رئيس مجلس «الجائزة»: الأمن المائي جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني للدول

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، على أهمية الأمن المائي، واصفاً إياه بأنه «بات جزءاً لا يتجزأ من الأمن الوطني للدولة، وعنصراً مهماً من عناصر قوتها، والذي ينبغي أن تُليه الاهتمام اللازم أجهزة الدولة كافة، والقطاعان: العام والخاص، فضلاً عن كل الناس، بلا استثناء». وحذر في كلمة له خلال حفلة تسليم جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها السابعة، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أول من أمس، من أن «الإرهاب الذي يُبدد الأمن والأمان قد يُغيّر استراتيجيته، فيستهدف الموارد المائية»، مناشداً الخبراء والمعنيين أن يولوا «الإرهاب المائي البيولوجي» الأهمية القصوى. وقال في كلمته: «لقد شرفني برئاسة مجلس الجائزة منذ العام 2000 رجل آمن بالإنسانية هدفاً نبيلاً، وبالعمل الخيري سبيلاً، كرس حياته لخدمة بلده ورفعتها، وخدمة دينه أنموذجاً وقدوة، وكان سباقاً إلى كل عمل يرفع عن كاهل الإنسان خطراً، أو يحقق له نفعاً. إنّه سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. تبنى جائزة عالمية للمياه لم يقصرها على دولة أو منطقة، ولم يحدها بجنسية أو عرق أو عقيدة، فتحها على مصراعيها ليستفيد العالم كله من أبحاثها». وأضاف: «كان قراراً ينضح بثاقب نظر، ورجاحة فكر، وسداد رأي، فالفجوة المائية تتفاقم، والجفاف يتزايد، وإهدار المياه لا يتوقف، والصراع من أجل نقطة ماء تلوح حتميته، فضلاً عن التلوث الذي يتفشى كوكبنا، ظاهراً وباطناً. ولم يتخذ سموه هذا القرار وليد لحظة، أو عشوائية نظرة، ولكنه ثمرة من ثمرات رؤيته الاستراتيجية للتحديات». ولفت إلى أن «المياه عصب الحياة، وسبب النمو والنماء، وقاطرة التنمية الشاملة المستدامة، يُعدُ نقصها أو فقدها مشكلة متعددة الأبعاد، تؤثر في الحياة كافة»، مشيراً إلى أن «أهم أهداف الجائزة هي لفت الانتباه إلى أهمية الأمن المائي». وقال: «إن ثمة عناصر أساسية، تُهدد ذلك الأمر: تشمل عدم كفاءة الإدارة المائية المتكاملة، إذ هي أحد الأسباب الرئيسة لمشاكل الأمن المائي والغذائي، وهي حجر الأساس، وبداية كل بديل ونهاية كل حل. إضافة إلى الصراع المائي، إذ العالم أجمع أضحى رهين قطرة الماء، مشاكله تبدأ بها، وإخفاقاته هي أحد أسبابها، وصراعاته معظمها في الاستحواذ عليها، بؤسه أو رخاؤه ناجمان عنها، نموه وتنميته متوقفان على توافرها، حربه أو سلامه قائمان على مصادرها، أمنه أو تهديده هو أحد دوافعه». وكشف أن «الأحداث تُبيّنُ أنّ ما يزيد من احتمالات حدوث هذا الصراع ناجم عن أنانية دول منبع المياه المشتركة والعابرة الحدود، وعدم فرض الاتفاقيات الحاكمة والمُلزمة التنفيذ، والآليات التي تُوقف كل معتد، وتردع كل غاصب». ولفت إلى أن «الإرهاب هو العنصر الثالث الذي يُبدد الأمن والأمان، فهو إرهاب لم يتوقف، أو يستسلم، والكل يستشعرُ خطره، ومعظم الدول، لم تتنبه إلى احتمال أن يُغيّر استراتيجيته». ودعا الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز إلى تنظيم قمة عالمية للمياه قائلاً: «على المجتمع الدولي أن يستشعر الأزمة المائية التي لا تقل خطراً عن الأزمة المالية، وإننا في الجائزة ندعو إلى قمة مائية، على غرار القمم الاقتصادية، إذ لو أمكن الصبر على المعاناة الاقتصادية وتجاوزها، لما أمكن الصبر على الحياة إذا عزّت المياه». وأضاف: «إنّ الجائزة تدعو الباحثين والعلماء إلى بذل المزيد من الجهد في الدراسة والتحليل، والابتكار والإبداع، والإثراء بأفكار بناءة، وحلول غير تقليدية، عسى أن تُسهم في حل ما يعانيه كوكبنا، من ندرة وتلوث، وتصحر وجفاف، وسخونة متزايدة في المناخ، وتآكل شواطئ، وانحسار مُدن ساحلية، وفقر مائي في دول عديدة». ونوه رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، بالجهود الدائبة الصادقة في قطاع المياه لحكومة المملكة العربية السعودية، التي توليه جل رعايتها وعظيم اهتمامها، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حتى أضحت المملكة تنعم بوفرة المياه، على الرغم من ندرة مواردها: السطحية والجوفية». نص كلمة الأمير خالد في الأمم المتحدة بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين صاحب الفخامة، السيد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة أصحاب المعالي سفراء الدول الأعضاء الدائمين في الأمم المتحدة، والعلماء والباحثين والفائزين المبدعين الحفل الكريم أستهل كلمتي بشكر الله الذي أنعم علينا بالماء فأنزله من السماء مدراراً، وفجر الأرض عيوناً وأنهاراً، فأخرج به زروعاً وثماراً، فله الحمد على ما أنعم، وله الثناء على ما تفضل. نحتفل اليوم بتسليم الفائزين جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها السابعة. وأبدأ مرحباً بفخامة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، مثمناً مجهوداته الشخصية ومجهودات المنظمة لحل المشكلات التي تواجه الإنسان، والصراعات التي تهدد حياته، والأطماع التي تقضي على كل نمو أو تنمية. كما أرحب بالنخبة من ممثلي أعضاء الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، الذين يشاطروننا الهموم المائية نفسها. وأرحب بالعلماء والباحثين وبالفائزين المبدعين، وأهنئهم وأحثهم على بذل المزيد من الجهد في التنافس الشريف في موضوعات الجائزة في دوراتها المقبلة، إسهاماً في حل قدر من المشكلات المائية التي تهدد البشرية. لقد شرفني برئاسة مجلس الجائزة منذ العام ألفين رجل آمن بالإنسانية هدفاً نبيلاً، وبالعمل الخيري سبيلاً، كرس حياته لخدمة بلده ورفعتها، وخدمة دينه أنموذجاً وقدوة، وكان سباقاً إلى كل عمل يرفع عن كاهل الإنسان خطراً أو يحقق له نفعاً، إنه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. تبني جائزة عالمية للمياه لم يقصرها على دولة أو منطقة، ولم يحدها بجنسية أو عرق أو عقيدة، فتحها على مصراعيها ليستفيد العالم كله من أبحاثها، كان قراراً ينضح بثاقب نظر ورجاحة فكر وسداد رأي، فالفجوة المائية تتفاقم، والجفاف يتزايد، وإهدار المياه لا يتوقف، والصراع من أجل نقطة ماء تلوح حتميته، فضلاً عن التلوث الذي يتفشى كوكبنا ظاهراً وباطناً. لم يتخذ سموه هذا القرار وليد لحظة أو عشوائية نظرة، ولكنه ثمرة من ثمرات رؤية الاستراتيجية للتحديات وإيمانه بفلسفة قوامها: إن المياه عصب الحياة وسبب النمو والنماء وقاطرة التنمية الشاملة المستدامة، يُعد نقصها أو فقدها مشكلة متعددة الأبعاد تؤثر في الحياة كافة. فنقطة الماء إن عذبت وصلحت شربت العباد وارتوت الدواب وازدهرت الثمار، وإن نضبت أو فسدت هلك الإنسان ونفق الحيوان وذبلت الأغصان، فضلاً عن ضرورة محاربة أربعة عناصر، تُحكم حصارها على كل قطرة ماء: وهي الندرة، التلوث، التصحر، الصراع. لم يعد الاهتمام بالماء والمشاريع المائية ترفاً أمام الدول، بل مطلب ملح وتحدٍ حقيقي، عليها مواجهته وجعله في أعلى درجة من أولوياتها. وأخيراً، إن الفجوة المائية بين المتاح والمطلوب تنذر بخطر يتفاقم، إذ كلما ازداد العطش ازداد الجوع، وكلما استفحلا معاً استشرى الفقر في أبشع صوره، وحيثما يحل الفقر تتقلص فرص التنمية والنمو، وأينما تناقصت هذه الفرص ضاعت حرية الرأي وامتلاك القرار. سأنتهز حضور هذا الجمع الفريد في تنوعه وفي خبراته وفي اهتماماته، وأشير إلى بعض ما نسعى إلى تحقيقه من خلال الجائزة، وعبر ما نطرحه من أفكار واقتراحات وما نطمح في أن تتبناه الهيئات والمجتمعات والحكومات، وخاصة منظمة الأمم المتحدة: أولاً: أهمية الأمن المائي، الذي بات جزءاً لا يتجزأ من الأمن الوطني للدولة، وعنصراً مهماً من