فاطمة عطفة (أبوظبي) صدر حديثاً عن دار العين للنشر رواية بعنوان «قوس الرّمل» للكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري. الجديد في هذه الرواية أنها تستلهم فكرتها الرمزية من الأنهار، وتعتمد في بنيتها على مواصلة المجرى الروائي في أربعة روافد ومصبات متخيلة، حيث يتلاشى الزمن الواقعي ويشغل مكانه الزمن الأسطوري. فالرواية تستفيد من جو الأسطورة، وتستأنس بالقصص الديني، إضافة إلى ملحمة جلجامش وقصة الطوفان بوجه خاص، ما يوحي بموضوع حروب المياه في المستقبل. الجميل أن الرواية تنطلق من ينابيع التراث حافلة بهموم الواقع وهواجسه على المستوى العام لتطل برؤى خيالية ولمسات فنية جميلة على آفاق المستقبل. وإذا كان الماء، من بين العناصر الأربعة، يحمل دلالة الحياة واقعاً ورمزاً، فإن هذا الرمز الروحي الذي يحتفي بالحياة واستمرارها، فهو في الوقت ذاته يحمل نذير الهلاك والدمار في إشارة الطوفان. وهكذا لا ينفصل الماضي والتراث الإنساني عن الأمل في بناء المستقبل المرتجى، وذلك من خلال عمل فني روائي، بعيداً عن المباشرة. لولوة المنصوري فازت بأكثر من جائزة أدبية، ومن أعمالها الروائية «آخر نساء لنجة»، و«خرجنا من ضلع جبل»، ولها في القصة القصيرة: «القرية التي تنام في جيبي» و«قبر تحت رأسي».
مشاركة :