المخابرات البريطانية تتأهب لهجمات إلكترونية روسية متصاعدة تتأهب السلطات البريطانية لتصاعد محتمل للهجمات الإلكترونية وخاصة منها الروسية ما دفعها إلى مضاعفة الإنفاق على الأمن الإلكتروني إلى نحو مثليه في غضون 5 سنوات ضمن إستراتيجية تولي حماية البلاد من هذه المخاطر المزيد من الأهمية. العرب [نُشرفي2016/11/02، العدد: 10443، ص(5)] تقنيات عالية لمواجهة تحديات معقدة لندن - أكدت وزارة الخزانة البريطانية أن لندن ستقوم بتعزيز الدفاعات الأمنية للإنترنت بمبلغ 1.9 مليار جنيه استرليني (2.32 مليار دولار) في خطوة كشف عنها وزير المالية فيليب هاموند الثلاثاء. وستوفر إستراتيجية أمن الإنترنت الوطنية الجديدة التمويل اللازم لتطوير الدفاعات الإلكترونية للمساعدة في حماية الشركات والأفراد على الإنترنت وتعزيز قوة العمل في هذا المجال للمساعدة في مواجهة الهجمات الإلكترونية. وتقول مصادر حكومية إن التمويل الجديد سيساعد في حماية بريطانيا في عالم أصبحت فيه البنية الأساسية الوطنية في مجالات الطاقة والمواصلات وكذلك الأفراد أكثر عرضة للخطر نظرا لوجود أعداد متزايدة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت. ويمثل إنفاق 1.9 مليار جنيه استرليني على مدى السنوات الخمس المقبلة زيادة في تمويل الدفاعات الإلكترونية إلى مثليه. فيليب هاموند: إستراتيجيتنا ستمكننا من اتخاذ خطوات إضافية لحماية أنفسنا إلكترونيا وقال هاموند في البيان “يتعين علينا الآن أن نواكب حجم ووتيرة التهديدات التي نواجهها. إستراتيجيتنا الجديدة… ستمكننا من اتخاذ المزيد من الخطوات لحماية أنفسنا في الفضاء الإلكتروني ومن التصدى لأي هجوم نتعرض له”. وفي إطار الإستراتيجية الجديدة ستقوم الحكومة كذلك بإقامة معهد أبحاث للأمن الإلكتروني يضم خبراء أكاديميين ومركزا للابتكار في تشلتينهام للمساعدة في تشجيع شركات الإنترنت الوليدة. وسيعمل ذلك جنبا إلى جنب مع مركز الأمن الإلكتروني الوطني البريطاني الذي افتتح في أكتوبر ويعمل به حوالي 700 موظف. وتزامن الكشف عن هذه الإستراتيجية الجديدة مع تحذيرات أطلقها جهاز المخابرات الداخلي البريطاني (أم.أي5) من تهديدات روسية إلكترونية متصاعدة. وقال رئيس جهاز المخابرات الداخلية البريطاني أندرو باركر إن روسيا تدفع سياستها الخارجية بنشاط متزايد بما في ذلك عن طريق هجمات على الإنترنت وعمليات تجسس، مما يشكل تهديدا متناميا لبريطانيا وبقية دول أوروبا. وفي الأثناء رفض الكرملين هذه المزاعم باعتبارها غير صحيحة وتحدى منتقدي روسيا أن يقدموا الدليل على ذلك. وقال باركر إن روسيا كانت تشكل تهديدا خفيا منذ عقود لكن هذا الوضع تغير الآن عما كان عليه في عهد الحرب الباردة إذ أصبحت هناك العديد من الأساليب التي يمكنها اتباعها لتنفيذ سياستها المناهضة للغرب. وقال لصحيفة “ذي غارديان” في مقابلة نشرت الثلاثاء “يبدو أن روسيا تعرف نفسها بشكل متزايد باعتبارها معارضة للغرب، كما يبدو أنها تتصرف وفقا لذلك”. وأضاف “أنها تستخدم النطاق الكامل لأجهزة الدولة وسلطاتها لدفع سياستها الخارجية بأشكال أكثر نشاطا بما في ذلك الدعاية والتجسس والهجمات التخريبية وهجمات الإنترنت. روسيا تعمل في مختلف أرجاء أوروبا وفي بريطانيا اليوم ومهمة الاستخبارات الداخلية البريطانية هي قطع الطريق عليها”. يأتي ذلك بعد عشرة أيام على عبور مجموعة من السفن العسكرية الروسية بينها حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف مياه بحر الشمال متجهة إلى قبالة سواحل سوريا في شرق المتوسط وراقبتها من بعيد سفن حربية بريطانية. أندرو باركر: روسيا تدفع سياستها بنشاط متزايد بما في ذلك هجمات الكترونية وأدى النزاع في سوريا الذي راح ضحيته أكثر من 300 ألف قتيل منذ 2011، إلى تصاعد التوترات بين روسيا الحليفة الرئيسية للنظام السوري، والغربيين. وعلى إثر مرور مجموعة السفن العسكرية الروسية في بحر الشمال، اعتبر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن هذه الخطوة “تهدف بوضوح إلى اختبار” القدرات البريطانية وبقية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. وسارعت روسيا بتفنيد تصريحات المخابرات البريطانية وقال المتحدث باسم الكرملين ن ديمتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن ما قاله باركر “لا يمت للحقيقة بصلة”. وأضاف “سنعتبر هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة حتى يقدم أحدهم الدليل”. وتدهورت العلاقات بين بريطانيا وروسيا بسبب ما تقوم به روسيا في أوكرانيا وسوريا بعد أن كانت متوترة من الأساس بسبب قضية الكسندر ليتفينكو الضابط السابق بجهاز المخابرات السوفييتي (كيه.جي.بي) الذي قتل في لندن عام 2006. وقال باركر إن أهداف أنشطة روسيا الخفية في بريطانيا تشمل الأسرار العسكرية والمشروعات الصناعية والمعلومات الاقتصادية والسياسات الحكومية والخارجية. وتأتي الخطوات البريطانية في مواجهة التهديد الإلكتروني الروسي أياما فقط بعد اتهام واشنطن موسكو رسميا بمحاولة التدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عبر قرصنة مواقع مؤسسات سياسية أميركية، وهو ما نفاه الكرملين مرارا. وفي ما يتعلق بالتشدد الإسلامي قال باركر إن أجهزة الأمن البريطانية أحبطت 12 هجوما في السنوات الثلاث الماضية لكن التهديد سيظل قائما لجيل آخر على الأقل. وأضاف “في الواقع إنه بفضل الاستثمار في أجهزة مثل الجهاز الذي أعمل به أصبح لدى بريطانيا دفاعات جيدة. أتوقع أن نكتشف ونحبط أغلب محاولات الهجمات الإرهابية في هذا البلد”. وفصل باركر التهديد إلى ثلاثة مكونات؛ هي تطرف عناصر من الداخل وقدر عددها بنحو ثلاثة آلاف، ومحاولات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق التحريض على شن هجمات على بريطانيا، والدعاية التي ينشرها تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات المتطرفة على الإنترنت. :: اقرأ أيضاً الدبابات التركية تتأهب على حدود العراق المغرب يتمسك بمقعده الأفريقي رغم مناورات الجزائر الشيخ تميم يحمل بشدة على ثقافة القطريين الاستهلاكية أوباما ينسف آمال البشير في التطبيع مع واشنطن خلال ولايته
مشاركة :