابعة تطور حالتها في المستشفى بشكل مستمر». وقالت والدة «شذى» إنه «منذ شهرين لاحظنا أن وزن ابنتي في تزايد مستمر، وبدأت تعاني عدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي، فاصطحبها والدها إلى الطبيب المعالج في مستشفى العين الحكومي، وطلب الطبيب إجراء تحاليل وفحوص عاجلة، وتبين من نتيجة الفحوص أن زيادة الوزن بسبب تجمع السوائل في جسمها، لأن الكبد لا تعمل بشكل طبيعي، بسبب تراكم الشمع عليها، وأكد الطبيب أن الحل الوحيد لعلاجها هو إجراء عملية زراعة كبد عاجلة». وأكملت الأم أن «والد (شذى) عندما سمع كلام الطبيب، طلب منه إرسال تقاريرها إلى أحد المستشفيات المتخصصة في علاج هذه الحالات، لكن الطبيب قال إنه لابد من إيجاد شخص يقبل بالتبرع بجزء من الكبد للمريضة أولاً، عندها قرر والدها التبرع لها، لكن عند إجراء الفحوص تبيّن عدم تطابق الأنسجة مع أنسجة (شذى)، عندها طلب من أخواتها إجراء الفحوص، وأخيراً تطابقت أنسجة أختها مع أنسجتها، فأخبرنا الطبيب بالعثور على متبرع متطابق الأنسجة، والذي بدوره أرسل التقارير الطبية إلى عدد من المستشفيات المتخصصة في أنحاء العالم». وقالت والدة المريضة «بعد أسبوع من إرسال التقارير الطبية، اتصل الطبيب بوالد (شذى)، وأخبره بأن أحد المستشفيات المتخصصة في الهند أرسل موافقته على علاج (شذى)، بكلفة تبلغ 150 ألف درهم، عندها أصيب الأب بصدمة من ارتفاع تكاليف العلاج، والخوف الشديد من أن يفقد ابنته إلى الأبد، بسبب ضيق ذات اليد». وأضافت أن «الأب لم يستسلم لليأس، وداس على كبريائه، وراح يسأل أهله وأصدقاءه المساعدة في علاج (شذى)، ونجح في جمع 100 ألف درهم من بعض الأقارب، لكنه عجز عن تدبير 50 ألف درهم بقية كلفة العملية الجراحية». وأشارت إلى أن زوجها هو المعيل الوحيد للأسرة المكونة من ستة أفراد، ويعمل في إحدى الجهات الخاصة براتب 4500 درهم، يخصص منه جزءاً لعلاج والديه في السودان، وبقية الراتب للإيجار ومصروفات الحياة اليومية، مناشدة أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتهم في تدبير 50 ألف درهم بقية كلفة عملية زراعة الكبد لإنقاذ ابنتها من الموت.
مشاركة :