مصطفى جاويش مشروع عظيم.. ذلك الذي يسعى من أجله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ويعمل على تحقيقه، باذلاً في سبيل ذلك وقته وجهده، جاعلاً منه هدفاً يكدّ من أجل الوصول إليه، واضعاً نصب عينيه تنفيذه بكل ما أوتي من قوة وصلاحيات، مستخدماً قوته الناعمة، لبلوغ المكانة التي يصبو إليها، هذا المشروع ليس خاصاً بالشارقة وحسب، أو في دولة الإمارات فقط، بل مشروعه يمتد لخدمة الثقافة العربية. أهل مكة أدرى بشعابها، وأهل العلم أعرف بهذا المشروع، والمثقفون العرب وكثير من مثقفي العالم على علم وإطلاع بحجم هذا المشروع، كيف لا وهي البذرة التي تعهدها سموه منذ عشرات السنين، وترجمها على أرض الواقع مشهداً ثقافياً يسعى للكمال، ويُبذل في سبيله الغالي والرخيص، من أجل نهضة ثقافية حقيقية بعيدة عن أي فكر هدّام، أو نزعة تخريبية، بل هو مشروع خير، يحمل الأمل في ظل حالة اليأس التي تعيشها أمتنا. لذلك كان لا بد أن تتم مواكبة هذا المشروع الضخم من خلال دار تقدم للقراء والمثقفين، خلاصة فكر باني المشروع الثقافي، وصانع نهضته، فكانت منشورات القاسمي، التي حرصت منذ تأسيسها أن تكون لبنة مهمة ضمن هذا البناء الذي يكتمل أركانه، ويعلو شأنه، ليكون مصدر إشعاع ثقافي يطال نوره العالم. انطلقت منشورات القاسمي انطلاقة قوية، فلديها كتب من نوع خاص، لمؤلف وباحث استثنائي، يحمل مشروعاً ثقافياً رائداً، فتعاملت مع هذه الكتب بحرفية كبيرة من خلال فريق النشر الذي يمتلك خبرة السنين الطويلة، ويعمل بجهد مضاعف، مستمداً رؤيته من توجيهات سموه، وبمتابعة يومية وتفصيلية منه شخصياً، فهو الحريص على أن يعامل الكتاب كوليد تتعهده الأيادي الحنونة حتى يبصر النور، فكانت الإصدارات تتوالى عاماً بعد عام، وكانت الكتب التاريخية هي الباكورة التي أبصرت النور أولاً، ككتاب أسطورة القرصنة العربية في الخليج، وتقسيم الإمبراطورية العمانية، والاحتلال البريطاني لعدن، وغيرها من الكتب التي سلطت ضوءاً ظل خافتاً فترة طويلة، فقامت تلك الإصدارات بتسليط الضوء عليها، وإظهارها للقراء والمثقفين، وما ذلك إلا نتاج بحوث طويلة، وقراءات معمقة، وإطلاع واسع على المخطوطات والوثائق التاريخية، التي حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على ترجمتها وقراءتها والبحث عميقاً فيها، وإتاحتها للقراء والباحثين والمهتمين، وكان لقسم النشر الدور المهم في مواكبة تلك الخطوات والعمل عليها، فالعمل في هذا المجال يدركه كل من عمل فيه، فهو يحتاج إلى جهد كبير، وعمل متواصل، حتى يصدر الكتاب بهذه الحلة.عملت منشورات القاسمي خلال تلك الفترة بوتيرة متصاعدة، حتى كان إصدار كتاب سرد الذات، نقلة نوعية في تاريخ المنشورات، حيث كان ولا زال متربعاً على عرش أكثر الكتب مبيعاً في منشورات القاسمي، وعلى مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى مستوى العالم العربي بالنسبة لكتب السيرة الذاتية، ثم جاءت مجموعة كتب حديث الذاكرة، التي تتكون من ثلاثة كتب، التي وثق فيها سموه لنشأة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، والتحديات التي رافقت استمرارها، التي ختمها بوفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وقد لاقت هذه المجموعة إقبالاً كبيراً من القراء. إنها كخلية نحل تعمل بجد وجهد كبير، رغم قلة عدد الأفراد العاملين بها، ولكن المهنية العالية والحرفية الكبيرة تعمل الفرق الكبير، فهم يدركون أن المهمة صعبة والعمل الثقافي شاق، ولكن بوجود الهدف السامي والمشروع الكبير الذي يعمل من أجله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تهون أمامه المصاعب، ويُبذل في سبيله كل غالٍ ونفيس.
مشاركة :