رواية مراكب الضوء تعد إرهاصات نفسية عميقة لعدة تجارب ترتبط بفلسفة الموت والحياة، حيث بدا الموت فيها صاخبا وموجعا. العرب [نُشرفي2016/11/02، العدد: 10443، ص(14)] أوجاع النفس المختبئة عمّان – تبحر الكاتبة والروائية اليمنية نجلاء العمري في روايتها الجديدة الموسومة بـ”مراكب الضوء” في تفاصيل المشاعر الإنسانية بشأن الحب والحنين والفقد والموت وتبحث من خلالها عن منبع للضوء والحرية. وتشير الكاتبة عن روايتها، الصادرة عن دار “كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع”، في العاصمة الأردنية عمان إلى أن عملها السردي إنما هو روايتان لذاكرة واحدة، عميقة ونابضة لم ولن تشيخ؛ ذاكرة الحب والتوق والموت والحزن والتفاصيل الصغيرة المحفورة كلغة سريالية قديمة تندثر فيها الأبنية لتبقى الأحرف منقوشة كالوشم، حافلة بالحكايا والوجع. وترصد هذه الرواية، التي تتألف من 130 صفحة، ركض فتاة خلف معنى مختلف للحياة لكنها تفقد في رحلة البحث تفاصيل أخرى، فتكشف الظامئة لأشياء لا ندرك أهميتها إلا بعد فقدانها. لنبتدئ بها رحلة العذاب والتخلق، وتحملك أجواء الرواية إلى أوجاع نفسك المختبئة. وتقول الكاتبة نجلاء العمري “كتبت رواية مراكب الضوء في عام 2005 وكانت إرهاصات نفسية عميقة لعدة تجارب ترتبط بفلسفة الموت والحياة تبلورت على إثر وفاة والدي رحمه الله، حيث بدا الموت صاخبا وموجعا. وظهرت تفاصيله الجارحة في كل مناحي الحياة”. والكتاب عبارة عن روايتين وهما “مراكب الضوء” و”ذاكرة لا تشيخ”، وفي كلا الروايتين نجد تسليطا قويا للضوء على مشكلات اجتماعية موجعة تتعرض لها النساء تحديدا، كل ذلك عبر تكثيف للغة والمشاعر الإنسانية العميقة. من أجواء الرواية نقرأ “عندها أخذت أركض وحدي، الفلاة لا تتسع لقلبي الصغير.. كنت أسحبه من جوانبه، أحاول أن أطلقه في الفضاء لكن كل شيء كان يضيق به وبي، عندها أخذت أركض وحدي مخلفة ورائي أشياء أحبها.. تشبه الفيروز الأخضر في صحراء مجدبة وباردة.. وكنت أراه في المدى البعيد.. كان أبي ضاحكا وحزينا.. أبي.. أبي.. المساحات تحوطني وتخنقني.. مد لي شاسعا من قلبك.. أبي.. أخذ يختفي كالسراب.. كلما اقتربت منه تبدد، غاب وجهه الضاحك وظل لون الحزن قاتما وموحشا”. وتسجل نجلاء العمري حضورها في المشهد الإبداعي اليمني منذ منتصف تسعينات القرن الماضي من خلال كتاباتها الصحافية في مختلف المنابر الإعلامية المحلية وكتاباتها الإبداعية، إذ صدرت لها عام 2001 مجموعة قصصية حملت اسم “أوجاع بنكهة الليمون”. وصدرت لها عام 2002 رواية حملت اسم “ذاكرة لا تشيخ”، وفازت بجائزة مؤسسة العفيف اليمنية، وفي عام 2007 أصدرت مجموعة قصصية بعنوان “قلبك يا صديقي”. :: اقرأ أيضاً نصف قرن من السينما التونسية في كتاب في الحياة العمانية تنوع طبيعي يطال الرؤى والمواقف ثلاث مسرحيات بالعربية للكاتب الأسباني ميغيل دي أونامونو
مشاركة :