ماكينات حلاقة وقمصان جديدة على تخوم الموصل للاحتفال بـ«التحرير»

  • 11/3/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خلال عامين ونصف عام، كان كل من يتلفظ بكلمة «داعش» من أهالي قوقجلي، أو يتطرق الى الجهاديين يعاقب بـ«تخييط شفتيه»، ومن كان يملك هاتفا «يعدم». أما اليوم وبعد إخراج التنظيم الجهادي من البلدة تغيرت الحال تماما. على باب أحد مساجد قوقجلي الملاصقة بالموصل، يخرج السكان بحذر. وعلى مرأى من القوات العراقية التي تتقدم باتجاه «عاصمة الخلافة» منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول، يخرج هؤلاء بملابس جديدة خاصة بمناسبة التحرير». يشير مراهق بقميص مطرز بمربعات وسروال جديدين إلى أنها المرة الأولى التي يرتدي فيها ملابس مماثلة منذ دخول الجهاديين إلى قوقجلي قبل أكثر من سنتين. يشرح وهو يرفع سرواله عن كاحليه، «كان علينا ارتداء الدشداشة التي تصل إلى أخمص القدمين، وإذا رفضنا نتعرض للجلد». عمه، الذي رفض أيضا كشف هويته لأن «أفرادا من العائلة ما زالوا في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش»، أنهى بسرور حلاقته واقفا على السلم المؤدي إلى المسجد، بعدما أعاره جندي من قوات مكافحة الإرهاب ماكينة حلاقته الكهربائية الرمادية. «الزكاة» تبرير للابتزاز .. في قوقجلي، كما في كل المناطق التي امتدت إليها سيطرة تنظيم «داعش»، كانت تلك الماكينات محظورة، وفق ما يقول أبو أحمد الذي كان حلاقا حتى العام 2014 عندما دخل الجهاديون المنطقة وحكموا بيد من حديد. أما التدخين فشيء آخر، وفق ما يشير ستيني ملتح يلبس سترة جلدية فوق الدشداشة. ويقول لوكالة «فرانس برس»، إنه «في بعض الأحيان، عندما كنت أقود سيارة الأجرة خاصتي، كانوا يوقفونني ويقولون لي، كنت تدخن، نعلم هذا، افتح فمك لنشم نفسك». وفي حال لم يقتنع الجهادي برائحة الفم لإثبات تهمته «يتفحص أصابعي ليرى إذا كانت مصفرة جراء النيكوتين». لكن الأسوأ، كما يقول هذا العراقي، هو أن تكون تحت رحمة أية وشاية. فبعدما وجهت إليه تهمة نتيجة وشاية لم يكشف عنها، أمضى «62 يوما في سجون تنظيم داعش»، وتحمل «ضربات السياط معصوب العينين، كما تحمل معاناة الإيهام بالذبح». ويشير إلى أنه دفع أموالا طائلة للخروج من ذلك الجحيم. في زاوية أخرى، يؤكد رجل أنهى حلاقته أن مبالغ طائلة كانت تفرض عليه في متجره ما أجبره في نهاية المطاف على إغلاقه. «إعدامات علنية» و«رجم» .. والزكاة لدى المسلمين هي صدقة تدفع للأكثر فقرا، لكن جهاديي قوقجلي الآتين من «روسيا وسوريا ولبنان والعراق ودول أخرى»، بحسب السكان، أقاموا نظام ابتزاز فعليا. ويؤكد عدد من السكان، أنهم سجنوا بهدف ابتزاز عائلاتهم بكفالة مالية حددت بعشرة آلاف دولار. لكن الأسرع من ذلك كله، هو أحكام الإعدام التي يفرضها الجهاديون بانتظام. يؤكد أحد الرجال، أن «أشخاصا أعدموا في الساحات العامة، وكان كل سكان القرية مرغمين على الحضور». ليضيف آخر، أنه «في إحدى المرات، رجمت امرأة حتى الموت، وكان كل من يدير ظهره للامتناع عن النظر يتعرض للضرب». ويشير ثالث إلى أن «رجالا ألقي بهم من أسطح مبان بارتفاع ستة أو سبعة طوابق، غالبيتهم من قدامى قوات الأمن العراقية». أما اليوم في قوقجلي «فنحن نخرج من السجن إلى السماء المفتوحة»، بحسب ما يقول أبو أحمد. ووقف إلى جانب أبو أحمد عشرات النساء المتشحات بالسواد، والرجال الملتحين بعد أن خرجوا من منازلهم. كما بات بإمكان الحلاق استئناف عمله الآن.

مشاركة :