أميرة تسلط الضــوء علــــــى نجوم الإمارات بـ «وياكم»

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تأثرت أميرة أمير، منذ صغرها، بقصص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونشأت على حب العمل التطوعي ومساعدة الآخرين، وكانت ساعدتها في الأخذ بأيدي الأشخاص إلى الطريق الصحيح، معتبرة أن جهودها في مساعدة الآخرين جزء من رد الجميل للدولة، وأخيراً قررت بلورة جهودها في جهة رسمية لذا أنشأت مؤسسة «وياكم» المجتمعية الخدمية، لتسليط الضوء على النجوم الإماراتيين ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم مستقبلاً، عملاً بمقولة مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في خلق الأجيال من المتعلمين والمثقفين». وروت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ«وياكم» المجتمعية، أميرة أمير، لـ«الإمارات اليوم» قصة إنشاء المؤسسة لتنمية شباب الامارات، قائلة إنها كانت دائماً تستمع إلى قصص والدها عن مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، في تمكين الشباب، وكيف أنهما شجعا الجيل الأول من الاتحاد على التعليم. 300 إماراتي أفادت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ«وياكم» المجتمعية، أميرة أمير، بأنها تمكنت خلال عامين من مساعدة ودعم 300 إماراتي في الوصول إلى الأهداف التعليمية والمهنية التي وضعوها لأنفسهم، مضيفة أنها عملت في جهات عالمية عدة بما فيها «البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة» و«وول ستريت» في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى جامعة «كولومبيا»، وعملت في جهات محلية عدة، منها صندوق الشيخ خليفة لتطوير المشاريع، وحصلت على ماجستير في العلاقات الدولية في تخصص التنمية المستدامة من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، كما أنها تشغل منصب رئيس جمعية خريجي جامعة كولومبيا في الإمارات. رد الجميل قالت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ«وياكم» المجتمعية، أميرة أمير: «كانت لدي الرغبة في تأسيس (وياكم) دون دعم مالي لرد جزءٍ ولو بسيطاً للدولة التي قدمت لي الكثير، لذا كنت أوفر نسبة من مرتبي الشهري ليكون قاعدة ودعماً للمؤسسة». وتابعت أميرة أن «وياكم» مؤسسة لخدمة مجتمع الدولة، وهي غير ربحية، تسعى من خلالها إلى نشر مفهوم المؤسسات المجتمعية التي تهتم بتقديم خدمة للمجتمع سواءً كانت ربحية أو غير ربحية، وأن يتوجه المواطنون إلى إنشاء مثل هذه المؤسسات بدلاً من التفكير في إنشاء مؤسسات تعنى بالربح دون تقديم خدمات. وأوضحت أن استراتيجية المؤسسة تثقيف المجتمع الحكومي والمؤسسي بالمعنى الحقيقي للمؤسسة المجتمعية، وآثارها الإيجابية على الجانبين المجتمعي والمؤسسي. وأضافت: «القصة التي أثرت في حياتي كثيراً عن حب الشيخ زايد والشيخة فاطمة للتعليم، أنهما كانا يهديان الأموال للآباء لكي يسمحوا لبناتهن بالذهاب إلى المدارس والتعلم، ما أدى إلى نبوغ المرأة الإماراتية ومشاركتها بفاعلية في جميع جوانب الحياة، وشغلن مناصب قيادية عدة في مختلف القطاعات، وأصبحن سيدات الأعمال، وغيرها، لذا منذ صغري تمنيت أن أكون سبباً في تعليم غيري، لكني لم أملك الفكرة الملائمة لتحقيق ذلك». وأشارت أمير، إلى أنها بدأت مؤسسة «وياكم» على نهج القائد والأب الشيخ زايد، وما عززه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بالحثٍ على العمل والاجتهاد والعلم والاستثمار في الإنسان، إيماناً منه بمدى أهمية العلم والثقافة في النهوض بمستوى الأمم ورقيها. وتابعت أنها سجلت مقولة الشيخ زايد: «إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في خلق الأجيال من المتعلمين والمثقفين» في مذكراتها، وكانت أكبر دافع لها لتأسيس «وياكم» بعد عودتها من الولايات المتحدة الأميركية عام 2011، خصوصاً أنها أرادت خدمة الدولة بالطريقة المثلى. وقالت أمير «عانيت قلة التوجيه في مشواري الدراسي حتى حصلت على بكالوريوس