حقائب سفر للكتب.. وخلية نحل ثقافية

  • 11/5/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يكتبها: يوسف أبولوز كان لافتاً في الدورة الماضية من المعرض اصطحاب بعض زوار المعرض لحقائب السفر ذات العجلات الصغيرة لسهولة حركة الحقيبة المملوءة بالكتب.. هذه الدورة عادت حقائب السفر إلى أجنحة الكتب، وممرات المعرض المكتظة بالرواد والمشترين والضيوف والإعلاميين وطلبة المدارس.. ومن الواضح أن زوار المعرض الذين يستعملون حقائب السفر الكبيرة لجمع أكبر عدد ممكن من الكتب هم إمَّا قراء متخصصون، أي، أنهم باحثون أو أكاديميون أو طلبة دراسات عليا يبحثون عن مراجع لبحوثهم ودراساتهم، أو أنهم يشترون هذه الكميات من الكتب لمصلحة مؤسسات أو مكتبات عائلية أو مكتبات مؤسسات. (1) تتوزع اهتمامات القراء ما بين العناوين الدينية والسياسية، والثقافية، والعلمية، والجامعية، ويسجل اليوم العنوان السياسي حضوراً ملحوظاً في العديد من دور النشر العربية والعالمية، وتتمحور العناوين السياسية بشكل خاص على الصراع والحرب الدائرة في سوريا، كما نلاحظ العديد من الكتب التي تتناول ظواهر الإرهاب والجماعات الإسلامية المتطرفة. الرواية لها نصيب كبير من الحضور هذا العام إلى جانب العناوين التي تتصل بالسير الذاتية والمذكرات. من الأيام الأولى يشهد المعرض إقبالاً كبيراً من زائريه التقليديين، أي المقصود بهم أولئك القراء الذين يتوجهون إلى دور نشر بعينها، وإلى عناوين بعينها قبل نفاد هذه العناوين.. ويأتي (حملة الحقائب) في هذا السياق، و(حملة الحقائب) أو (أصحاب الحقائب) في المعرض هم مؤشر إلى نمو مرتفع في المبيعات، ويفصح هذا النمو عن نفسه منذ اليومين الأولين في عمر المعرض. (2) بلغت إصدارات (الشعر) في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات منذ العام 1986 وحتى اليوم 73 إصداراً ،آخرها في العام 2016 (نقش في السديم) للشاعرة حمدة خميس، و(عن كيف للعبة أن تلد) للشاعر والفنان التشكيلي محمد المزروعي. المنشورات القصصية والروائية الصادرة عن الاتحاد بلغت 75 إصداراً آخرها في العام 2016: (غيوم وحجارة) للفنان علي الجاك، (الطماشة) للكاتب علي الحميري، (الموت السعيد) للكاتبة باسمة يونس، (خلجات نفوس حائرة) للكاتبة شيخة الناخي، (حتى آخر الشهر) = رواية = إصدار خاص، للكاتبة باسمة يونس. وصلت إصدارات الاتحاد من الدراسات المختلفة منذ العام 1987 وحتى 2016 إلى 82 عنواناً، وجاءت إصدارات 2016 على النحو التالي: (دراسة العملات الساسانية) للباحث د. حمد بن صراي، (المضحكات المبكيات في زمن التحولات) للدكتور يوسف الحسن (تمرد اللغة على طقوس العشيرة) للكاتب صديق محمد جوهر، (لؤلؤة النص.. جدل الأنساق في الشعرية العربية) للناقد العراقي د. عبد القادر جبار، (تحولات النص الشعري الإماراتي الجديد = جزءان =) للشاعر والناقد إبراهيم اليوسف. حظ (التراجم) في إصدارات الاتحاد هو الأقل، فمنذ العام 1988 وحتى العام 1992 صدر عن الاتحاد 4 عناوين فقط في التراجم، وفي التراث والفنون صدر عن الاتحاد 4 عناوين فقط بين عامي 1991 و2009، وصدر عن الاتحاد 5 عناوين في المسرح بين عامي 2004 و2007، وصدر عن الاتحاد 5 عناوين في كتب الأطفال بين عامي 2000 و2014. (3) من المرات القليلة، وربما للمرة الأولى يكون فيها الشاعر اللبناني شربل داغر ضيفاً على المعرض.. صدر له في الشعر أكثر من عشرة عناوين، وأصدر في الأدبيات 6 عناوين، وأصدر داغر في الجماليات 7 عناوين، فالشاعر الضيف من المهتمين بل المتخصصين في الفن الإسلامي والحروفية العربية والمحترفات والفن في الشرق. ترجم شربل داغر رسائل رامبو إلى العربية، واهتم بنقل الشعر الزنجي الإفريقي إلى العربية، كما نقل إلى العربية مختارات من شعر أندريه شديد، وشعر (ليوبولر سيدار سنغور). نقدم للقارئ شيئاً من روحه الشعرية في مجموعته: (تلدني كلماتي).. يقول في قصيدة له بعنوان (حاطب ليل): تنتظرني أمي أمام وجهي ينتظرني أبي أمام اسمي ينتظرني أهلي أمام رسومي والكاهن أمام قبري... (4) بدا المكتب الذي خصصته إدارة المعرض للإعلاميين العرب والأجانب خلية نحل بكل معنى الكلمة.. فقد وفرت نحو 50 جهاز كمبيوتر لاستخدام الصحفيين والمراسلين الذين يبعثون بموادهم إلى صحفهم على مدار الساعة. من دول عربية ودول أجنبية التقى في المكتب الإعلامي للمعرض نخبة من الزملاء الذين يغطون يومياً الفعاليات الثقافية والندوات وتواقيع الكتب، إضافة إلى تقارير يومية شاملة حول المعرض. مهنية عالية، وتنظيم دقيق، وشفافية عالية في تيسير عمل الإعلاميين سواء في وسائل تلفزيونية، أو عمل الصحفيين المراسلين للصحف. انسيابية عمل الصحافة المرئية والمقروءة في المعرض تضاف إلى مهنية الإدارة التي درجت على مدى سنوات ماضية على استقبال واستضافة كتَّاب وناشرين ومثقفين وفنانين من أرجاء العالم كانت شهاداتهم ميدانية وموضوعية وهم يعاينون فضاءً متزايداً من دور النشر المشاركة في المعرض التي بلغت هذا العام 1681 داراً عربية وأجنبية من 60 دولة حول العالم.

مشاركة :