أصدرت محكمة موظفي الدولة في إيران حكما ببراءة المتهمين باقتحام سفارة السعودية في طهران واقتحامها وحرقها وتدمير ممتلكاتها في 2 كانون الثاني/يناير الماضي. ونقلت وكالة إيلنا العمالية الإيرانية عن عدد من المحامين أن هناك 45 متهما في هذه القضية، 20 منهم من أعضاء ميليشيات الباسيج الذين لهم سوابق بالقتال في سوريا، تمت تبرئتهم من تهم الاقتحام والإحراق والتخريب في السفارة. وقال هؤلاء المتهمون إن الشرطة وقوى الأمن الداخلي لم تمنعهم من دخول السفارة، وهي نفس التأكيدات التي أدلى بها أحد المخططين الرئيسيين للهجوم، وهو رجل الدين المتشدد حسن كرد ميهن، الذي يقود جماعات ضغط متطرفة مقربة من المرشد علي خامنئي، والذي كشف في رسالة مفتوحة وجهها للرئيس حسن روحاني في آب/أغسطس الماضي، بأن الشرطة سهلت دخول المقتحمين. وبحسب المحامين، فإنه من بين هؤلاء المتهمين 25 رجل دين تمت محاكمتهم بالمحكمة الخاصة لرجال الدين، ولا يعرف ما إذا كان بينهم المتهم الرئيس حسن كرد ميهن أم لا. وقال مصطفى شعباني، محامي الدفاع في القضية، لوكالة إيلنا إن المحكمة أدانت بعض من هؤلاء المتهمين بالسجن من 3 إلى 6 أشهر، بتهمة الإخلال بالنظام العام، وليس بتهم تتعلق باقتحام وحرق السفارة السعودية، دون أن يحدد عددهم، مؤكداً أن هذا حكم أولي قابل للطعن. وتمت هذه المحاكمة التي وصفها مراقبون بأنها صورية، بعد 11 شهرا من المماطلة والتسويف والتلاعب والتضليل بقضية اقتحام وحرق السفارة السعودية، بسبب تورط الحرس الثوري وجماعات الضغط المتطرفة المقربة من المرشد علي خامنئي بالقضية، حسبما كشفت وسائل إعلام إصلاحية، في وقت سابق. وكان المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، أعلن في آذار/مارس الماضي إطلاق سراح كافة الموقوفين باتهام الاعتداء على السفارة السعودية، وعددهم 154 شخصاً، كانت السلطات أعلنت في وقت سابق أنها أوقفتهم لغرض التحقيق في الحادث. وواجهت إيران ردود فعل سعودية وخليجية حازمة وضعتها في مأزق صعب جدا، خاصة بعد موجة المقاطعة العربية والإدانات الإسلامية والدولية لحادثتي اقتحام سفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مشهد. وكانت وكالة سحام نيوز الإصلاحية، قد كشفت عن هوية مقتحمين آخرين للسفارة التي أكدت أنهم جماعات الضغط التي تنتمي إلى ما يعرف في إيران بتيار حزب الله الإيراني الذين انطلقوا يوم الحادث من قاعدة الشهيد مهتدي، وهي إحدى مقرات الحرس الثوري في حي شهيد محلّاتي العسكري، الواقع شمال شرقي طهران. ونقلت سحام نيوز عن أحد عناصر المجموعة الذي كان من ضمن المهاجمين قوله إن عناصر الباسيج حضروا لعملية اقتحام السفارة السعودية في أحد مقرات الباسيج، وتم إرسالهم من هناك لتنفيذ العملية حيث كانوا يحملون أسلحة خاصة لإطلاق القنابل اليدوية الحارقة والدخانية، وقد قاموا بإحراق مبنى السفارة بهذه القنابل. وبحسب المصدر، قام عناصر الباسيج المقتحمون بنهب ممتلكات السفارة ونقلها إلى خارج المبنى، على الرغم من أن موظفي السفارة السعودية كانوا قد نقلوا الوثائق المهمة معهم وتركوا الأوراق الأقل أهمية في المبنى. وأضاف المصدر أن عناصر الباسيج أخذوا أجهزة الكمبيوتر والهواتف والمستلزمات الإدارية إلى منازلهم كغنائم حرب، الأمر الذي يدحض مزاعم المرشد وكذلك الحكومة الإيرانية التي تحاول إلقاء اللوم على عناصر مندسة أو خارجة على القانون .
مشاركة :