بعدما جذبت رواية «أغنية عذبة» (دار غاليمار، 2016) للكاتبة المغربية الفرنكوفونية ليلى سليماني انتباه القرّاء والنقّاد خلال الموسم الأدبي الفرنسي، حصدت أمس جائزة «غونكور» ليدخل اسم هذه الكاتبة الشابة ابنة الخمسة والثلاثين عاماً لائحة الكتّاب المكرسين فرنسياً وفرنكوفونياً. ولم يأتِ فوز سليماني (1981) مفاجئاً حين تمّ إعلانه، لأنّ الترحيب الذي لاقته روايتها الثانية مهّد لفوزها بالجائزة الأدبية الأعرق في فرنسا. وبدت المنافسة محتدمة بين رواية سليماني وبقية روايات القائمة القصيرة: «الآخر الذي نعشقه» (غاليمار) لكاترين كوسيه، «وطن صغير» (غراسيه) لغاييل، «آكلة لحوم البشر» (سوي) لريجيه جوفريه. لكنّ «أغنية عذبة» حصدت ستة أصوات من أصل عشرة لتكون الكاتبة والصحافية التي ولدت في الرباط لأبٍ مغربي وأم فرنسية- جزائرية هي الفائزة بالجائزة التي سبق أن نالها الكاتبان العربيان المعروفان أمين معلوف والطاهر بن جلّون. وتنضم سليماني أيضاً إلى النادي الضيق للنساء الفائزات بجائزة غونكور إذ إن أربع كاتبات فقط فزن بهذه المكافأة في السنوات العشرين الأخيرة. ومنذ صدورها تسجل هذه الرواية أرقاماً ملحوظة في المبيع، وهي تروي قصة جريمة قتل طفلين على يد مربيتهما. وتتطرق إلى العلاقات الاجتماعية القائمة على السيطرة والبؤس. أما جائزة رينودو فمنحت للروائية والكاتبة الدرامية الفرنسية ياسمينا رضا البالغة من العمر 57 سنة عن روايتها «بابيلون» التي تتطرق إلى قصة رجل يخنق زوجته اثر مشادة بينهما. وكان رئيس لجنة تحكيم «غونكور» برنار بيفو قد غرّد تعليقاً «رياضياً» على المنافسة الشديدة حين أسماها «غاليغراسوي»، نظراً إلى أنّ المنافسة بقيت محصورة ضمن ثلاثة دور نشر هي: «غاليمار» و «غراسيه» و «سوي» ، فكانت «غاليمار» صاحبة الحظّ الأوفر. «أغنية عذبة» هي رواية سليماني الثانية بعد «حديقة الوحش» التي صدرت عام 2014 عن دار غاليمار.
مشاركة :