مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة، الذي يحتفل بيوبيله الفضي في دورته الحالية التي افتتحت الاثنين 31 أكتوبر الماضي وتتواصل إلى غاية الثالث عشر من نوفمبر الجاري، والتي توافق مرور 25 عاما على تأسيسه، محافظا على الهوية الموسيقية للغناء العربي، والتي ضاع الكثير منها وسط موجات من الغناء العشوائي، والأصوات المترهلة الأداء التي ساهمت في إفساد الذوق العام. العربسارة محمد [نُشرفي2016/11/02، العدد: 10443، ص(16)] دار الأوبرا المصرية ليست في متناول كل صوت يكرّم مهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة الذي انطلقت فعاليات دورته الـ25 في 31 أكتوبر الماضي، رموزا فنية من بينها: المطرب اللبناني عاصي الحلاني، والموسيقار الجزائري سليم ددا، والموسيقار البحريني مبارك نجم، والمصريون عبدالحليم نويرة وعمر خيرت وسمير صبري وطارق فؤاد، وعازف الكولة عبدالله حلمي، وعازفا “التشيلو” خالد إبراهيم وياقوت محمد، والمنشد حسان صقر، وفنان الخط العربي ياقوت عبدالفتاح سيد، والموسيقار فاروق هلال، وعازف الكمان ممتاز طلعت، والكاتب الصحافي فوزي إبراهيم. مسيرة نجاح تطرح سنوات الميلاد والنجاح في عمر المهرجان تساؤلا عن معيار اختيار النجوم المشاركة في كل عام، والإجابة: أن هناك الكثير من الأصوات، التي ارتبط بها تاريخه ونجاحه، ومنها المطربون؛ علي الحجار ومدحت صالح وهاني شاكر ومحمد الحلو، بالإضافة إلى أصوات أخرى كان ميلادها الفني على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية، وعلى رأسها الفنانة السورية أصالة نصري، التي تشارك هذا العام إلى جانب الأسماء المذكورة. وأكدت جيهان مرسي، مديرة مهرجان الموسيقى العربية، أن ما يعنيها دائما في اختيار النجوم المشاركة، مدى إجادة الصوت التي يتمتع بها المشاركون، وهل يستحقون الوقوف على خشبة مسرح دار الأوبرا، أم لا؟ وأوضحت لـ”العرب” أن المهرجان، يهدف أيضا إلى تبني أصوات جديدة، ليكون ميلادها من خلال هذا الحدث الاحتفائي. وأضافت أن سبب زيادة عدد أيام المهرجان لتصل إلى 14 يوما بدلا من 10 فقط، جاء في إطار احتفاء المهرجان باستمراره لمدة 25 عاما متصلة دون انقطاع، حتى مع اندلاع ثورة 25 يناير 2011 والسنوات التالية لها، والتي وصفتها بـ”العجاف”، وهو ما استدعى مشاركة أوسع للنجوم الأساسيين، الذين كانوا سببا في نجاح المهرجان، إضافة إلى دعم الفنانين الشباب الجدد، من مواهب دار الأوبرا المصرية هذا العام. وقالت إن العائق الأكبر، الذي لازم التحضير للمهرجان، على مدار السنوات الماضية، كان الاتفاق مع الفنانين المشاركين على الأجر، خصوصا مع ارتفاع مطالب البعض منهم بصورة مبالغ فيها، ما أدّى إلى تعثر وجودهم بالمهرجان، بسبب ميزانية محدودة، إلاّ أن ذلك لا يغفل أن هناك آخرين، يعتبرون المهرجان جزءا هاما من تجربة نجاحهم الفني مع الجمهور، ومازالوا يقدرون مكانته. ومن الفنانين المشاركين بالغناء في دورة هذا العام، الفنانان اللبنانيان عاصي الحلاني ومروان خوري، والسوري