واشنطن - وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقادا مبطنا لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) جيمس كومي الاربعاء، قائلا إن التحقيقات يجب أن لا تتم وفقا "لإساءات مبطنة" أو "معلومات غير مكتملة". وأضاف في مقابلة مع موقع "ناوذيس نيوز" الاخباري في أول تصريحات له منذ اعلان كومي الجمعة بأن مكتبه اكتشف مجموعة جديدة من الرسائل الالكترونية التي يمكن أن تكون متعلقة بتحقيق سابق مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتابع أوباما قبل أن يوجه انتقاده المبطن لكومي على تعامله مع القضية دون أن يكشف عن اسمه "لقد قمت بجهد كبير لكي أضمن أن لا أبدو وكأنني أتدخل". وأضاف "أعتقد أن هناك عرف بأنه عندما تكون هناك تحقيقات فإننا لا نتصرف طبقا لإساءات مبطنة، نحن لا نعمل على أساس معلومات غير مكتملة ولا نعمل على أساس تسريبات". وتعرض كومي لانتقادات شديدة من الديمقراطيين بسبب إعادة فتحه التحقيق مع كلينتون قبل وقت قصير من انتخابات الرئاسة في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني دون أن يعلم ما اذا كان للرسائل الالكترونية علاقة بها. واعتبر اعلان كومي خروجا على سياسة وزارة العدل بعدم التعليق على التحقيقات الجارية أو التصرف قبل فترة قصيرة من الانتخابات بشكل يمكن أن يؤثر على نتائجها. وفي الخامس من يوليو/تموز أعلن كومي أن مكتبه يوصي بعدم ملاحقة كلينتون بعد تحقيق مطول، الأمر الذي كررته وزارة العدل. وقال أوباما "نحن نعمل على أساس قرارات حقيقية يتم اتخاذها". وأضاف "عندما تم التحقيق في هذا الأمر بشكل دقيق المرة الماضية، خلص اف بي اي وخلصت وزارة العدل وخلصت تحقيقات الكونغرس المتعاقبة إلى أنها (كلينتون) ارتكبت بعض الأخطاء، لكن ليس هناك ما يدعو إلى ملاحقتها قضائيا". ولم يقدم كومي موعدا زمنيا للانتهاء من مراجعة الرسائل الالكترونية. ويدقق عناصر اف بي اي في مئات الاف الرسائل الالكترونية التي تم العثور عليها في جهاز كمبيوتر محمول أخذ من تحقيق منفصل مع انتوني وينر زوج هوما عابدين مساعدة كلينتون المقربة. وتأتي انتقادات أوباما لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي بينما تشتد المنافسة بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون في السابق الى البيت الأبيض. وقبل أيام من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية ازدادت المعركة الاربعاء شراسة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، وتستخدم فيها التهجمات الشخصية العنيفة بشكل غير مسبوق. وشن المرشح الجمهوري مجددا هجوما شديد اللهجة قبل ستة أيام من الانتخابات متهما منافسته الديمقراطية بأنها قد تتسبب في "حرب عالمية ثالثة" اذا وصلت إلى البيت الأبيض، واتهمها بأنها سمحت بدخول "الأكثر خطورة وعنفا بين المهاجرين غير القانونيين" عندما كانت وزيرة للخارجية. وقال في ولاية فلوريدا التي سيتجول فيها الاربعاء إنها "تفتقر إلى البديهة والحدس"، واتهمت حملته كلينتون الاربعاء بأنها "تضع بشكل مستمر مصالح محفظتها قبل الاميركيين". وأدى هذا النوع من الخطاب إلى خروج كلينتون عن أطوارها، فبينما كانت في تجمع الثلاثاء في ولاية فلوريدا رفع أحد المتظاهرين لافتة تتهم زوجها بيل كلينتون بأنه مغتصب. عندها لم تتمكن كلينتون من اخفاء غضبها. وقالت "سئمت فعلا من السلوكيات السلبية والمظلمة والتقسيمية والخطيرة من قبل أشخاص يدعمون دونالد ترامب"، في مؤشر على أن المصالحة ستكون صعبة بين الأميركيتين اللتين تتواجهان عبر كلينتون وترامب في هذه الانتخابات. واتهمت المرشحة الديمقراطية التي اضعفتها رسائل البريد الالكتروني مرة أخرى، ترامب بأنه "امضى حياته وهو يحط من قدر النساء ويوجه إاليهن الاهانات فضلا عن الاعتداء عليهن". وأضافت كلينتون (69 عاما) التي قد تصبح أول امرأة تنتخب رئيسة للولايات المتحدة الثلاثاء المقبل "لقد اثبت أنه يفتقر إلى الطباع والمواصفات اللازمة لكي يكون رئيسا". وهذه الأجواء لم يسبق لها مثيل خلال أي انتخابات سابقة في الولايات المتحدة، يضاف اليها الدور المفاجئ لمكتب التحقيقات الفدرالي وسلسلة التسريبات من الصحافة وموقع ويكيليكس والتي ما زالت تتدفق على الحملة. ويتهم الديمقراطيون مدير اف بي اي جيمس كومي الذي يتعرض لانتقادات قاسية بعد ان قرر استئناف التحقيق في الخادم الخاص لكلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية (2009-2013)، بأنه تجاهل "اتصالات" مفترضة لترامب مع روسيا. والاربعاء، بث موقع "ياهو" الاخباري شريط فيديو يعود للعام 1988 يظهر تقاربا معينا بين ترامب والشخصية البارزة في المافيا، روبرت ليبوتي. وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت الثلاثاء أن قطب العقارات استخدم خلال التسعينات أساليب قد تكون غير شرعية لخفض فاتورة الضرائب بـ"عشرات الملايين من الدولارات". ويتعين على من سيفوز في 8 نوفمبر/تشرين الثاني من المرشحين للبيت الأبيض نيل اقله 270 صوتا من كبار الناخبين موزعة على 50 ولاية. المراهنون وما تزال استطلاعات الرأي العام ترجح فوز المرشحة الديمقراطية. وأظهرت نتائج موقع "ريل كلير بوليتكس" أن كلينتون تتقدم بفارق 2.2 نقطة على خصمها (45.3 بالمئة مقابل 43.1 بالمئة) على المستوى الوطني. وتمنح نتائج استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة "ايه بي سي نيوز" الاربعاء المرشحين تعادلا مع 46 بالمئة من الاصوات. وقد أغرق استمرار حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات المراكز المالية الرئيسية في العالم الاربعاء بسبب خشيتها من فوز ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. وارتفع عدد المراهنين على فوز ترامب اثر نتائج استطلاعات الراي. وتمنع القوانين الأميركية المراهنة على نتائج انتخابات محلية أو قومية داخل الأراضي الأميركية، لكن ذلك لا يمنع المراهنين من المراهنة على الفائز في مواقع أخرى اوف شور سعيا لكسب المال. وفي جامعة ايوا حيث سمح بوضع مراهنات لأغراض اكاديمية، تبين أن ترامب الذي كانت فرصه بالفوز قبل عشرة أيام 9 بالمئة فقط ارتفعت إلى 40 بالمئة الاثنين.
مشاركة :