اتهامات لـ«سي آي إيه» بمحاولة محو فصل أسود في تاريخها

  • 3/16/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن: «الشرق الأوسط» تتعرض وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) المعتادة على العمل بعيدا عن الأضواء، لانتقادات نواب في الكونغرس لمحاولتها نسف تقرير حول الأساليب العنيفة للاستجواب في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وهو فصل في تاريخها تريد الوكالة إغلاقه. وباستياء انتقدت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فاينستاين الأسبوع الحالي وكالة الاستخبارات المركزية التي قد تكون انتهكت الدستور من خلال الدخول إلى أجهزة كومبيوتر يستخدمها محققون برلمانيون مكلفون إلقاء الضوء على هذه التقنيات التي لجأت إليها الوكالة بين عامي 2002 و2006 في عهد جورج بوش الابن وخصوصا أسلوب الإيهام بالغرق. وأسوأ من ذلك أيضا، اتُهمت وكالة «سي آي إيه» بمحو وثائق ذات صلة من خلال الدخول إلى هذه الأجهزة من دون إذن. ورد مدير الوكالة جون برينان أن «الوكالة لم تتجسس بأي حال من الأحوال على لجنة الاستخبارات». وتعود القضية لسنوات عندما كان المحققون في مجلس الشيوخ يعملون بواسطة وثائق زودتها «سي آي إيه». ونقلت 6.2 مليون صفحة، وهذا عمل بطيء للجنة التي كان في إمكانها تسجيل بعض الوثائق المهمة على شبكة معلوماتية خاصة لا تستطيع «سي آي إيه» الوصول إليها بموجب اتفاق خطي. لكن في 2010 اختفت من الملفات 920 صفحة من الوثائق على دفعتين. وبعد نفيها الأمر، اعترفت وكالة الاستخبارات بأن عددا من موظفيها مسؤولون عن ذلك وتعهدوا بعدم تكرار فعلتهم. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أبلغ برينان اللجنة أن وكالة الاستخبارات «فتشت» مجددا أجهزة الكومبيوتر خلافا للوعود التي قطعتها الإدارة. ووافقت اللجنة في جلسة مغلقة في ديسمبر (كانون الأول) 2012 على تقرير محرج أطلق عليه اسم «التقرير حول التعذيب». وخلص إلى أن هذه التقنيات كانت «خطأ فادحا» وحتى أنها لم تسمح بحد ذاتها باقتفاء أثر أسامة بن لادن. وقد تنزع السرية جزئيا عن هذا التقرير الشهر الحالي بعد موافقة البيت الأبيض بحسب فاينستاين، لكن التبادل الكلامي بين فاينستاين والوكالة يعكس بالنسبة إلى البعض توتر وكالة «سي آي إيه». وقال السيناتور رون ويدن العضو في لجنة الاستخبارات: «إنني مقتنع أكثر فأكثر أن وكالة الاستخبارات المركزية تخشى بكل بساطة من نشر التقرير حول أساليب الاستجواب، لكنني أعتقد أن على الأميركيين أن يطلعوا على هذه المعلومات». وأعرب الرئيس باراك أوباما عن تأييده لنشر التقرير. لكن بول بيلار العميل السابق في «سي آي إيه» يشك في أن ترجح الوثيقة التي تأتي في 6300 صفحة، الكفة في وقت سيحكم على فعالية التعذيب تحسبا لوقوع اعتداءات. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله: «أعتقد أن لدينا تفاصيل كافية لإجراء نقاشات سليمة». ويؤكد برينان أن وكالة الاستخبارات سترحب بنشر التقرير لأن هذه الخطوة ستسمح لوكالة «سي آي إيه» بتجاوز الماضي. وقال: «نريد أن نتعلم من دروس الماضي، لكنني مسرور لإغلاق هذا الفصل في تاريخ (سي آي إيه)». أما أشد المنتقدين، فيعرفون أن الطريقة الوحيدة لمنع تكرار ما حصل من هذه التجاوزات هي رفع السرية عن هذه الأساليب وفتح نقاش عام. وقال تيم فينر لصحيفة «بوليتيكو آشز» إن «وكالة الاستخبارات المركزية تقول إنها تريد طي هذه الصفحة التي لم تنشر بعد، لكن لا يمكن طي صفحة قبل قراءتها».

مشاركة :