واشنطن- وكالات يتوجه الناخبون الأمريكيون اليوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع، في نهاية حملة انتخابية استمرت شهورا، لانتخاب رئيس جديد للبلاد. وسيتضح ما إذا كان الأمريكيون سيصوتون لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، أم لصالح مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، ليكون الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة. وبالإضافة لانتخاب الرئيس، سيصوت الناخبون أيضا لانتخاب جميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 عضوا، وثلث الأعضاء الـ 100 لمجلس الشيوخ، كما سينتخبون أعضاء عدد من المجالس المحلية. ويتم اختيار الرئيس الأمريكي مرة واحدة كل أربع سنوات، بينما يتم اختيار أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) مرة كل سنتين، وأعضاء مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان)، مرة كل ست سنوات (تجرى الانتخابات كل سنتين لتجديد ثلث الأعضاء). ويبدأ التصويت في أوقات متفرقة نتيجة وجود ثلاث مناطق زمنية في الولايات المتحدة، وتفتح المراكز الانتخابية أولا في الساحل الشرقي في السادسة صباحا، وتغلق أبوابها بداية من السابعة مساء في بعض الولايات في حين تستمر عملية التصويت حتى منتصف الليل في ولايات أخرى. وبدأ التصويت المبكر في 37 ولاية أمريكية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، إعتبارا من 26 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وأدلى حوالي 40 مليون ناخب بأصواتهم خلاله، ومن غير المتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات مرتفعة، حيث ينتظر أن يدلي 150 من أصل 230 مليون ناخب مسجل بأصواتهم. هيلاري مرشحة المصالحة: المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون (69 عاما)، التي تأمل أن تصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة بعد 44 رئيسا في آخر مهرجان انتخابي ليوم الأحد عقدته مساء في مانشستر بولاية نيوهامشير، قدمت نفسها على أنها مرشحة المصالحة، بعدما قضت الأيام الأخيرة تهاجم خصمها الجمهوري باعتباره لا يملك المقومات لقيادة البلاد. وقالت كلينتون في أوهايو: وصلنا إلى ساعة الحقيقة في هذه الانتخابات () قيمنا الجوهرية على المحك. وتعزز موقف المرشحة التي تقول إن خطها في الرئاسة في حال فوزها سيكون استمرارية لعهد أوباما، مع زوال مخاطر ملاحقتها في قضية بريدها الإلكتروني، إذ أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي اف بي آي جيمس كومي الأحد التمسك بقراره السابق الصادر في تموز/يوليو والقاضي بعدم وجود مبررات لمقاضاة كلينتون على استخدامها خادما خاصا لبريدها الإلكتروني حين كانت وزيرة للخارجية. وكان كومي فجر قنبلة حقيقية في الحملة الانتخابية عندما أبلغ الكونغرس في 28 كانون الأول/ديسمبر بتطور جديد في القضية مع العثور على آلاف الرسائل الإلكترونية الجديدة المتعلقة بكلينتون يتحتم التحقيق فيها، وقد تعرض لانتقادات حادة على هذا الإعلان قبل أيام من 8 تشرين الثاني/نوفمبر. وأشاع الإعلان عن إغلاق المسألة مجددا ارتياحا في فريق حملة كلينتون، ولو أنه جاء متأخرا، قبل يومين فقط من الانتخابات. البحث عن أصوات: وتوقف دونالد ترامب (70 عاما) من جهته في محطات الاثنين في فلوريدا وشمال كارولاينا وبنسيلفانيا ونيوهامبشير وميشيغان وهدف كلا المرشحين واحد، وهو جمع كل صوت يمكن أن يرجح لصالحه كفة الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات. أما الأمريكيون الذين أعرب 82% منهم عن اشمئزازهم في استطلاع للرأي أجري مؤخرا، فهم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية هذه الحملة الطويلة بين مرشحين غير شعبيين بنسب تاريخية (50% لا يحبون كلينتون و62% لا يحبون ترامب)، حملة شهدت الكثير من الشتائم والفضائح والبذاءة. وتحظى كلينتون بـ44,9% من نوايا الأصوات على المستوى الوطني مقابل 42,7 % لترامب، بحسب متوسط لاستطلاعات الرأي الأخيرة أورده موقع ريل كلير بوليتيكس. وفي فلوريدا، الولاية الأساسية التي يتحتم على دونالد ترامب