أصدر مشروع «كلمة» للترجمة مسرحيات «أبوالهول»، و «الضمادة»، و «فِيدْرا» للكاتب الإسباني ميجيل دِ أونامونو ونقلها للعربية مزوار الإدريسي من المغرب. مارس ميجيل دِي أونامونو الكتابة المسرحية مثلَ باقي فنون الكتابة الفكرية والأدبية الأخرى، وجعلها مختبراً لشواغله ولأفكاره الفلسفية والسياسية والوجودية. ويقف القارئ على هذا القلق والاهتمام في هذه المسرحيات الثلاث، «أبوالهول» و «الضمادة» و «فِيدْرا»، بما فيها من رغبةٍ أكيدة في تجديد كلِّي للمسرح وللمشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي في إسبانيا، اعتماداً على البساطة في الديكور والحوار وبناء الأفكار، ومن خلال رؤية للعالم تهتم بالقبض على جوهر الإنسان، أي على سر وجوده الذي يُخوّله الانتصار على الموت، وهي هواجس أبعَدتْ مسرحَه عن أنْ يكون شعبياً، عكسَ أعمالِ معاصريه. لقد كان الشغل الشاغل لأونامونو أن يكون المسرحُ مرآةً تلتقط الحياة وتعكسُها، لأنه كان يتمثل الحياةَ باعتبارها مسرحاً، وسيجد القارئ، لا محالةَ، في هذه المسرحيات ما يؤكد هذا الكلام. يعتبر ميجيل دي أونامونو أحد أهم الكُتّاب الإسبان في النصف الأول من القرن العشرين، إذ كان كاتباً مجدداً في الرواية والمسرح، وكان مفكراً وفيلسوفاً بارزاً، وتنوع إنتاجه المعرفي بين العديد من الفنون والفكر. ولد في 29 سبتمبر عام 1864، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة والآداب من جامعة مدريد وهو في سن العشرين. وفي 1891 شغل منصب أستاذ اللغة اليونانية بجامعة سلمنكا، وصار رئيساً لها في الفترة من 1901 وحتى 1914. تعرض للنفي لخلافه مع الملك، ثم عاد عام 1930، ليرحل عن الحياة بعدها بستة أعوام منعزلاً في بيته. المترجم د.مزوار الإدريسي أستاذ التعليم العالي بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة، عمل أستاذاً زائراً بجامعة غرناطة في إسبانيا وبكلية ميدلبيري بالولايات المتحدة الأميركية، وهو شاعر ومترجم وعضو اتحاد كتاب المغرب.;
مشاركة :