صفوان بهلوان، والمغربي عبده شريف، بالإضافة إلى المصريين إيمان البحر درويش وأنغام. من الفنانين المشاركين بالغناء هذا العام، الفنان اللبناني عاصي الحلاني والسوري صفوان بهلوان والمغربي عبده الشريف وتحدث الموسيقار صلاح الشرنوبي، عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان، عن معيار اختيار الأصوات قائلا “نحاول اختيار شخصيات تتوافق مع منهجية الوقوف على خشبة دار الأوبرا المصرية، بما في ذلك معيار الغناء الطربي الأصيل، وصحيح أننا لا نستطيع فرض جميع الألوان الموسيقية على الفنانين المشاركين، إلاّ أننا نحاول البحث عن تقديم أشياء موازية لها، فمثلا لا نستطيع أن نطلب من فنان أن يغني لنا دورا غنائيا، لما فيه من مجهود وصعوبات تحضير طويلة”. غياب الأوبريت أكد صلاح الشرنوبي لـ”العرب”، أنه خلال التحضير للمهرجان، يكون هناك حرص على تقديم برنامج متوازن للجمهور، يضم ألوانا ومواهب غنائية مختلفة، مع وجود الندوات العلمية التثقيفية، لكن ما ينتقص من الأمر، ضرورة أن يتفهم البعض من النجوم العرب قيمة الوقوف على مسرح دار الأوبرا المصرية للغناء، وسط تعثرات عدة في التواصل معهم. يذكر أنه كان هناك تفكير جدي في تقديم إنتاج فني خاص لدار الأوبرا المصرية نفسها، كما سبق وحدث في العام الماضي، عندما قدمت الدار “أوبريت” غنائيا، لكن هذا الأمر تعثر في الدورة الحالية، ولم يلق تجهيزا مناسبا، حيث كان من المقرر تقديم أوبريت بعنوان “أهل المغنى”، للشاعر المصري جمال بخيت، يتضمن نبذة عن كل فنان أصيل، مقارنة بحالة الغناء الحالي الفاسد، المسيطرة على الساحة الفنية. ورأى الناقد الموسيقي زين نصار في تصريحات لـ”العرب” أن المهرجان دعّم الكثير من الأسماء الكبيرة لنجوم الوطن العربي، كما كان له دوره في تفنيد الأبحاث العلمية الموسيقية بالمجتمعات العربية، وهو أحد المعايير الهامة التي كانت ركائز في تكوين واستمرارية المهرجان طوال هذه السنوات. ورغم النجاح، الذي يرى نصار أن المهرجان ساهم في تحقيقه على مدار ربع قرن، إلاّ أن ما يحزنه دائما هو عدم الاهتمام -خلال المهرجان- بالمؤتمرات العلمية والندوات، التي تنتج عنها الكثير من التوصيات المفيدة والقيمة، التي لا بد من الأخذ بها، كمقررات ومناهج دراسية، ذات قيمة مؤثرة في العملية الفنية. يبقى المهرجان ميزان الانضباط لهوية الموسيقى العربية، في ما بين النجاحات والإخفاقات؛ ويظل هذا معياره الأساسي في دوراته كلّ عام، بالرغم من الصعوبات التي تواجه القائمين عليه في تنفيذه، وسط منظومة غنائية يحركها رأس المال؛ لكن الأهم من ذلك ما أصبح المهرجان يقدّمه من دعم للشباب الصاعد في سنواته الأخيرة، حيث نجد في هذه الدورة فنانة الأوبرا ريهام عبدالحكيم، التي يخصص لها حفل منفرد، ضمن النجوم الكبار. :: اقرأ أيضاً فريال يوسف تتابع أيام قرطاج السينمائية داخل السجن الدمية الفرعونية تنتصر على باربي في مصر العاهل المغربي يتكفل بنفقات الدفاع عن لمجرد طبيب أردني يتخلى عما تعلمه ويتجه لعلاج مرضاه بالحجامة
مشاركة :