في المالية، واكتشفت أن هذا المجال لا يستهويني لأتابع بقية حياتي فيه»، موضحة «لو أنني وجدت التوجيه السليم في الثانوية لتوجهت إلى الدراسات الدولية من البداية»، لافتة إلى أنها لاحظت أن معظم الخريجين ليس لديهم من يوجههم إلى الطريق المناسب لهم، فيتجه بعضهم إلى تخصصات لا تناسبهم ولا تناسب احتياجات الدولة. وأفادت بأنه فور عودتها من الولايات المتحدة بدأت مساعدة صديقاتها وأقاربها في اختيار المجال المناسب لإمكاناتهم الشخصية، ووجدت إقبالاً كبيراً فتوجهت إلى مدينة مصدر في أبوظبي لتكون مقراً لتنفيذ فكرتها، ومن خلالها حصلت على الدعم المعنوي من كبار الشخصيات من بينهم وزير الدولة، الدكتور سلطان الجابر، وأنشأت «وياكم» في 2014، مؤسسة اجتماعية تعنى بتطوير شباب الإمارات في مسيرتهم التعليمية والمهنية، بما يتناسب مع توجهات الدولة وإمكانات الشباب أنفسهم. وأوضحت أميرة، أن «وياكم» تهدف إلى إحراز تغيير إيجابي في المجتمع وإضافة قوة عاملة إماراتية أكثر تنوعاً وتنافسية، تماشياً مع رؤية الإمارات 2021، اقتداءً بمنهجية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، المقتبسه من سياسة البيت متوحد. وتابعت أن المؤسسة ساعدت عددا من المواطنين، مثل يوسف الغفلي، الذي تمكن من الالتحاق ببرنامج ماجستير السياسات العامة في جامعة كولومبيا، ونورة خليفة الكعبي، التي التحقت ببرنامج ماجستير الاقتصاد والسياسة في مجال الطاقة والبيئة في «يونيفيرستي كولج لندن»، مضيفة أن المؤسسة ساعدت على اختيار التخصصات المناسبة لكل منهما، وفق ميولهما العلمية، كما ساعدت على استكمال إجراءات الالتحاق بهذه الجامعات. وقدمت وياكم مبادرات عدة بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة مثل «توفور 54» هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي، و«المنتدى الاقتصادي العالمي»، وأنشأت مشروع «فهم شهر رمضان» لتعزيز التسامح بين أفراد المجتمع في الدولة، سواء المواطنون والمقيمون، وهي مبادرة تهتم بها «وياكم» لنشر ثقافة التسامح في الدولة والعالم أجمع. وأوضحت أنها بدأت مبادرة «نجوم الإمارات» لتسليط الضوء على المواطنين تحت 40 عاماً ممن أسسوا مشروعات وطنية، مثل صاحبة مركز «كلماتي»، بدور الرقباني، ومؤسسة «إينابل» الاجتماعية، أو وصلوا إلى مناصب عليا في مختلف القطاعات مثل مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، عمران شرف، إضافة إلى من يملكون قصصاً ملهمة مثل المخترع الصغير أديب البلوشي وشقيقته دانة. وأكملت أميرة أن المبادرة تعطي الفرصة لترشيح إماراتيين لديهم قصة مميزة أو كان لإنجازاتهم تأثير محلي وعالمي، ليتمكنوا من إلهام غيرهم في تحقيق أحلامهم، وتهدف المبادرة إلى إبراز دور النجوم الإماراتيين في مختلف القطاعات والترويج لهم أمام المؤسسات التي تتطلع إلى استقطاب الشباب ضمن مجالس إدارتها أو توظيفهم، أو حتى دعوتهم للتحدث عن قصصهم المحفزة، كما أن للمبادرة دوراً كبيراً في تنظيم لقاءات بين النجوم الإماراتيين للتعارف وتبادل الخبرات، مشيرة إلى أن المبادرة تنشر إنجازات النجوم الإماراتيين على الموقع الإلكتروني للمؤسسة، ومواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت أن «وياكم» حققت مبادرة جديدة في 2014، في برنامج الامم المتحدة المهني للشباب، وهو برنامج خاص تطرحه الامم المتحدة سنوياً لمدة سنتين في مجالات عدة، كما أنها عملت مع فريق عمل الأمم المتحدة لإطلاق المبادرة، بهدف تدريب الإماراتيين للتقدم في البرنامج، موضحة «كانت لدى العاملين في الأمم المتحدة فكرة سائدة بأن الإماراتيين لن يقبلوا بالعمل في هذه المؤسسات العالمية بسبب الرواتب الضعيفة، وأنهم يريدون العمل في مجالات أخرى، لذا بدأت بتدريب المواطنين على الاستعداد للتقديم في البرامج، ومن خلالها تقدم 14 إماراتياً في السنة الأولى، وتضاعفت الأعداد خلال العامين الماضيين»، مؤكدة أن شباب الإمارات قادرون على المنافسة والتميز على المستوى العالمي.

مشاركة :