الفوز بها للاحتفاظ بحظوظه الرئاسية، تتوزع نوايا الأصوات بين 47% لكلينتون مقابل 46% لترامب. ويتقدم ترامب على كلينتون في أوهايو بـ46,3% مقابل 43,5%، وفي شمال كارولاينا بـ47,3% مقابل 45,8%. وكان فوز كلينتون يبدو محتوما، وهي تتمتع بخبرة طويلة في السياسة، حيث كانت سيدة أولى وسيناتورة ووزيرة خارجية. غير أن العديد من الأمريكيين لا يحبونها ويشككون في نزاهتها. وكانت المعركة أصعب مما كان متوقعا في مواجهة ترامب، الشعبوي الذي لا يتمتع بأي خبرة سياسية غير أنه يحظى بدعم شعبي لا يضعف، وهو يقدم نفسه على أنه دخيل على السياسة ومعارض لهيئات السلطة. واستغل ترامب مشاعر الغضب والخيبة التي تحرك شريحة من الأمريكيين في مواجهة العولمة والتغيرات الديموغرافية. ووعد بحلول بسيطة لجميع المشكلات المعقدة. لم يتردد في التفوه بأكاذيب وإهانة النساء والمكسيكيين والسود والمسلمين، وهاجم منافسته بدون توقف، ونعتها بأبشع النعوت. لكنها ردت مساء الأحد مؤكدة أن الغضب ليس خطة. وبعد إعلان مدير الـإف بي آي، علق ترامب مؤكدا إنها تحظى بحماية من نظام مغشوش. وقال رغم كل شيء هيلاري كلينتون مذنبة، هي تعرف ذلك، الأف بي آي يعرف ذلك، الناس يعرفون ذلك، والآن، يعود للشعب الأمريكي أن يصدر حكمه في صناديق الاقتراع. ولا يكترث أنصار ترامب إن كان بطلهم الملياردير تجنب دفع ضرائب فدرالية على ما يبدو منذ سنوات، وتحرش بنساء. فهم ظلوا أوفياء لقطب العقارات الذي اشتهر بثروته وبتقديمه برنامجا ناجحا من تلفزيون الواقع عنوانه ذي آبرينتيس. ترامب:الفرصة الأخيرة..كلينتون:لحظة الحساب قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب إنه يمثل الفرصة الأخيرة لإصلاح دولة مدمرة في حين تحدثت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون عن لحظة الحساب التي حل أوانها وذلك في جولاتهما الأخيرة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة يوم الأحد لكسب تأييد الناخبين. ويعرض كل من المرشحين في الانتخابات المقررة اليوم الثلاثاء وجهات نظر متباينة تماما وبالمثل أثارت كلماتهما ردود فعل متباينة من جماهير المستمعين. وفي أيوا قال ترامب إنه يمثل الفرصة الأخيرة لإصلاح قضايا الهجرة والتجارة. وخارج مينيابوليس قال إن مجتمع اللاجئين الصوماليين هناك يمثل كارثة. واستهجن أنصاره قرب بيتسبرج أغنية للموسيقي بروس سبرينجستين المقرر أن يشارك في حملة كلينتون مساء يوم الاثنين. وردد أنصاره هتاف احبسوها على الرغم من قول مكتب التحقيقات الاتحادي مجددا إن كلينتون لا يتعين محاكمتها على ممارساتها فيما يتعلق ببريدها الالكتروني أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية. أما كلينتون فقد أقبلت على المنصة برفقة خزر خان الذي قتل ابنه الجندي في الجيش الأمريكي. كان خان قد خاطب في مؤتمر الحزب الديمقراطي في يوليو تموز وانتقد اقتراح ترامب منع المسلمين من دخول البلاد وعرض أن يقرضه الدستور الأمريكي ليطلع عليه. وحمل بعض الأنصار في مانشستر نماذج مصغرة من الدستور تأييدا له. وقالت كلينتون في سباق وصم بشكوك قبيحة وإهانات وهجمات بكل الأشكال على المهاجرين والمسلمين وكثيرين غيرهم اعتقد أن السيد خان ذكرنا جميعا بأننا أمريكيون. ووصفت كلينتون انتخابات الثلاثاء بأنها انتخابات مفترق الطرق ولحظة الحساب مؤكدة مجددا تصريحاتها في كليفلاند وقالت قيمنا الأساسية كأمريكيين تختبر. هيلاري كلينتون لم تنتهك القانون: أعلن جيمس كومي، مدير مكتب التحقيق الفدرالي، في رسالة وجهها للكونغرس، عن عدم وجود أساس لتوجيه الاتهامات إلى المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، في قضية مراسلاتها الإلكترونية. ونقل رئيس لجنة الإشراف والإصلاح الحكومي في مجلس النواب التابع للكونغرس، الجمهوري جيسون تشافتيتز، في تغريدة نشرها على صفحته في موقع تويتر، الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني، عن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي قوله في الرسالة: لم نغير استنتاجاتنا التي توصلنا إليها في يوليو بشأن قضية الوزيرة كلينتون، وذلك اعتمادا على عملية