.. والمسرح يستحضر شجاعة شهداء «الحد الجنوبي» وبطولات مرابطيه

  • 11/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتمالك حضور فعاليات مسرح "الحكايا" الذي تجري فعالياته ضمن مهرجان "حكايا مسك"، في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في جدة، أنفسهم، وهم يستمعون لكلمات شجاعة يغلفها الحزن لأم الشهيد السعودي في الحد الجنوبي عبيد الصعب، بعد صعودها إلى المسرح، وهي تروي حكاية ارتقاء ابنها شهيداً في معارك الحد الجنوبي، قبل شهرين من حفل زواجه، مؤكدة أن الدور الذي أداه ابنها الشهيد مع زملائه كان شجاعاً في الدفاع عن المملكة في وجه المعتدين. وشهد المسرح ترحيبا كبيرا من الحضور بوالدة الشهيد الصعب، كما نزل عدد من السيدات من مقاعدهن لاحتضان أم عبيد، والدة الشهيد، وتقبيل رأسها تقديرا لدورها في تربية ابنها الذي استشهد في الحد الجنوبي، مقدمين لها التهنئة باستشهاد ابنها أثناء أدائه واجبه في حماية الوطن، فضلاً عن الإشادة بالدور البطولي لأسرة الصعب ككل ولها كأم عملت على تربية ابنها، وتنشئته في بيئة صالحة محبة للوطن، وليكون بارا بوالديه. وتحدثت أم عبيد من مسرح "حكايا مسك"، عن كيفية تلقيها نبأ وفاة ابنها، مشيرة إلى أنه ودعها برسالة نصية على هاتفها بقوله "لا تغضبي علي إذا ما رددت على اتصالك، فإنني في مهمة عمل في الحد الجنوبي". وقالت "إن وفاة ابنها في الحد الجنوبي شرف لها، ولا سيما أنه كان يدافع عن وطنها الذي عاشت فيه"، موضحة أن ابنها كان يتمنى الشهادة منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث كان يطلب منها الدعاء له بالشهادة في الحد الجنوبي ليحشر مع الشهداء، الذين نذروا حياتهم في سبيل الدين وحماية الوطن. وقالت أم عبيد "إن حلما راودها في اليلة التي سبقت وفاة ابنها، إذ رأت ابنها الشهيد يبلغها وهو يرتدي قطعة خضراء اللون بأنه تزوج وحصل على زيادة مالية في راتبه الشهري"، وزادت "استيقظت من النوم وصليت ركعتين ودعوت له في جوف الليل، وما أن أشرقت شمس الصباح حتى أبلغت بوفاته في الحد الجنوبي شهيداً في سبيل الله". وفي مشهد آخر، حظي بتفاعل كبير من الحضور في "مسرح حكايا"، استحضرت قصة البطل هاني الرميح، الذي تعرض للإصابة في الحد الجنوبي من المملكة، شجاعة وتضحيات المرابطين على حدود المملكة، ومواجهته مع العدو، وقصة انتشال جثة أحد شهداء الواجب. وتفاعل زوار المهرجان خلال فقرة "حكايا المرابطين" على "مسرح حكايا"، مع العرض الذي بدأ بعبارة "تستطيع أي دولة في العالم أن تشتري جميع الأسلحة المتطورة بجميع أنواعها.. لكنها لا تستطيع شراء الفروسية". وتحدث الرميح عن تجربته الشجاعة مع زملائه الـ 12 في الحد الجنوبي عندما توجهوا لانتشال جثة أحد الشهداء من أحد الجبال الوعرة التي سقط فيها، مشيراً إلى أنهم تعرضوا لصعوبات كبيرة بسبب تضاريس المنطقة، والأجواء الحارة، إلا أنهم استطاعوا انتشال جثة زميلهم الشهيد والصعود به. وحرص على رواية تفاصيل تجربته التي تظهر شجاعة الجندي السعودي، ومنها أنهم تعرضوا أثناء العودة بجثة زميلهم إلى انفجار لغم في أحد زملائهم وأدى إلى بتر قدمه، مشيراً إلى أن ذلك لم يثنهم عن إتمام مهمتهم، بل استمروا في حمل زميلهم المصاب، إضافة إلى شهيد الواجب، قبل أن يفاجأوا للمرة الثانية بانفجار لغم آخر أدى إلى حدوث إصابات عدة له. واستضاف المهرجان في فقرة "حكايا شباب" الإعلامية السعودية سميرة مدني، التي روت بدورها بعض القصص والمواقف التي عاشتها في الحد الجنوبي، كأول إعلامية سعودية ترابط في الحد الجنوبي مع الجنود المرابطين، لتقديم تغطية إعلامية على شاشة التلفزيون السعودي. وقالت مدني "أعتبر نفسي جندية من جنود الوطن"، مؤكدة أن أغلى هدية تلقتها في حياتها كانت عبارة عن بدلة عسكرية ارتدتها أثناء تغطيتها العمليات العسكرية في الحد الجنوبي، مشيرة إلى أنه لا يمكن لها التفريط في هذه الهدية مهما وصل الأمر، كونها أحدثت أثراً كبيراً في حياتها. وحول ذهابها إلى الحد الجنوبي، أوضحت أنها وجدت نفسها من الممكن أن تمثل نحو تسعة ملايين امرأة سعودية، وأن تحمل صوتهن"، مضيفة "ذهبت إلى جازان لكنني صدمت بصعوبة الحياة، ولا سيما أنه لم يكن لدي تجربة السفر إلى مثل هذه المناطق الوعرة والجبلية، لكن الرسالة التي أرغب في إيصالها كانت تدفعني إلى الأمام، وعدم التراجع عن ذلك القرار رغم صعوبته". وواصلت رواية تفاصيل رحلتها "بعد وصولي إلى جازان، تحركنا نحو مواقع المعارك وكانت لحظة حاسمة بالنسبة إلي، خصوصاً أنني استرجعت شريط ذكريات حياتي، إضافة إلى ما يدور في داخلي من أسئلة تمحورت حول أنني سأذهب لكنني قد لا أعود". واستعرضت شاشة مسرح "حكايا مسك" لقطات مصورة لمحمد السيد، أحد المصابين في الحد الجنوبي، ودفاعه عن الوطن، حيث أكدت الإعلامية سميرة مدني، أن هناك كثيرا من الوسائل للدفاع عن الوطن، موضحة أن نفسيات المرابطين على الحد الجنوبي عالية، ويتمتعون بالشجاعة والحماسة في حماية الوطن.

مشاركة :