حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي تقبل خارطة الطريق على مضض. العرب [نُشرفي2016/11/04، العدد: 10445، ص(3)] لا سلام بلا تنازل صنعاء - عاد ممثل أمين عام الأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الخميس، إلى العاصمة صنعاء، وسط عاصفة من الانتقادات لخارطة الطريق لحلّ الأزمة اليمنية التي طرحها قبل أكثر من أسبوع، صدرت عن طرفي النزاع؛ حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والمتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث بدا كل من المعسكرين مهتما بتحصيل مكاسب سياسية من الخارطة أكثر من اهتمامه بتحقيق السلام في البلد والذي بات مطلبا ملحّا لا يحتمل التأجيل نظرا للأوضاع بالغة الخطورة التي آل إليها البلد. وينصب جهد ولد الشيخ في زيارته لصنعاء واتصالات لاحقة يعتزم إجراءها مع مختلف أطراف الأزمة، على تليين المواقف من خارطة الطريق التي طرحها. وسيكون المبعوث الأممي في حراكه الحالي مدعوما بموقف إقليمي ودولي داعم لإيجاد مخرج عاجل للأزمة اليمنية. وبالتزامن مع وجود ولد الشيخ في صنعاء ترجم “معسكر” الرئيس عبدربه منصور هادي رفضه لخارطة ولد الشيخ إلى مظاهرات قادها “أنصاره” في عدد من مدن البلاد. وتتضمن الخارطة “إنشاء لجان عسكرية وأمنية تشرف على الانسحابات وتسليم الأسلحة في صنعاء والحديدة وتعز”. وسُتعنى اللجان العسكرية “بمهمة ضمان إنهاء العنف والإشراف على سلامة وأمن المواطنين ومؤسسات الدولة”. وفي الجانب السياسي الذي هو مثار احتجاج حكومة هادي، تتطرق الخارطة إلى “مجموعة إجراءات سياسية انتقالية تشمل مؤسسة الرئاسة بما في ذلك تعيين نائب رئيس جديد وتشكيل حكومة وفاق وطني لقيادة المرحلة الانتقالية والإشراف على استئناف الحوار السياسي وإكمال المسار الدستوري ومن ثم إجراء الانتخابات”. وشهدت عدّة مدن يمنية الخميس، مظاهرات مناوئة لخارطة ولد الشيخ، وضعها منظموها تحت يافطة مساندة الحكومة الشرعية ضد الانقلابيين، إلاّ أن مصادر يمنية قالت إنّ وراء أغلبها حزب الإصلاح ذراع جماعة الإخوان المسلمين الذي لا يجد قادته أي مكسب يخصّهم في الخارطة المذكورة. وفي مدينة تعز بجنوب غرب اليمن رفع المتظاهرون صورا للرئيس عبدربه منصور هادي، ولافتات أخرى كتب عليها “تعز تحتشد رفضا للخارطة الأممية وتأييدا للسلطات الشرعية”. وفي مدينة مأرب، شرقي البلاد، تظاهر المئات بينهم عدد من العسكريين ضد تحركات ولد الشيخ. وشهدت مدينة عدن كبرى مدن جنوب البلاد مظاهرات مماثلة. وبدا موقف الحكومة اليمنية من خارطة الطريق مناقضا للمزاج الإقليمي والدولي الداعم للسلام في اليمن. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي وصفته بالبارز في الأمم المتحدة قوله إن دولا إقليمية تنظر بإيجابية إلى الخارطة وتشجّع الرئيس هادي على قبولها. وعلى الطرف المقابل -وفق المصدر ذاته- وعدت سلطنة عمان بأن تستخدم نفوذها لدى الحوثيين لضمان الانسحاب المنصوص عليه في الخطة الأممية. وفي أولى نتائج مساعي إقناع الفرقاء بقبول خارطة ولد الشيخ قال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، الخميس، إن حكومته قبلت خارطة السلام الأممية التي تقدم بها المبعوث إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لكنها مازالت تتحفظ على مضمونها الذي اعتبرت أنه “يصب في مصلحة تحالف الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح”. وذكر بن دغر، خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، أن “الحكومة الشرعية وإن قبلت شكلا خارطة الطريق التي تقدم بها المبعوث الأممي، فإنها ترفضها مضمونا، لتعارضها مع المرجعيات الوطنية التي اعتمدت أساسا للحوار الوطني وكل حوار”، وفقا لوكالة سبأ الرسمية. وأكد بن دغر”حرص الحكومة على إحلال السلام الشامل والدائم في اليمن وفق رؤية واقعية تستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها، المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216”. :: اقرأ أيضاً الحريري أمام ألغام سياسية في توزيع الحقائب الوزارية مرتزقة روس يقاتلون في سوريا تعويم الجنيه في مسعى لامتصاص احتقان المصريين الرياض تحبط محاولات طهران ضرب علاقتها بالقاهرة
مشاركة :