طرابلس، طهران، بكين، سنغافورة رويترز، أ ف ب - وضعت إيران اللمسات الأخيرة على عقد مهم لتصدير غاز إلى العراق بـ 3.7 بليون دولار سنوياً. ولم يتضح كيف ستتم الصفقة نظراً إلى استهداف قدرة إيران على الاستعانة بالنظام المصرفي العالمي بعقوبات دولية. وبموجب العقد المبرم في بغداد أول من أمس ستغذي إيران المصافي العراقية بـ 25 مليون متر مكعب يومياً على ما نقل موقع وزارة النفط الإيرانية «شانا» عن نائب وزير النفط جواد أوجي سعيد. وهذه الصفقة هي الأضخم التي تبرمها إيران حتى الآن. وأوضح أوجي بعد التوقيع أن صادرات الغاز ستنقل عبر أنبوب بطول 227 كيلومتراً يجري بناؤه في محافظة إيلام الغربية. ثم تمر عبر أنبوب بطول 270 كيلومتراً في العراق يفترض أن ينتهي بناؤه «في غضون شهر أو اثنين» . وأضاف أوجي «البلدان يبحثان عقداً آخر يتعلق بتوفير شحنة إضافية من الغاز تبلغ 20 مليون متر مكعب إلى العراق». إلى ذلك، انخفضت واردات الصين من الخام الإيراني 1.9 في المئة في النصف الأول من العام مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي ما يتيح لها التقدم بطلب تمديد الاستثناء من العقوبات الأميركية على طهران. ويجب على الدول التي تستورد النفط الإيراني خفض حجم وارداتها باستمرار كي تحصل على إعفاء مدته ستة أشهر من العقوبات الأميركية. وتراجعت مشتريات الصين من الخام الإيراني في النصف الأول من العام الماضي نحو 21 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2011 بسبب خلاف حول شروط التعاقد. وأظهرت بيانات جمركية أن الصين، أكبر مستوردي النفط الإيراني استوردت نحو 424.1 ألف برميل يومياً في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي. وأعلنت كوريا الجنوبية أيضاً خفض وارداتها من الخام الإيراني 23 في المئة في حزيران (يونيو) مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي كما خفضتها 27 في المئة في النصف الأول. ليبيا وفي ليبيا، أعلن مصدر في قطاع النفط أن محتجين يطالبون بفرص عمل أغلقوا مرفأ الزويتينة في شرق البلد لليوم السادس على التوالي ليستمر توقف صادرات النفط. وتضخ شركة «الزويتينة» 60 إلى 70 ألف برميل يومياً لكن طاقة المرفأ تعادل نحو 20 في المئة من صادرات ليبيا من النفط الخام. ولفت المصدر إلى أن الوضع «لا يزال على ما هو عليه وما زالت الصادرات متوقفة كما كانت مساء أمس». وأكد مهندس يعمل في الميناء أن المحتجين هم ضمن مجموعة من المتظاهرين المدنيين الذين أغلقوا المرفأ لأسابيع في وقت سابق هذا العام للمطالبة بوظائف. وأعلن أحد المحتجين الأسبوع الماضي إنهم لن يغادروا المرفأ حتى تلبى طلباتهم مضيفاً أنه جرى السماح بأعمال صيانة في حين توقفت نشاطات التصدير. كما أغلقت حقول أخرى من بينها حقل الفيل الذي تديره مليتة وهي مشروع مشترك بين «المؤسسة الوطنية للنفط» الليبية وشركة «إيني» الإيطالية في الشهر الماضي بسبب إضرابات منفصلة. وتبلغ طاقة «حقل الفيل» 130 ألف برميل يومياً. في الأسواق، استمر تداول الخام الأميركي بسعر أعلى من مزيج «برنت» الخام بعد أن تخطى سعر الثاني لأول مرة منذ 2010 في الجلسة السابقة واستقر الاثنان فوق 108 دولارات وسط آمال بانتعاش الطلب العالمي وتعهدت «مجموعة العشرين» إعطاء أولوية للنمو على حساب التقشف لتعزز الآمال بتعافي استهلاك السلع الأولية. ولقي النفط الأميركي مزيداً من الدعم بعدما رفعت المصافي الأميركية استهلاكها ليتقدم الخام الأميركي على مزيج «برنت». وصعد «برنت» 32 سنتاً إلى 108.39 دولار، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 37 سنتاً إلى 108.42 دولار بعدما سجل أعلى مستوياته في 16 شهراً في الجلسة السابقة عند 109.32 دولار.
مشاركة :