التدقيق التي أجريناها. معركة (كسر عظم) بانتخابات الكونغرس: بالتزامن مع المعركة الرئاسية الدائرة بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب في الولايات المتحدة تدور رحى مواجهة لا تقل قسوة ولا شراسة بين حزبي المرشحين، للفوز بعشرات المقاعد في الكونغرس لضمان أكثرية مريحة تضمن للرئيس المقبل ألا يصطدم بعقبات وعراقيل تشريعية تعيق تنفيذ برامجه. ويدخل الحزب الديمقراطي اليوم الانتخابي البرلماني التي يتزامن مع انتخابات الرئاسة الثلاثاء وتركيزهم منصب على انتزاع سبعة مقاعد يبدو أن الحزب الجمهوري مرشح لخسارتها في مجلس الشيوخ. ويحتاج الحزب إلى الفوز بخمسة مقاعد بحال فوز ترامب بالرئاسة، أما بحال فوز كلينتون فسيكون بإمكانه انتزاع الغالبية بأربع مقاعد فقط باعتبار أن نائب الرئيس يتدخل بالتصويت لترجيح الكفة بحال تعادل أصوات الشيوخ المائة.ويمكن لمجلس الشيوخ بحال وصول غالبية ديمقراطية إليه أن يقدم دعما كبيرا لكلينتون من أجل إقرار مشاريعها وتمريرها دون مصاعب مشابهة لتلك التي كانت تواجه الرئيس باراك أوباما بظل معارضة الجمهوريين له. أما مجلس النواب من جانبه وهو الغرفة الأدنى في الكونغرس فالأرجح أنه سيبقى بيد الجمهوريين، غير أن رئيسه بول راين سيكون على رأس كتلة غالبيتها من المتشددين في الحزب، ما سيعيق قدرته على الوصول لتسويات مع الديمقراطيين. ويرى معظم المحللين السياسيين أن الحزب الديمقراطي سيحقق مكاسب في مجلس النواب، ولكنه لن يتمكن من حصد 30 مقعدا تعطيه الأغلبية بمواجهة الجمهوريين إلا بحال فوز كلينتون بفارق كبير جدا أمام ترامب، وهو الأمر الذي لا يبدو أن نتائج الاستطلاعات تُظهره حاليا. هل تعلم كيف تنتخب أمريكا رئيسها؟ يترقب العالم انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات التي ستُجرى اليوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، . متطلبات الدستور الأميركي للترشح لرئاسة الولايات المتحدة: ألا يقل عمر المرشح عن 35 عاماً أن يكون المرشح مواطناً أمريكياً أو مجنساً بالولادة في الولايات المتحدة أن يسكن في أمريكا لمدة 14 عاماً العملية الانتخابية: الخطوة الأولى: الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية يعمل المرشح الذي يسعى لتمثيل حزب سياسي في الدولة، للحصول على أكبر عدد من الأصوات للترشح عن حزبه عبر جمع الدعم في المؤتمرات الحزبية وفي النهاية بالفوز في الانتخابات التمهيدية. أكبر حزبان سياسيان في الولايات المتحدة هما الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، ولكن هناك أيضا أحزاب أخرى مثل الليبراليين والخضر، وحزب فيرمونت التقدمي. التجمعات الحزبية: في التجمع، يختار أعضاء الحزب أفضل المرشحين من خلال سلسلة من المناقشات وعمليات التصويت. الانتخابات التمهيدية: في المرحلة التمهيدية، يصوّت أعضاء الحزب لأفضل مرشح من شأنه أن يمثلهم في الانتخابات العامة. الخطوة الثانية: المؤتمرات الوطنية: يعقد كل حزب مؤتمراً وطنياً لاختيار مرشح رئاسي واحد يمثل الحزب، وخلال المؤتمر يعلن المرشح عن الشخص الذي اختاره لمنصب نائب الرئيس. الخطوة الثالثة: الانتخابات العامة: يصوت الناس في كل ولاية في الدولة لرئيس واحد ونائب رئيس واحد، وعندما ينتخب الشخص مرشحاً، يصوّت ذلك الشخص فعلياً عن مجموعات من الناس في المجمع الانتخابي أو Electoral College. الخطوة الرابعة: المجمع الانتخابي: المجمع الانتخابي ليس مبنى أو منظمة، وإنما اسم أطلق على مجموعة من الناس الذين يدلون بالأصوات الرسمية لكل ولاية للمرشح الرئاسي. المجموعة مكونة من 538 ناخباً وكل ولاية لديها عدد من الناخبين استناداً على عدد ممثليها في الكونغرس. المرشح الذي يفوز بـ270 صوتاً على الأقل من المجمع الانتخابي يصبح الرئيس الجديد. أما إذا كان هناك تعادل في عدد الأصوات أو أن أحداً لم يصل إلى 270 صوتاً، فإن مجلس النواب يحدد الرئيس، في حين يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس. يؤدي الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب اليمين ويُعقد يوم التنصيب في يناير/ كانون الثاني.
مشاركة :