عناصر قوتها، والذي ينبغي أن توليه الاهتمام اللازم أجهزة الدولة كافة، والقطاعان العام والخاص، فضلاً عن كل الناس بلا استثناء، ولا يخفى على أحد أن ثمة عناصر أساسية ثلاثة تهدد ذلك الأمن: العناصر الأول، هو عدم كفاءة الإدارة المائية المتكاملة، إذ هي أحد الأسباب الرئيسية لمشاكل الأمن المائي والغذائي، وهي حجر الأساس، بداية كل بديل ونهاية كل حل. أما العنصر الثاني، فهو الصراع المائي، إذ العالم أجمع أضحى رهين «قطرة الماء». مشاكله تبدأ بها، إخفاقاته هي أحد أسبابها، صراعاته معظمها في الاستحواذ عليها، بؤسه أو رخاؤه ناجمان عنها، نموه وتنميته متوقفان على توافرها، حربه أو سلامه قائمان على مصادرها، أمنه أو تهديده هو أحد دوافعه. وتبين الأحداث أن ما يزيد من احتمالات حدوث هذا الصراع ناجم عن أنانية دول منبع المياه المشتركة والعابرة الحدود، وعدم فرض الاتفاقيات الحاكمة والملزمة التنفيذ، والآليات التي توقف كل معتدٍ وتردع كل غاصب. والعنصر الثالث هو الإرهاب، الذي يبدد الأمن والأمان، إرهاب لم يتوقف أو يستسلم، والكل يستشعر خطره، ومعظم الدول لم تتنبه إلى احتمال أن يغير استراتيجيته، فيستهدف الموارد المائية، لذا أناشدكم وأنتم المسؤولون والقادرون على اتخاذ القرارات ورسم السياسات وتنفيذ الخطط والإجراءات أن تولوا الإرهاب المائي البيولوجي الأهمية القصوى. ثانياً: إن «الحوكمة العالمية المائية العادلة»، ومكافحة الفساد المائي وتسخير التقنية خدمة للأهداف الإنمائية، فضلاً عن ترشيد السلوك المائي ومراعاة الارتباط الوثيق للمياه بالغذاء والطاقة والبيئة دراسة وتحليلاً، كل ذلك لم يعد اختياراً أو ترفاً، بل أضحى واجباً على دول العالم أداؤه. ثالثاً: في ضوء الواقع المائي المتردي، فلا أمل لنا إلا في إصلاحات سياسية واقتصادية وقانونية وتمويلية، تتيح ما يلي: استخدام أكثر كفاءة للمياه العذبة، وزيادة نسبة معالجة المياه، وإعادة استخدامها، تأمين إنتاج زراعي أوفر بكميات مياه أقل، تحقيق اختراق أوسع في تكنولوجيا التحلية، وتشجيع تطبيقات الطاقة الشمسية، التصدي لأزمة تدهور الأراضي وزوال الغابات وخسارة النظم البيئية، التصدي بحزم لمشكلة التلوث، التسعير العادل للمياه، فالمياه المجانية أو شبه المجانية تعد مياهاً مهدرة، وإن فرض تعريفات عادلة للمياه من شأنه ترشيد استخدامها وتقديم مياه نظيفة وخدمات صحية مأمونة. الإخوة الحضور لن نتمكن من المحافظة على نعمة الماء من مصادره كافة إلا بالتقنية المتقدمة، ولا سيما تقنية المواد فائقة الصغر، التي تسمى «التكنولوجيا النانومترية». وعلى المجتمع الدولي أن يستشعر الأزمة المائية التي لا تقل خطراً عن الأزمة المالية، وإننا في الجائزة ندعو إلى «قمة مائية» على غرار القمم الاقتصادية، إذ لو أمكن الصبر على المعاناة الاقتصادية وتجاوزها، لما أمكن الصبر على الحياة إذا عزت المياه. إن الجائزة تدعو الباحثين والعلماء إلى بذل المزيد من الجهد في الدراسة والتحليل والابتكار والإبداع والإثراء، بأفكار بناءة وحلول غير تقليدية، عسى أن تسهم في حل ما يعانيه كوكبنا من ندرة وتلوث وتصحر وجفاف وسخونة، متزايدة في المناخ وتآكل شواطئ وانحسار مدن ساحلية وفقر مائي في دول عديدة. لقد أدرك العالم على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية إنسانية الرسالة التي تحملها جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، وصدق أهدافها وسمو غاياتها وعالمية تطلعاتها وانفتاح توجهاتها. وفي الختام، ينبغي أن أنوه بالجهود الدائبة الصادقة في قطاع المياه لحكومة المملكة العربية السعودية، التي توليه جل رعايتها وعظيم اهتمامها بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، حتى أضحت المملكة تنعم بوفرة المياه، على الرغم من ندرة مواردها السطحية والجوفية. والسلام عليكم ورحمة الله.

مشاركة :