لندن: مصطفى سري رفض نائب الرئيس السابق وقائد التمرد في جنوب السودان، رياك مشار، مقترح دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الإيقاد) نشر قوات من دولها لحفظ السلام في بلاده، وأدان الخطوة وعدها محاولة لإضفاء بعد إقليمي في نزاع داخلي، ولم تعلق جوبا على قرار قمة «الإيقاد» التي شارك فيها الرئيس سلفا كير ميارديت، في وقت حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من مجاعة محتملة قد تواجهها الدولة التي لم يمض على استقلالها عامان، في حال عدم التزام الأطراف المتحاربة باتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال زعيم التمرد في جنوب السودان، رياك مشار، في تصريحات صحافية، إنه يرفض مقترح دول «الإيقاد» بنشر قوات أفريقية في بلاده، وهدد بسحب فريقه في المفاوضات بينه وحكومة جنوب السودان التي يتوقع أن تبدأ في الأسبوع المقبل، وأضاف أن نشر قوات أفريقية محاولة لإضفاء بعد إقليمي في نزاع داخلي وأن ذلك سيؤدي إلى اتساع رقعة الصراع بتدخلات من أطراف أخرى، مشككا في حيادية دول «الإيقاد» التي تتوسط في المفاوضات بأديس أبابا منذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي لإنهاء الصراع الذي اندلع بين مجموعة مشار وحكومة سلفا كير وأدت إلى مقتل ونزوح الآلاف، وقال: «قرار (الإيقاد) غير موفق، ونحن ندينه بأشد العبارات لأنه يمثل تدخلا سافرا في نزاع داخلي، وسيؤدي إلى توسيعه بدخول أطراف إقليمية وتحول ساحة جنوب السودان إلى صراع إقليمي»، وأضاف: «كان على قمة (الإيقاد) أن تطرد القوات الأوغندية وليس استبدالها بقوات أخرى من الإقليم». وكانت قمة دول «الإيقاد» التي انعقدت أول من أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قد قررت نشر قوات حفظ سلام وللردع وحماية حقول النفط في جنوب السودان، وأعلنت القمة أن نشر القوات الأفريقية من شأنه تنفيذ وحماية آلية مراقبة وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، لكنه لم يوقف المعارك العسكرية بين قوات مشار والجيش الحكومي. من ناحية أخرى، حذر مبعوثا الولايات المتحدة الأميركية دونالد بوث والاتحاد الأوروبي ألكسندر روندوس إلى جنوب السودان من مجاعة محتملة إذا لم تلتزم جوبا والمتمردون باتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما في يناير الماضي، وقال بوث أمام قمة «الإيقاد» إن عدم احترام طرفي النزاع بالتزاماتهما باتفاق وقف إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل الآلاف وتدهور الأوضاع الإنسانية يهدد بمجاعة محتملة. ومن جانبه، قال مبعوث الاتحاد الأوروبي ألكسندر روندوس في القمة نفسها إن شبح المجاعة يلوح في الأفق إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وأضاف: «الأمطار قادمة، وإذا لم يتمكن الناس من العودة وزراعة الأراضي فلن تكون هناك مخزونات غذائية كافية خلال أشهر». وكانت الأمم المتحدة قالت إن القتال أوقف زراعة المحاصيل الأساسية في جنوب السودان، في حين تعرضت المخزونات الضخمة لبرنامج الغذاء العالمي للنهب بشكل كامل، وهو ما يزيد من الصعوبات أمام الجهات التي تسعى للحيلولة دون تفاقم أزمة إنسانية في بلد هو من أفقر دول العالم.
مشاركة :